أنهى الرئيس الإريتري آسياس أفورقي، أمس، نحو عشرين عاماً من القطيعة مع الصومال، وحل ضيفاً على العاصمة الصومالية مقديشو، في زيارة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلدين.
وقال وزير الإعلام الإريتري يماني مسقل، إن «زيارة أفورقي التاريخية للصومال جزء لا يتجزأ عن القمم الثلاثية التشاورية بين رؤساء دول وحكومات إريتريا وإثيوبيا والصومال»، فيما قال خبراء إنها تعد مؤشراً آخر على التغير السريع الذي يطرأ على العلاقات في المنطقة بعد تقارب إريتريا مع غريمتها السابقة إثيوبيا.
وفور هبوط طائرة آسياس في مقديشو توجه إلى مكتب الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، في قلب العاصمة مقديشو التي شهدت إجراءات أمنية محكمة. وفى مطار مقديشو الدولي، وفي أول زيارة له منذ أكثر من عقدين، حظي أفورقي باستقبال رسمي شارك فيه فرماجو، ووزراء ونواب إلى جانب مسؤولين آخرين، حيث عزفت فرقة الموسيقى النشيد الوطني للبلدين.
وتلقى الرئيسان سلام شرف ترحيبياً من وحدات الجيش الصومالي، حسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية التي وصفت هذه الزيارة بالتاريخية وتستند إلى إنشاء إطار تعاوني ودبلوماسي بين الصومال وإريتريا، وتعزيز الخطة المشترك للأمن والاقتصاد والاستثمار.
وطبقاً لمصادر حكومية فقد أجرى الرئيسان مباحثات ثنائية في القصر الرئاسي الصومالي، من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وسبل فتح جميع القنوات الدبلوماسية. وعلى مدى يومين ستشهد زيارة أفورقي، توقيع عدد من المعاهدات بين البلدين على مستوى الوزراء، من أجل تمتين العلاقات بينهما بعد سنوات من الانقطاع.
وكان الرئيس الصومالي قد قام خلال يوليو (تموز) الماضي بزيارة تاريخية لإريتريا، حيث قال الصومال وإريتريا إنهما يعتزمان إقامة علاقات دبلوماسية مع تحسن العلاقات في منطقة القرن الأفريقي بعد تقارب إريتريا وإثيوبيا.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم متشدد إسلامي سابق في الصومال، إن الرجل الذي رشح نفسه لرئاسة إقليم، وأصبح بذلك على خلاف مع الحكومة المركزية، اعتُقل وتعرض للضرب مما أدى إلى اندلاع اشتباكات في الشوارع.
وسيكون إقليم جنوب غربي الصومال الأول من أقاليم الصومال السبعة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي الذي يجري انتخابات رئاسية في الشهور المقبلة، في منعطف حيوي ضمن صراع متزايد على السلطة بين الوسط والأطراف في أعقاب الحرب الأهلية. وقال معاوية مودي المتحدث باسم الشيخ مختار روبو، لوكالة «رويترز»، أمس: «المرشح الشيخ مختار تعرض للضرب والاعتقال من قوات حفظ السلام الإثيوبية في بيدوا الآن».
وأضاف: «في البداية استدعاه الرئيس المؤقت لإقليم جنوب غربي الصومال وعندما وصل إلى مكتبه ضربته القوات الإثيوبية ضرباً مبرحاً واعتقلته، والآن هناك اشتباكات بين السكان وقوات الحكومة في بيدوا». ولم يتسنَّ بعد الوصول إلى مسؤولين في بيدوا عاصمة الإقليم للتعقيب.
في شأن آخر، لقي أكثر من 40 مدنياً من الطوارق مصرعهم هذا الأسبوع في شمال مالي حيث تنشب الاشتباكات بسبب نزاعات على الأرض وعلى المياه، وفقاً لما أعلنه، أمس، مسؤول محلي.
ونقلت وكالة «رويترز» أمس، عن نانوت كوتيا رئيس بلدية ميناكا، أن 43 من الطوارق قُتلوا في قرية على بُعد 20 كيلومتراً خلال اليومين الماضيين، وأضاف: «مسلحون على دراجات نارية هاجموا العديد من مخيمات البدو في تيناباو، أطلقوا النار بشكل عشوائي على الناس».
وقالت تنسيقية حركات أزواد، جماعة الطوارق الانفصالية الرئيسية، إن 47 من المدنيين الطوارق قُتلوا في منطقة تيناباو، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها.
ولم تُعرف هوية المهاجمين، لكن الخلافات بين أبناء قبائل الطوارق البدو والفولاني الرعاة أودت بحياة المئات وشردت الآلاف هذا العام، علماً بأن مسلحين قتلوا 15 مدنياً من الفولاني في إقليم موبتي في وسط مالي في وقت سابق هذا الشهر.
وتشهد مالي اضطرابات منذ أن سيطر متمردون من الطوارق وجماعات إسلامية في تحالفات هشة على شمال البلاد عام 2012، مما دفع القوات الفرنسية إلى التدخل لإخراجهم في العام التالي.
وقد يهمك ايضًا:رئيس إريتريا يصل الصومال لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما
غوتيريش يعلن أن حدود اليمن وبواباتها فتحت للاجئين الصوماليين ويجب الإشادة بسخاء الشعب اليمني
أرسل تعليقك