التحالفات السياسية في لبنان على القطعة لتأمين المصالح الآنية
آخر تحديث GMT17:17:51
 العرب اليوم -

التحالفات السياسية في لبنان "على القطعة" لتأمين المصالح الآنية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التحالفات السياسية في لبنان "على القطعة" لتأمين المصالح الآنية

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع
بيروت ـ فادي سماحه

المصالحة التي رعاها البطريرك الماروني بشارة الراعي، أخيرا، بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ليست هي الأولى من نوعها منذ العام 2005 الذي شكل منعطفا في تاريخ لبنان بعد اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من الأراضي اللبنانية. فالسنوات الـ14 الماضية شهدت سلسلة مصالحات وتفاهمات لا تزال تتحكم باللعبة السياسية الداخلية، وإن كان يتم خلط الأوراق بشكل محدود عند كل استحقاق، خصوصا عند الانتخابات النيابية أو الرئاسية.

ولعل أبرز التفاهمات التي عرفها لبنان، تفاهم «مار مخايل» الذي وقع خلاله «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» برئاسة العماد ميشال عون على اتفاق مكتوب، لا يزال ورغم كل التحديات التي واجهها منذ العام 2006 صامدا ومتينا، وإن كان يتعرض بين الحين والآخر لبعض الهزات. وقد سمح هذا الاتفاق لـ«حزب الله» بالحصول على غطاء مسيحي واسع، وأتاح وصول العماد عون إلى سدة الرئاسة بعد تمسك الحزب بترشيحه طوال عامين ونصف العام.

وشكلت المصالحة بين عون وجعجع في العام 2016 إحدى أبرز المحطات في تاريخ لبنان الحديث، باعتبار أن الرجلين خاضا حربا ضارية في العام 1990 أدت لمقتل وجرح المئات. ولم يقتصر التقارب العوني - القواتي على المصالحة، إذ وقع الطرفان في العام نفسه اتفاقا سياسيا تبنى على أساسه جعجع ترشيح عون إلى الرئاسة. إلا أن هذا الاتفاق سقط مؤخرا بعد اختلاف الفريقين على ترجمة باقي بنوده بعد رفض «الوطني الحر» تقاسم المقاعد الوزارية المسيحية مناصفة مع «القوات». ولعل أبرز ما حققته هذه المصالحة نجاح عون بتبوؤ سدة الرئاسة.
وشهد العام 2016 أيضا تفاهما أساسيا بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، فبعد أن كان الحزبان خصمين بالسياسة تحولا في السنوات الماضية إلى حليفين سياسيين. فأيد الحريري انتخاب عون لرئاسة الجمهورية، وطوى «الوطني الحر» الذي لطالما حمّل «المستقبل» مسؤولية الوضع المالي الصعب الذي يرزح تحته لبنان، هذه الصفحة، فيما آثر الحريري التأكيد على كونه جزءا من العهد وبالتالي فهو مسؤول عن إنجاحه.

وبعد أن كان لبنان ينقسم ما بين فريقي 8 و14 آذار على مر 10 سنوات، سقطت هذه الاصطفافات في السنوات الـ4 الماضية وباتت معظم التحالفات السياسية تقوم «على القطعة» بما يؤمن المصالح الآنية لأطرافها.

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور هلال خشان، أن السياسة في لبنان بمعظمها «شخصية»، أي تقوم على مصالح شخصيات معينة وهي أبعد ما تكون عن السياسة الوطنية القائمة على خدمة المجتمع، لافتا إلى أن لا بُعد استراتيجيا على الإطلاق لأي من التفاهمات القائمة، مشيرا إلى أنها ذات «بُعد مرحلي، لتقطيع مرحلة معينة».
ويرى خشان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحاق معظم القوى اللبنانية بمحاور خارجية يجعل من الصعب قيام أي تحالفات جدية على أسس وطنية متينة»، معتبرا أن تحالف «حزب الله» - الوطني الحر «يؤمن المصلحة الآنية لطرفيه، سواء (حزب الله) الذي يسعى لإعطاء مشروعية لوجوده وسلاحه أو العماد ميشال عون الذي كان يسعى للوصول إلى سدة الرئاسة». وأضاف: «الحزب لا يزال يحتمل التعاطي الصعب مع رئيس (التيار) جبران باسيل، لأنه يعلم تماما حاجته لاستمرار هذا التفاهم الذي يظهره جزءا من التيارات السياسية الأساسية في البلد».

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات السياسية في لبنان على القطعة لتأمين المصالح الآنية التحالفات السياسية في لبنان على القطعة لتأمين المصالح الآنية



GMT 02:48 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

«الدعم السريع» تشكك في إعلان «إيغاد»

GMT 03:07 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبور أكثر من 100 شاحنة مساعدات إلى الجانب الفلسطيني من مصر

GMT 03:00 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يبحث خطواته "التصعيدية" ضد إسرائيل وحماس

GMT 00:35 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تمارس التدمير في جنوب لبنان رداً على هجمات "الحزب"

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل
 العرب اليوم - حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 13:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
 العرب اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%

GMT 12:23 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد ضحايا فيضانات فالنسيا في شرق إسبانيا إلى 205
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab