بغداد ـ نهال قباني
اتهم مجلس صلاح الدين، الثلاثاء أحد فصائل «الحشد الشعبي» بالاعتداء على مبنى المحافظة، وطالب الحكومة الاتحادية في بغداد بسحب قطعات «الحشد» من مدينة تكريت، مركز المحافظة؛ لكن إعلام «الحشد» أبدى استغرابه من بيان المجلس، معتبراً أن الحادثة لا تتعدى حدود «المشاجرة» العادية، التي يمكن أن تحدث في أي مكان.
وقال مجلس صلاح الدين في بيان: إن «أحد فصائل (الحشد الشعبي) قام اليوم (أمس) بالاعتداء على مبنى مجلس المحافظة وسط تكريت» مشيراً إلى أن «الاعتداء ليس الأول من نوعه». ودعا المجلس الحكومة الاتحادية إلى «اتخاذ الإجراءات اللازمة لسحب قطعات (الحشد الشعبي) من داخل مدينة تكريت، وتسليم السيطرات إلى قوات الجيش والشرطة».
وفيما لم يشر بيان مجلس المحافظة إلى اسم الفصيل المتهم بالاعتداء، رجح مصدر قريب من المجلس أن يكون «الفصيل المذكور هو (جند الإمام)» الذي يتمركز غرب مدينة تكريت. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن مشاجرة حدثت بين حماية محافظ صلاح الدين والفصيل المذكور، انتهت بتطويق الأخير لمبنى مجلس المحافظة، وتبادل خفيف للإطلاقات النارية». ويشير المصدر الذي يفضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن «هناك تذمراً شديداً من بعص فصائل (الحشد) في تكريت وبقية مناطق المحافظة، وذلك لا يمنع من وجود فصائل منضبطة وتحظى بسمعة طيبة».
وحول أبرز التصرفات التي يقوم بها بعض فصائل «الحشد» وتثير استياء السكان، ذكر المصدر أنها «تتعلق بنصب السيطرات الأمنية في مناطق غير مناسبة، ومنع الأهالي من دخول مناطقهم. كذلك هناك بعض حالات الابتزاز والرشوة، إلى جانب اعتقال 350 شخصاً منذ عام 2015، وما زال مصيرهم مجهولاً».
من جانبه، أصدر قاطع عمليات صلاح الدين لـ«الحشد الشعبي»، أمس، توضيحاً بشأن ما حدث في المحافظة، مبدياً استغرابه وأسفه لبيان مجلس محافظة صلاح الدين عن الحادثة. وقال قائد عمليات «الحشد» وقاطع محافظة صلاح الدين، صفاء الساعدي، في بيان، إن مشاجرة وقعت بين عناصر أمنية ومقاتلين في «الحشد الشعبي» في سيطرة تابعة لـ«الحشد» بمدينة تكريت، وإن السيطرة بعيدة عن مبنى محافظة صلاح الدين. وأشار الساعدي إلى «إحالة قضية المشاجرة إلى التحقيق»، مؤكداً على «ضرورة أن يأخذ التحقيق مجراه، بمحاسبة ومعاقبة المقصرين من أي طرف أو جهة كانوا»، نافياً الأنباء التي تحدثت عن تعرض مبنى محافظة صلاح الدين إلى اعتداء أو ما شابه ذلك. ولفت الساعدي إلى أن «مثل هذه الحوادث البسيطة قد تحدث وتُحَل، ولا يمكن لها أن تؤثر على مستوى العلاقة والتعاون بين الأجهزة الأمنية والمحافظة»، مشيراً إلى أن قوات «الحشد الشعبي»، «تقوم بدور مهم في حفظ الأمن بمحافظة صلاح الدين، وإعادة جميع النازحين إلى مناطقهم، ودعم مؤسسات الدولة». وذكّر الساعدي بالدور الذي اضطلع به «الحشد الشعبي» مؤخراً أثناء أزمة السيول التي اجتاحت مناطق في المحافظة، وحظي بإشادة وشكر حكومة محافظة صلاح الدين المحلية، على حد قوله.
أرسل تعليقك