القاهرة ـ مصطفى الخويلدي
أعلنت وزارة الداخلية المصرية حالة الطوارئ في جميع القطاعات، رغم تراجع ما عرف بـ "صفحة الغلابة" عن دعوات التظاهر التي سبق وأعلنت عن تنظيمها الجمعة، وأوضح مصدر أمنى أن هناك استنفارًا في صفوف نحو 250 ألف شرطي دون النظر لتراجع البعض عن التظاهر أو التمويه به، وخضعت الأجهزة الأمنية في القاهرة والجيزة، لأول تجربة اختبار لقياس مدى جاهزية القوات المنتشرة في الشوارع الرئيسية وحول المؤسسات العامة، تحسبًا لمحاولات ضرب الاستقرار الأمني في البلاد.
وانتقل في ساعة متأخرة من الليل عدد من القيادات الأمنية بينهم مدير مصلحة الأمن العام اللواء جمال عبدالباري، لبعض الدوريات الأمنية على طريق حلوان ـ الاوتستراد، وصلاح سالم وكمين المعادي والكريمات وميدان الجيزة و٦ أكتوبر، وكان وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفّار ، وجه القيادات الأمنية ومساعديه بتكثيف الوجود الأمني ووضع القوات على استعداد دائم على مدار الساعة، حيث انتهت الوزارة من وضع خطتها النهائية لمواجهة دعوات التظاهر الجمعة، وعقد الوزير اجتماعًا موسعًا مع عدد من قيادات الوزارة، وعلى رأسهم مساعديه للأمن الوطني وقطاع الأمن العام والأمن المركزي والعلاقات العامة والإعلام وعدد من مديري الأمن في المحافظات، مساء الخميس، لمناقشة الخطة النهائية التي تم وضعها لمواجهة دعوات التظاهر فيما عرف إعلاميًا بـ " ثورة الغلابة ".
وقال مصدر أمني "إن الخطة تعتمد على محورين أساسيين، أولهما تأمين السجون على مستوى محافظات الجمهورية، وزيادة عدد أفراد التأمين بها وتسليحهم بأحدث الأسلحة الأوتوماتيكية الحديثة، مع توفير كل الاحتياجات اللازمة لذلك، والتي بدأت بالفعل من 9 نوفمبر/تشرين ثان الجاري، لعزل السجون تمامًا عن أي تعامل خارجي.
وأوضح أن وزير الداخلية أصدر تعليماته لمساعديه بالتعامل بكل حزم وقوة مع أى عناصر تحاول المساس بأمن السجون أو أقسام الشرطة ومديريات الأمن، ويشتمل المحور الثاني على تكثيف الوجود الأمني في محيط الشوارع والميادين الرئيسية في المحافظات عبر نشر الكمائن الثابتة والمتحركة المزودة بأفراد من إدارة البحث الجنائي وقطاع الأمن العام والأمن الوطني، فضلاً عن نشر عدد من عناصر أفراد الشرطة السرية.
وتابع المصدر: "هناك منظومة إلكترونية للسيطرة على الشوارع في كل المحافظات، وربطها بوزارة الداخلية من خلال شبكة كاميرات مكونة من 1200 كاميرا مراقبة، تم توزيعها خلال الفترة الماضية في الشوارع والميادين والطرق السريعة في المحافظات، ليتم من خلال هذه الشبكة تحريك قوات التدخل السريع لأي تهديد أمني بأمن المواطنين والمنشآت العامة والخاصة، كما سيتم إلغاء الراحات للضباط، والاعتماد على رجال العمليات الخاصة لتأمين الوزارات والهيئات الحكومية ".
وأكد المصدر أن دعوات التظاهر التي يتبناها الإخوان تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد، وأن نسبة احتمال وقوع أعمال شغب ضعيفة جدًا، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية تتعامل مع أي معلومات بمنتهى الجدية وفقًا للقانون، وفي سياق آخر، شهد مدير أمن القاهرة والجيزة فعاليات انتهاء المرحلة الرابعة من خطة التدريب السنوى للوزارة، وتفقدا اصطفاف قوات مديرية أمن القاهرة عقب انتهاء فترة التدريب، للاطمئنان على ما اكتسبوه من مهارات تمكنهم من التعامل مع المواقف الأمنية الطارئة والتدخل الفوري لمواجهة جميع صور الخروج على القانون والإخلال بالأمن.
وأشاد مديري الأمن بجاهزية القوات والاستعداد الجاد والروح المعنوية العالية لرجال الشرطة وإصرارهم على الوفاء بالمهمة المقدسة المكلفين بها في حماية الشعب المصري، وطالبوهم باليقظة والحفاظ على أعلى درجات الجاهزية والقوة في الأداء والحزم في تنفيذ أي مهمة يكلفون بها من أجل الحفاظ على أمن الوطن.
أرسل تعليقك