دمشق ـ نور خوام
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في توصل موسكو وأنقرة إلى اتفاق قريب لتسوية الوضع في إدلب شمال سورية , وأشار إلى محادثات متواصلة مع أنقرة في هذا الشأن.
قال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل ، إن روسيا وتركيا "ستعقدان جولة محادثات جديدة بشأن الأزمة السورية في غضون أيام، معربًا عن أمل روسي في تمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاقيات بشأن الوضع في إدلب , وأوضح أن الاتصالات الجارية بين روسيا وتركيا وإيران في إطار عملية أستانة، وبخاصة على المستوى العسكري "تركز على تنفيذ الأهداف التي تم الاتفاق عليها عندما تم إنشاء منطقة خفض التصعيد في إدلب"، مضيفًا أن "المهمة الأساسية في المرحلة الراهنة تتمثل في ضرورة إجراء عملية فرز كامل تفضي إلى ابتعاد فصائل المعارضة، التي تبدي استعدادها إلى الانخراط في العملية السياسية، عن مسلحي (جبهة النصرة)، الذين يتواجدون بكثرة في إدلب، ويحاولون فرض سيطرتهم على هذه المنطقة"، مضيفًا أن هذه الفصائل ستكون قادرة وفقًا للاتفاقيات الثلاثية على القيام بمهام "تسيير شؤون الأهالي المحليين" في حال تم الالتزام بالانفصال عن "النصرة".
وكان لافروف قد زار أنقرة الأسبوع الماضي في مسعى إلى تسوية هذا الملف، كما أجرى وزيرا الدفاع الروسي والتركي محادثات بعد ذلك ركزت على الملف ذاته، وهدفت إلى تقريب وجهات النظر بشأن آليات التعامل مع الوضع في إدلب , وطلبت أنقرة في وقت سابق منحها مهلة إضافية لإنجاز عملية "عزل النصرة"، وهو أمر تحفظت عليه موسكو وأعلنت أن من حق دمشق القيام بعمليات عسكرية ضد المتطرفين الذين يواصلون شن هجمات تنطلق من إدلب".
وأعرب لافروف، عن تطلع موسكو إلى حسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش موقفه بشأن مسألة ضرورة مشاركة المنظمات الدولية في عمليات إعادة أعمار سورية التي تدعو إليها موسكو بالتزامن مع دعوتها لدفع ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
ودعا لافروف غوتيريش إلى "التعامل مع دعوات صدرت لمنع مشاركة الأمم المتحدة في برامج إعادة الأعمار"، مشيرًا أن "الإدارة السياسية في الأمانة العامة للأمم المتحدة أصدرت وعممت في كل منظومة الأمم المتحدة، في أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي، توجيهًا سريًا يحظر على المنظمات التي تنتمي إلى المؤسسة الأممية المشاركة في أي مشاريع لإعادة تأهيل الاقتصاد السوري , وأن يقتصر نشاطها في تقديم المساعدات الإنسانية فقط".
وأضاف لافروف "لقد سألت الأمين العام للأمم المتحدة لماذا هذه الموضوعات توجه داخليًا وبشكل سري، ولماذا لم يتم إعلام مجلس الأمن بها؛ كونه يتعامل بشكل مباشر مع التسوية السورية، ولماذا يتم اتخاذ مثل هذه القرارات من دون تحليل موضوعي مفتوح للحالة على الأرض؟"، وزاد أن "أنطونيو غوتيريش وعد بأن يتعامل مع هذا الموضوع , وآمل أن يجد حلًا له".
وكانت الخارجية الروسية أقامت بالتعاون مع وزارة الدفاع مركزًا لتهيئة الظروف إلى إعادة اللاجئين السوريين، وأعلنت في وقت سابق، أنه وفقًا للمعلومات الواردة عن الأمم المتحدة، يوجد حاليًا 11 مليون سوري من النازحين قسرًا، منهم ستة ملايين نازحين داخليًا , وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن المعلومات بشأن مبادرة روسيا لحل مشكلة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم تنقل عبر القنوات الدبلوماسية إلى مكاتب الأمم المتحدة المتخصصة، بالإضافة إلى السفارات الروسية التي يوجد بها حاليًا أكبر عدد من اللاجئين السوريين في 36 بلدًا.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين، ناقش مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مشكلة مساعدة اللاجئين من سورية خلال لقائهما السبت "من دون أن يتطرق الطرفان إلى تقديم مساعدات مالية من جانب ألمانيا لتسوية هذا الملف".
وأوضح بيسكوف، أمس، خلال رده على سؤال صحافيين عما إذا تم التطرق خلال المحادثات الروسية الألمانية إلى موضوع الدعم المالي الذي تدعو إليه روسيا لتسهيل عودة اللاجئين أن هذا الموضوع "لم يطرح بشكل مباشر"، وزاد أن الزعيمين ناقشا المبادرة الروسية من دون التطرق إلى هذه التفاصيل , كما لفت إلى أن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاقيات محددة بشأن احتمال إعادة لاجئين سوريين من ألمانيا، مشيرًا أن بوتين "تحدث عن العملية المتنامية تدريجيًا لعودة اللاجئين إلى سورية".
أرسل تعليقك