التحالفات السياسية في لبنان على القطعة لتأمين المصالح الآنية
آخر تحديث GMT02:12:22
 العرب اليوم -

التحالفات السياسية في لبنان "على القطعة" لتأمين المصالح الآنية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التحالفات السياسية في لبنان "على القطعة" لتأمين المصالح الآنية

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع
بيروت ـ فادي سماحه

المصالحة التي رعاها البطريرك الماروني بشارة الراعي، أخيرا، بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ليست هي الأولى من نوعها منذ العام 2005 الذي شكل منعطفا في تاريخ لبنان بعد اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من الأراضي اللبنانية. فالسنوات الـ14 الماضية شهدت سلسلة مصالحات وتفاهمات لا تزال تتحكم باللعبة السياسية الداخلية، وإن كان يتم خلط الأوراق بشكل محدود عند كل استحقاق، خصوصا عند الانتخابات النيابية أو الرئاسية.

ولعل أبرز التفاهمات التي عرفها لبنان، تفاهم «مار مخايل» الذي وقع خلاله «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» برئاسة العماد ميشال عون على اتفاق مكتوب، لا يزال ورغم كل التحديات التي واجهها منذ العام 2006 صامدا ومتينا، وإن كان يتعرض بين الحين والآخر لبعض الهزات. وقد سمح هذا الاتفاق لـ«حزب الله» بالحصول على غطاء مسيحي واسع، وأتاح وصول العماد عون إلى سدة الرئاسة بعد تمسك الحزب بترشيحه طوال عامين ونصف العام.

وشكلت المصالحة بين عون وجعجع في العام 2016 إحدى أبرز المحطات في تاريخ لبنان الحديث، باعتبار أن الرجلين خاضا حربا ضارية في العام 1990 أدت لمقتل وجرح المئات. ولم يقتصر التقارب العوني - القواتي على المصالحة، إذ وقع الطرفان في العام نفسه اتفاقا سياسيا تبنى على أساسه جعجع ترشيح عون إلى الرئاسة. إلا أن هذا الاتفاق سقط مؤخرا بعد اختلاف الفريقين على ترجمة باقي بنوده بعد رفض «الوطني الحر» تقاسم المقاعد الوزارية المسيحية مناصفة مع «القوات». ولعل أبرز ما حققته هذه المصالحة نجاح عون بتبوؤ سدة الرئاسة.
وشهد العام 2016 أيضا تفاهما أساسيا بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، فبعد أن كان الحزبان خصمين بالسياسة تحولا في السنوات الماضية إلى حليفين سياسيين. فأيد الحريري انتخاب عون لرئاسة الجمهورية، وطوى «الوطني الحر» الذي لطالما حمّل «المستقبل» مسؤولية الوضع المالي الصعب الذي يرزح تحته لبنان، هذه الصفحة، فيما آثر الحريري التأكيد على كونه جزءا من العهد وبالتالي فهو مسؤول عن إنجاحه.

وبعد أن كان لبنان ينقسم ما بين فريقي 8 و14 آذار على مر 10 سنوات، سقطت هذه الاصطفافات في السنوات الـ4 الماضية وباتت معظم التحالفات السياسية تقوم «على القطعة» بما يؤمن المصالح الآنية لأطرافها.

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور هلال خشان، أن السياسة في لبنان بمعظمها «شخصية»، أي تقوم على مصالح شخصيات معينة وهي أبعد ما تكون عن السياسة الوطنية القائمة على خدمة المجتمع، لافتا إلى أن لا بُعد استراتيجيا على الإطلاق لأي من التفاهمات القائمة، مشيرا إلى أنها ذات «بُعد مرحلي، لتقطيع مرحلة معينة».
ويرى خشان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحاق معظم القوى اللبنانية بمحاور خارجية يجعل من الصعب قيام أي تحالفات جدية على أسس وطنية متينة»، معتبرا أن تحالف «حزب الله» - الوطني الحر «يؤمن المصلحة الآنية لطرفيه، سواء (حزب الله) الذي يسعى لإعطاء مشروعية لوجوده وسلاحه أو العماد ميشال عون الذي كان يسعى للوصول إلى سدة الرئاسة». وأضاف: «الحزب لا يزال يحتمل التعاطي الصعب مع رئيس (التيار) جبران باسيل، لأنه يعلم تماما حاجته لاستمرار هذا التفاهم الذي يظهره جزءا من التيارات السياسية الأساسية في البلد».

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات السياسية في لبنان على القطعة لتأمين المصالح الآنية التحالفات السياسية في لبنان على القطعة لتأمين المصالح الآنية



GMT 02:48 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

«الدعم السريع» تشكك في إعلان «إيغاد»

GMT 03:07 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبور أكثر من 100 شاحنة مساعدات إلى الجانب الفلسطيني من مصر

GMT 03:00 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يبحث خطواته "التصعيدية" ضد إسرائيل وحماس

GMT 00:35 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تمارس التدمير في جنوب لبنان رداً على هجمات "الحزب"

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab