كابل ـ أعظم خان
دعا زعيم حركة «طالبان» الأفغانية، مولوي هبة الله أخوند زاده، إلى إنهاء الصراع في أفغانستان عن طريق الحوار، وبشكل سلمي، بين الإدارة الأميركية والحركة المتمردة. وقال في رسالة وجهها بمناسبة عيد الأضحى المبارك، إن الذي بدأ الحرب هم الأميركيون، رغم دعوة الحركة لهم من البداية وقبل الغزو إلى «حوار عقلاني بناء» يجنب المنطقة ويلات الحروب، ويعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة كلها، وتابع أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن «صمم» على الحرب وهذا ما تعاني منه الآن أميركا، حيث أصبحت الحرب الأطول في التاريخ الأميركي والأكثر كلفة ماديًا وبشريًا، بحسب قوله.
وقال هبة الله، في رسالة مطولة نُشرت على موقع الحركة على الإنترنت، «إن طالبان كانت وما زالت تؤكد على أهمية منطق التفاهم، لذلك تدعو إلى حوار بين طرفي الصراع، وهما الإدارة الأميركية التي غزت قواتها أفغانستان وحركة طالبان التي تقود المقاومة الأفغانية في كل الولايات الأفغانية»، مضيفًا أن «الحركة تمكنت من إقناع، والتأكيد لكافة الدول المجاورة، على قدرة الحركة على إحلال السلام وقيادة أفغانستان نحو الأمان والاستقرار بما يخدم عملية تنمية المنطقة وتقارب شعوبها وحكوماتها، وأن على الإدارة الأميركية أن تعترف بالحقائق على الأرض».
وجاء في رسالته أيضًا أن «الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان فشلت، كما فشلت القوات الأميركية المدججة بالسلاح والتقنيات الحديثة في الانتصار على مقاومة الشعب الأفغاني، وتابع «إننا ندعو الجميع للاستجابة لنداء المنطق والقبول بالحوار بين طرفي الصراع الأساسيين».
وانتقد أخوند زاده، الرئيس الأفغاني أشرف غني، واصفًا إياه بأنه عايش نظام الحكم في كابل منذ الغزو الأميركي، لكنه كان وما زال في صراع مع وزرائه وحكام الولايات ورئيس السلطة التنفيذية ونائبه، وهو ما زاد من فساد النظام الحاكم في أفغانستان، وزاد من ضعفه، بحسب رأي زعيم «طالبان».
وفي بادرة لاستدراج أميركا للحوار، جاء في رسالته: «لو أراد الأميركيون الانسحاب من أفغانستان اليوم فإننا نضمن ونعطي كافة التأكيدات للجميع، بمن فيهم الأميركيون، على أننا قادرون على الحفاظ على أمن وسلامة أفغانستان، وعدم السماح بتمزيق البلاد، أو استخدام أراضينا ضد الآخرين. ولو أظهر الأميركيون القبول بالحقائق على الأرض، ورضوا بالمفاوضات طريقًا لحل الأزمة، فإننا سننظر إلى ذلك على أنه خطوة إيجابية من جانب أميركا».
واتهم أخوند زاده الإدارة الأميركية حتى الآن بعدم الجدية في الحوار مع الحركة، وإنما تستخدمه من أجل الدعاية والخداع وتضليل الناس، وشدد على أن الحركة حتى في المفاوضات لن تقبل أقل من أمرين: انسحاب كافة القوات الأجنبية من أفغانستان، وإقامة حكم شرعي في أفغانستان.
وفيما نشرت «طالبان» رسالة زعيمها بمناسبة عيد الأضحى، لم تشر مصادر الحركة إلى انسحاب قواتها من مدينة غزني التي سيطرت على أجزاء واسعة منها قبل تسعة أيام، وقد تفقد الرئيس الأفغاني أشرف غني المدينة بعد انسحاب مقاتلي الحركة منها وخروجهم من أحيائها، كما وصلت للمدينة تعزيزات عسكرية وشرطية، إضافة إلى كميات كبيرة من المساعدات الطبية والمؤن بعد حصار تعرضت له المدينة وقتال شديد راح ضحيته المئات من المقاتلين من الطرفين، إضافة إلى عشرات المدنيين.
وأشاد الرئيس أشرف غني بما أبلته القوات الأفغانية في القتال بغزني، واعدًا بإعادة بناء ما تم تدميره من المدينة وتقديم المساعدات والتعويض لمن أصيبوا أو قتلوا في الاشتباكات. وأثار غني قضية إمكانية مشاركة مسلحين باكستانيين في اشتباكات غزني، أو نقل القتلى من «طالبان» والجرحى إلى الأراضي الباكستانية، حيث أشار إلى تعهدات سابقة من قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر باجوا بعمل كل ما يمكن من أجل المساعدة لإحلال السلام في أفغانستان.
وقد أصدر الجنرال باجوا بيانًا نفى فيه أن يكون باكستانيون شاركوا في القتال في مدينة غزني، أو أن «طالبان» نقلت جرحاها للعلاج في المدن الباكستانية، ومن المتوقع أن يزداد التوتر والخلاف بين البلدين بعد أحداث مدينة غزني وتصاعد عمليات «طالبان» في العديد من المناطق الأفغانية.
أرسل تعليقك