خبراء يؤكّدون أنّ الحرب الأميركية الإلكترونية ضد داعش مخيبة للآمال
آخر تحديث GMT04:38:30
 العرب اليوم -

خبراء يؤكّدون أنّ الحرب الأميركية الإلكترونية ضد "داعش" مخيبة للآمال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خبراء يؤكّدون أنّ الحرب الأميركية الإلكترونية ضد "داعش" مخيبة للآمال

تنظيم "داعش"
واشنطن ـ يوسف مكي

أسفر التزايد الهائل في صفوف عملاء الحرب الإلكترونية السريين في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة عن تدمير أجهزة الطرد المركزية في إيران، ثم التحول إلى رموز الحواسيب وأساليب الحرب السيبرانية لتخريب عمليات إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية، عن نتائج متباينة، لكن، منذ أن بدأوا في تدريب ترسانتهم من الأسلحة السيبرانية على الأهداف بعيدة المنال، مثل استخدام الإنترنت من قبل تنظيم "داعش"، كانت النتائج مخيبة للآمال بشكل مستمر.

وبلغت ترسانة الولايات المتحدة من الأسلحة السيبرانية أقصى حدود قدراتها، كما اكتشفوا ذلك في مواجهة العدو المتطرّف الذي يستغل الإنترنت بصورة كبيرة في تجنيد ونشر الدعاية واستخدام الاتصالات المشفّرة؛ الأمور التي يمكن إعادة تشكيلها بسرعة بعد تجميد فرق المهام الأميركية لحواسيبهم أو التلاعب بالبيانات الخاصة بهم، ولقد مضى أكثر من عام منذ إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن افتتاح خط جديد للقتال ضد "داعش"، وتوجيه القيادة السيبرانية الأميركية، التي تبلغ من العمر 6 أعوام فقط، لشن الهجمات على شبكات الحواسيب، وكانت المهمة واضحة "تعطيل مقدرة "داعش" على نشر الرسائل، وجذب الأتباع الجدد، والسداد للمقاتلين، وتعميم أوامر قيادة التنظيم"، لكن، في أعقاب الهجمات الأخيرة في بريطانيا وإيران والتي أعلن "داعش" مسؤوليته عنها، أصبح من الواضح أن جهود التجنيد ومراكز التواصل تعاود الظهور مجددًا بنفس السرعة التي انهارت بها، مما يدفع المسؤولين إلى إعادة التفكير في كيفية إعادة تصميم تقنيات وأساليب الحرب السيبرانية، والتي صُممت في بادئ الأمر لمواجهة أهداف ثابتة مثل المنشآت النووية، والتي يجب إعادة تصميمها لمكافحة الجماعات المتطرّفة التي أصبحت أكثر مهارة في تحويل الإنترنت إلى سلاح.

وبيّن المدير الأسبق لمكافحة التطرّف، في مجلس الأمن القومي الأميركي والذي شغل منصبه حتى مارس/آذار الماضي، جوشوا غيلتزر، أنّه "بشكل عام، كان هناك شعور بخيبة الأمل حيال المقدرة الشاملة للعمليات الإلكترونية في توجيه ضربة كبيرة ضد "داعش"، وهذا أمر من الصعوبة بمكان من الناحية العملية مما يظن أكثر الناس، وليس الأمر ببساطة الولوج إلى نظام حاسوبي والظن بأنك سوف تجعل الأشياء تختفي إلى الأبد"، إن أهداف وتكتيكات "داعش" تجعل منه عدوا صعبا للغاية بالنسبة لجهود الحرب السيبرانية، حيث يستخدم المتطرفون الحواسيب ووسائل الإعلام الاجتماعية ليس في تطوير أو إطلاق أنظمة الأسلحة المختلفة، ولكن في التجنيد وجمع المال وتنسيق الهجمات في المستقبل، ومثل هذه الأنشطة غير مرتبط بمكان بعينه، كما كان الحال مع أجهزة الطرد المركزية الإيرانية، ويمكن للمتطرفين الاستفادة من تقنيات التشفير المتطورة ومنخفضة التكاليف بشكل كبير، ولقد استفاد تنظيم "داعش"، كما يقول المسؤولون، بشكل كبير من تطبيق "تلغرام"، وهو نظام الرسائل المشفرة.

وقال مسؤولون أميركيون، إن العمليات الإلكترونية الهجومية الأكثر تقدمًا التي قامت بها الولايات المتحدة ضد "داعش" كانت بهدف تخريب المواد المرئية والدعائية للتنظيم عبر الإنترنت بداية من نوفمبر "تشرين الثاني" الماضي، وخلال هذه المساعي، والتي أطلق عليها "عملية السيمفونية المتوهجة"، حصلت وكالة الأمن القومي الأميركية وشقيقتها القيادة السيبرانية الأميركية على كلمات المرور الخاصة بالكثير من حسابات مديري المواقع التابعة لتنظيم داعش واستخدمتها في حجب المقاتلين وحذف المحتويات، ولقد كانت الجهود مكلّلة بالنجاح في بادئ الأمر بسبب اختفاء الفيديوهات الخاصة بساحات القتال من على المواقع، غير أن تلك النتائج كانت مؤقتة التأثير، حيث اكتشف المسؤولون الأميركيون في وقت لاحق أن المواد قد تمت استعادتها أو نقلها إلى خوادم أخرى.

ولم تفاجئ هذه التجربة الخبراء السيبرانيين المخضرمين، والذين علموا من قبل، من خلال الخبرات الشاقة، أن الأسلحة السيبرانية تشتري الوقت ولكنها نادرا ما تعتبر من الحلول الدائمة، لقد بدأ الهجوم على منشأة ناتانز الإيرانية في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش وحمل اسما رمزيا هو "الألعاب الأولمبية"، ونجح في تدمير ما يقرب من ألف جهاز من أجهزة الطرد المركزية وسبب انتكاسة كبيرة في الجهود النووية الإيرانية، ولا تزال المدة الزمنية محل نزاع كبير، ولكن هذا الهجوم أوجد مجالا للتفاوض الدبلوماسي بين الجانبين، وكانت الهجمات على برنامج كوريا الشمالية الصاروخي، والتي وجه الأمر بها الرئيس السبق باراك أوباما في عام 2014، قد أسفرت عن سلسلة من الفشل في إطلاق الصواريخ التي أشار إليها الرئيس ترامب في محادثة مع رئيس الفلبين كانت قد تسرّبت أخيرًا، غير أن الأدلة الأخيرة تشير إلى أن كوريا الشمالية، التي تستخدم نوعا مختلفا من الصواريخ، تمكنت من التغلب على بعض المشكلات على أقل تقدير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء يؤكّدون أنّ الحرب الأميركية الإلكترونية ضد داعش مخيبة للآمال خبراء يؤكّدون أنّ الحرب الأميركية الإلكترونية ضد داعش مخيبة للآمال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab