تجمع ديني في سنغافورة يدعو لمواجهة التحديات العالمية
آخر تحديث GMT04:46:24
 العرب اليوم -

تجمع ديني في سنغافورة يدعو لمواجهة التحديات العالمية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تجمع ديني في سنغافورة يدعو لمواجهة التحديات العالمية

تجمع ديني في سنغافورة
سنغافورة ـ سمير اليحياوي

دعا تجمع ديني عالمي في سنغافورة إلى تعزيز قيم الشراكة في المجتمعات، والتعايش لمواجهة التحديات المقبلة في العالم، فضلاً عن تعزيز ثقافة التسامح.

وأكد المشاركون في هذا الملتقى العالمي أن «الدين ليس مجرد قوة موحدة تجمع الناس على الرغم من التنوع، بل يلهم البشر على السلوك الجماعي الإيجابي، الذي يصون الكرامة الإنسانية، ويدفع قُدما بعجلة التنمية الاجتماعية، ويساعد في خلق مجتمعات آمنة تتعايش بوئام وسلام».

وافتتحت أمس في العاصمة سنغافورة فعاليات مؤتمر «مستقبل العقائد... القيم الدينية في عالم التعددية»، الذي نظمه «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» و«المجلس الإسلامي السنغافوري» على مدى يومين، وعرف مشاركة دولية تضم ممثلي الأديان ونخبة واسعة من العلماء. وأكد لي هسين لونغ، رئيس وزراء سنغافورة، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أن «بلاده مهتمة بجمع قادة الأديان المختلفة مع مسؤولي وقادة المجتمع والطلاب، ومختلف شرائح المجتمع السنغافوري بطريقة عملية، وسوف تعقد مؤتمراً بهذا الشأن العام المقبل»، مشيداً بتجربة بلاده في التعايش بوئام وسلام بين جميع مكوناتها الثقافية، وبشبهها بالتجربة الإماراتية، التي تحتضن منذ قيامها تنويعات عرقية وعقدية مذهلة. كما أثنى على جهود «منتدى تعزيز السلم» وتجربته الملهمة في ترسيخ حوار الثقافات، برئاسة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ورئيس «منتدى تعزيز السلم». وحرص المؤتمر خلال جلساته على تأكيد الجهود، التي تبذلها مختلف الجماعات والمؤسسات الدينية لإلهام الآخرين، وإفشاء السلام بين الجميع، ومناقشة سُبل المجتمعات الدينية للمضي قدماً، وذلك من خلال تكييف العادات والتقاليد الدينية كي تلائم المناهج المعاصرة، التي تعزز قيم الشراكة في مواجهة التحديات المقبلة.

وقال لونغ إن «المجلس الإسلامي السنغافوري يلعب دوراً مهماً في إرشاد المسلمين في ممارسة حياتهم الدينية، في سياق المجتمع السنغافوري المتعدد الأجناس والثقافات والأديان»، لافتاً إلى أن «المجموعات الدينية المختلفة في بلاده تتعايش في تمام الانسجام والوئام والأمن».

وقال مصدر مشارك في فعاليات المؤتمر لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن المؤتمر «جاء في توقيت مهم جداً لمناقشة مستقبل الأديان المختلفة، ودور العقائد في بناء المجتمعات، التي تزداد تنوعاً، في ظل عولمة جارفة تكتسح المجتمعات الإنسانية شرقاً وغرباً». مضيفاً أن المؤتمر «سيسعى من خلال المناقشات والتوصيات إلى تقديم رؤية استشرافية حول أفضل المناهج والخبرات لمعالجة التحديات المعاصرة، وتعزيز الدور الإيجابي للمجتمعات الدينية في صناعة المستقبل».

من جهته، أوضح الدكتور حمزة يوسف، نائب رئيس «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» خلال كلمته، أن «المؤتمر يعالج قضايا على قدر كبير من الأهمية، وخاصة ما يتعلق منها بتعزيز وتحسين الحياة الدينية في المجتمعات التعددية الحديثة، باعتبار أن الأديان كانت تمثل على الدوام ثروة غنية، ومتعددة من العادات والتقاليد، وتشكل طاقة للنماء والازدهار»، لافتاً إلى أنه «لا تزال هذه التقاليد فاعلة في الوعي الجمعي، ليس على مستوى ممارسة الشعائر الشخصية فحسب، بل أيضاً على مستوى الأخلاق العامة والسلوك الاجتماعي». مشيداً بالتجربة السنغافورية في التعايش بين المجتمعات الدينية المختلفة عقدياً وثقافياً. 
يشار إلى أن «منتدى السلم» سيعقد ملتقاه السنوي الخامس في أبوظبي مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ومن المقرر أن يشهد إطلاق تحالف بين الأديان؛ وسط حضور دولي على مستوى المرجعيات والقيادات الروحية، والمنظمات الأممية والجمعيات الإنسانية، ونخبة واسعة من العلماء والمفكرين على مستوى العالم.

وشهدت فعاليات المؤتمر الديني أمس أربع جلسات، تناولت الجلسة الأولى تعزيز الحياة الدينية في المجتمعات التعددية الحديثة، حيث جرى تقديم قراءة نقدية للتقاليد الدينية للوصول إلى حلول عملية للمشكلات الطارئة، ومواجهة التحديات الراهنة، خاصة على مستوى تعزيز ثقافة المواطنة الشاملة. بالإضافة إلى بحث إمكانية استيعاب الاختلافات بين الأديان، والاختلافات داخل الديانة الواحدة، وكيف يمكن للأديان أن تستوعب التحولات الاجتماعية، وكيف يتسنى لمعتنقي الأديان المساهمة بإيجابية في تعزيز الحياة العامة وحماية المصالح المشتركة.

أما الجلسة الثانية فتناولت النهوض بالقيم الفاعلة في الثقافة الراهنة من أجل الصالح العام، وكيفية إثراء القيم التي تحافظ على وحدة المجتمع التعددي، مع المحافظة على أهداف جميع التقاليد الفاعلة في الوعي الراهن بالمعنى الإنساني. بينما تمحورت الجلسة الثالثة حول موضوع بناء مؤسسات دينية مستقبلية قوية. كما جرى بحث الأدوار التي تلعبها المؤسسات في السياقات الاجتماعية الناشئة، وماذا يمكن أن تقدم المؤسسات الدينية لتقوية المجتمعات التعددية وتعزيز روابطها، فضلاً عن جلسة رابعة لبلورة جميع المناقشات السابقة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجمع ديني في سنغافورة يدعو لمواجهة التحديات العالمية تجمع ديني في سنغافورة يدعو لمواجهة التحديات العالمية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab