الجزائر تنتقد التدخل في شؤونها بحجة حقوق الإنسان
آخر تحديث GMT13:40:26
 العرب اليوم -

الجزائر تنتقد التدخل في شؤونها بحجة "حقوق الإنسان"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجزائر تنتقد التدخل في شؤونها بحجة "حقوق الإنسان"

الرئيس عبد العزيز بوتفليقة
الجزائر ـ سناء سعداوي

أبدت الحكومة الجزائرية استياء بالغاً من تقارير بعض المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، التي تناولت «التعدي على الحقوق والحريات» في الجزائر، ومنها حرية التظاهر في الشارع وحرية التعبير. كما تتعرض لانتقادات حادة في موضوع ترحيل المهاجرين السرّيين، الذين يتحدرون من جنوب الصحراء.

وقال وزير العدل الطيب لوح، أمس، في البرلمان إن «الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يرفض تدخل أوساط أجنبية في الشؤون الداخلية لبلادنا؛ لأن هذه الأوساط تبحث عن مآرب خاصة، متخفية وراء مبادئ حقوق الإنسان، التي تحولت إلى ضغط على عدة دول».

وجاء حديث لوح بمناسبة إطلاق نقاش في البرلمان بخصوص «تعزيز القوانين التي تكفل حقوق الإنسان»، و«حقوق الإنسان في مشروع إصلاح القضاء». وذكر لوح بأن «الحديث عن مسار الإصلاحات، الذي لا يزال مستمراً، يدفعنا حتماً إلى الإقرار بحكمة وبعد نظر الرئيس بوتفليقة. فبفضل تجربته الواسعة في الحياة استطاع الوطن أن يرسي قواعد حققت له تقدماً في قضايا حساسة».

وبحسب لوح، فقد «تجسدت عدة إنجازات في عهد الرئيس»، من بينها «إلغاء الحبس الاحتياطي إلا في حالات نادرة»، واستحداث «مبدأ التقاضي على درجتين في المحاكم الجنائية»، و«تعزيز رقابة السلطة القضائية على أعمال الشرطة القضائية».

وعلى عكس ما تقوله الحكومة، يرى نشطاء حقوق الإنسان أن عدداً كبيراً من الأشخاص تم سجنهم بسبب مواقف، وكتابات نشرت بمواقع التواصل الاجتماعي، عبرت عن مواقف سياسية تجاه سياسات الرئيس بوتفليقة. ويقول هؤلاء النشطاء أيضا إن الحكومة «تبدي سهولة كبيرة في سجن المواطنين وتقييد حرياتهم»، ومن أشهر الأمثلة على ذلك – حسبهم - منع القيادي الإسلامي علي بن حاج من الخروج إلى صلاة الجمعة، ومن مغادرة الإقليم الإداري لولاية الجزائر العاصمة، خاصة أن هذا الإجراء يتم دون إجراء قضائي، بينما يفيد الدستور بأنه لا يحق منع أي مواطن من التنقل داخل البلاد إلا بقرار من القضاء. كما يشيرون إلى «انتهاك حقوق المهاجرين السريين الأفارقة خلال عمليات ترحيلهم جماعيا».

واتهم وزير العدل، ضمنا، منظمات حقوقية أجنبية بإثارة أزمات داخل بلدان، وكان يقصد بذلك أحداث «الربيع العربي» في دول قريبة، مثل تونس (2011). وقال أيضاً منتقداً حكومات غربية، عرفت بإصدار تقارير دورية حول أوضاع حقوق الإنسان في دول العالم الثالث: «لاحظنا في السنوات الأخيرة تراجعاً واضحاً بشأن تمسك بلدان كبرى بمبادئ حقوق الإنسان، بذريعة المحافظة على أمنها الداخلي، بينما تنتعش هذه الحقوق في دول أخرى نامية، كانت إلى وقت قريب توصم بالتخلف في الأخذ بهذه المبادئ».

ويرى مسؤولون حكوميون في الجزائر أن بلدهم يعتبر «واحة أمن واستقرار في محيط من الأهوال». وكثيراً ما يضربون أمثلة بليبيا ومالي؛ حيث الأوضاع مضطربة سياسيا وأمنيا، وذلك بهدف ثني الجزائريين عن المطالبة بالتغيير. وكان ذلك خطابهم بمناسبة رئاسية 2014، عندما رفعوا فزاعة «داعش» في ليبيا، أثناء حملة التمديد للرئيس بوتفليقة، وكانت رسالةً فهمَها مراقبون على النحو التالي: «إما أن تقبلوا ببقائنا في الحكم، وإما سيكون مصيركم القتل على يدي الإرهاب». وأكثر ما يفزع منه المواطن الجزائري مشاهد الدم والدمار، التي عاشها في «العشرية السوداء»، خلال تسعينات القرن الماضي، وهو لا يتمنى أبداً أن يعيشها من جديد، حسب جل المتتبعين للشأن المحلي.

وأضاف لوح، مهاجماً دعاة التغيير باسم احترام حقوق الإنسان: «من طبيعة أبناء هذا الوطن أنهم، وإن اختلفوا في الرأي، أنهم يصبحون على قلب رجل واحد، حينما يتعلق الأمر بالوطن، والمحافظة على وحدته ومصيره واستقراره وأمنه، في محيط دولي وإقليمي مضطرب وهائج». مضيفاً أن «أبناء الوطن الذي يجتمعون فيه على كلمة سواء، وواجهوا الظلم بصدور عارية قبل 6 عقود (اندلاع ثورة الاستقلال عام 1954) لن يوفروا حظاً من النجاح لكل من يضمر السوء للوطن».

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر تنتقد التدخل في شؤونها بحجة حقوق الإنسان الجزائر تنتقد التدخل في شؤونها بحجة حقوق الإنسان



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صبحي يواجه أزمتين قبل نهاية العام ويكشف تفاصيلهما

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تكشف نتائج تحقيق جديد حول مقتل 6 رهائن قبل تحريرهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab