الخرطوم ـ جمال إمام
أصدر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، أمس الجمعة، قرارًا بإطلاق سراح جميع أسرى الحرب والمحتجزين من معتقلات الجيش والسجون المختلفة فورًا، وذلك كجزء من تنفيذ اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة مع فصائل المعارضة.
وأكد أنه سيصدر مرسومًا بتغيير اسم الجيش الشعبي لتحرير السودان إلى "قوات الدفاع الشعبية لجنوب السودان"، ومن بين أبرز المفرج عنهم جيمس غاديت، المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية بزعامة ريك مشار والناشط السياسي بيتر بيار أجاك.
وذكر تلفزيون جنوب السودان الرسمي، أن الرئيس سلفا كير أصدر أوامر بإطلاق سراح جميع أسرى الحرب من معتقلات الجيش الشعبي الحكومي، إلى جانب السجناء السياسيين فورًا، لكن لم يشر إلى عدد الأسرى والمعتقلين.
وتأتي هذه التعليمات تماشيًا مع تنفيذ اتفاقية تنشيط السلام، التي تم توقيعها في 12 سبتمبر /أيلول الحالي؛ حيث نص الفصل الثاني من الاتفاقية على ضرورة تسجيل وتسليم الأسرى والمعتقلين المفرج عنهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويعدّ إطلاق سراح السجناء والمعتقلين من أكثر الخطوات، التي ظلت تنتظرها جماعات المعارضة، التي وصفتها بأنها "خطوة ملموسة تساعد على طمأنة المقاتلين"، وستبدأ عملية تجميع القوات في أقل من أسبوعين.
وأمر الرئيس سلفا كير، القائد الأعلى للجيش الشعبي الحكومي، خلال خطابه الموجَّه لقيادة قواته في مقر الجيش في جوبا، بثه التلفزيون الرسمي أمس، كافة الجيش والقوات النظامية الأخرى بالالتزام باتفاق تنشيط السلام، كما أمر قوات الجيش بالامتناع عن شن هجمات انتقامية، والتوقف عن تدريب أي مجندين على الفور، مشدداً على ضرورة التقيد الكامل بسيادة القانون، وتنفيذ الأوامر فورًا، وعدم ارتكاب أي اعتداء على المدنيين في البلد، وقال بهذا الشأن "سيتم إنشاء محاكم عسكرية لمعاقبة مرتكبي أي اعتداء على المدنيين".
ووجه قائد الجيش الجنرال غابرييل جوك ريك، قادة جميع القوات النظامية، بتسجيل المعتقلين وتسليمهم إلى طرف ثالث، أي "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، وإطلاق سراح أسرى الحرب والمحتجزين على الفور.
وأكد رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي في جنوب السودان، استعداد الجيش والتزامه الكامل بتنفيذ الترتيبات الأمنية، ووقف إطلاق النار، وفق توجيهات الرئيس سلفا كير، وقال "إن الجيش ملتزم بالتوجيهات التي صدرت من القائد العام الرئيس سلفا كير ميارديت، في تنفيذ الترتيبات الأمنية ووقف إطلاق النار"، مبرزًا أن مدينة جوبا ستكون تحت حماية الشرطة والقوات الأمنية الأخرى، كاشفًا أنه تم نشر قوات الجيش خارج عاصمة البلاد بحسب الترتيبات الأمنية.
وكان من بين أبرز المعتقلين المتحدث السابق باسم الدكتور ريك مشار، جيمس غاديت داك، والقيادي في الحركة أقري إدر إزمون، والناشط القانوني دونق صموئيل لواك، وحاكم منطقة كابوتا في شرق الاستوائية المعين من قبل حركة مشار، ماركو لوكيدور، وبيتر بيار أجاك، الناشط السياسي المعروف.
ونفى المتحدث باسم حركة التمرد ما تناولته تقارير عن أن زعيمها ريك مشار سيتوجه إلى جوبا رفقة الرئيس عمر البشير، والعودة معه في الطائرة ذاتها لحضور احتفالات اتفاق السلام، التي أعلن عنها الرئيس سلفا كير الأسبوع الماضي، ووجه خلالها الدعوة إلى مشار وقادة فصائل المعارضة الأخرى.
وقال "إن هذه التقارير لا أساس لها من الصحة"، متهمًا عناصر داخل حكومة سلفا كير بالعمل على مناهضة تنفيذ اتفاق السلام، من خلال إطلاق مثل هذه التصريحات.
أرسل تعليقك