أكّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، عبر موقعه الإلكتروني الرسمي أن الضغوط الاقتصادية الأميركية على إيران تهدف إلى تأليب الإيرانيين على حكومتهم، وذلك قبل ساعات من انعقاد المؤتمر السنوي الكبير للمعارضة الإيرانية، في باريس السبت، وأضاف خامنئي: "يمارسون ضغوطا اقتصادية لإحداث فرقة بين الأمة والنظام.. سعى 6 رؤساء أميركيين قبله لتحقيق هذا لكنهم يئسوا"، مشيرا إلى الرئيس دونالد ترامب، واتهم خامنئي الولايات المتحدة بمحاولة زعزعة الحكومة في طهران.
وجّهت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، مجموعة رسائل تنطلق كلها من واقع التحركات التي يشهدها الشارع الإيراني وتكاثر المطالبات بالتغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ووسط حضور رفيع المستوى لوفود كبيرة جاءت من عشرات العواصم، بينها العواصم الإقليمية والرئيسية الكبرى، ألقت رجوي التي تقيم بشكل دائم في مدينة أوفير سور واز الوقعة شمال العاصمة باريس، خطابا شددت فيه على تهالك النظام الإيراني، معتبرة أن "إسقاط النظام أمر محتوم والانتصار أمر مؤكد وإيران تتحرر"، مضيفة أن "الشعب الإيراني بانتفاضته وبمعاقل الانتفاضة مسك بيده أدوات إسقاط النظام".
وانعقد مؤتمر المعارضة الإيراني تحت شعار "إيران تتحرر" باللغات الفارسية والفرنسية والإنجليزية، وكان لافتا حضور نواب ورؤساء بلديات ووزراء سابقين من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والدول الخليجية، فضلا عن متخصصين وخبراء ووفود إعلامية.
وسعت رجوي في كلمتها إلى التركيز على ما سمته "المؤشرات" الدالة على وهن النظام الإيراني "أولها انتفاضة الشباب بلا خوف ولا تردد، وثانيها شمول الحركات الاحتجاجية كل القطاعات رغم القمع، وثالثها تفاقم التوترات الاجتماعية والاقتصادية بما فيها البطالة والغلاء والفقر"، التي لا يجد "الملالي" حلولاً لها، بينما تتكاثر التناقضات الداخلية للنظام الذي يعاني من ضائقة مالية.
وركّزت رجوي في المؤشر الرابع، على أن النظام "فقد على المستوى أهم سند له في سياسة المهادنة مع أميركا"، إذ "سقطت الدرع الدولية التي كانت تحمي النظام واشتد الخناق الملفوف حوله مع إعادة فرض العقوبات الاقتصادية والمالية عليه". بيد أن أهم مؤشر توقفت عنده رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فهو الخامس الذي عنوانه كما قالت "الترابط بين المحرومين والمضطهدين والمقاومة المنظمة".
الخلاصة التي توصلت إليها رجوي تؤكد أن "سقوط النظام على الطريق"، ولذا، فإن "معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة الوطنية هي بمثابة رأس الحربة لاستراتيجية الانتفاضة وإسقاط النظام في المدن المنتفضة والعاصية".
وفصّلت رجوي كلامها مستندة لما شهدته مدن إيران في الأسابيع الماضية، مذكرة بقول مسعود رجوي، الذي وصفته بـ"قائد المقاومة": "إذا صمدت إيران فالعالم سيقف معنا وبجانبنا"، مشددة على الحاجة إلى وجود "حركة منظمة وتنظيم قيادي"، بالإشارة إلى التنظيم الذي ترأسه. وجددت رجوي التأكيد على الحاجة إلى جبهة "التضامن الوطني من أجل إسقاط الاستبداد الديني"، وعارضت التعاون مع "كل القوى الداعية للجمهورية الملتزمة برفض كامل لنظام ولاية الفقيه"
وقال رودي جولياني عمدة نيويورك السابق والمحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب، في كلمته أمام المؤتمر، إن الرئيس الأميركي سيخنق حكام إيران "المستبدين". وأضاف بحسب ما نقلت عنه "رويترز": "نحن الآن قادرون فعلاً على أن نرى نهاية للنظام في إيران"، مشيرا إلى الاحتجاجات التي خرجت أخيرا هناك بسبب انهيار قيمة العملة المحلية بعدما انسحب ترمب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015. وقال: "عندما تتوقف أعظم قوة اقتصادية عن تنفيذ أنشطة معك سوف تنهار.. والعقوبات ستصبح أشد وأكبر"، وتابع جولياني حليف الرئيس ترامب: "هذا الرئيس لا ينوي أن يدير ظهره للمقاتلين من أجل الحرية".
وخلال المؤتمر ذاته العام الماضي، أبلغ جون بولتون أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بأنهم سيحكمون إيران قبل عام 2019، وكان بولتون عُين مستشارا لترمب لشؤون الأمن القومي في أبريل/ نيسان من العام الجاري.
وتعاقب على الكلام في المؤتمر شخصيات من فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة وبلجيكا وكندا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وألبانيا وسويسرا ورومانيا واليمن والأردن وفلسطين والمغرب وغيرهم كثيرون.
وشهدت إيران موجة من الاحتجاجات استمرت 3 أيام في طهران ومدن أخرى أغلق خلالها مئات التجار في منطقة سوق طهران (البازار) متاجرهم تعبيرا عن الغضب من انخفاض قيمة العملة المحلية، وينصب ولاء معظم هؤلاء التجار في العادة للقيادة منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه عام 1979.
أرسل تعليقك