برلين ـ جورج كرم
أعلنت الشرطة الألمانية، الأحد، أنها تستبعد وجود دوافع "سياسية" لدى سائق الشاحنة الصغيرة الذي دهس أناسًا في مقهى قبل أن ينتحر، في حين ذكرت وسائل إعلام أنه يعاني "اضطرابات نفسية".وقال هايو كوليش، قائد الشرطة في مدينة مونستر حيث وقع الحادث، إنه لا توجد أي مؤشرات حول دوافع سياسية، مضيفاً أن الدوافع وأسباب (الجريمة) لا تزال مع مرتكبها نفسه.
وذكر النائب العام في المدينة التي يسكنها 300 ألف نسمة وشهدت الحادثة التي أودت بشخصين "ليس لدينا أي عناصر حول دوافع محتملة لهذا العمل، والتحقيق يجري بدقة في كل الاتجاهات، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ولم يعرف ما إذا كان منفذ الهجوم البالغ من العمر 48 عامًا أراد الانتحار مع قتل أشخاص آخرين معه مثلما فعل أندرياس لوبيتس، الطيار الذي صدم عمداً الطائرة التابعة لشركة "جيرمان وينغز" بجبال الألب الفرنسية قبل 3 أعوام، أو أنه تحرك بدوافع سياسية. لكن الأمر المؤكد هو أن العملية التي وقعت في وسط مدينة مونستر بشمال غرب ألمانيا وأودت بامرأة في الحادية والخمسين ورجل في الخامسة والستين من سكان المنطقة، ليست اعتداء "متطرفًاً". وقال هربرت رويل وزير الداخلية في المنطقة: لا شيء يدل حاليًا على أن للقضية دوافع متطرفة
ووقعت الحادثة بعد ظهر السبت في وقت يرتاد فيه سكان المدينة والسياح المقاهي والمطاعم في يوم مشمس. وما زالت ألمانيا تذكر الاعتداء الذي شهدته برلين في ديسمبر (كانون الأول) 2016 عندما قام طالب لجوء تونسي بدهس حشد في سوق لأعياد الميلاد بشاحنة، باسم تنظيم "داعش."
وقال رويل إن سائق الشاحنة الصغيرة ألماني وليس لاجئاً، كما يتردد في كل مكان. وذكرت وسائل الإعلام الألمانية أن السائق يدعى ينس ار. ويقيم في مونستر في مكان غير بعيد عن الموقع الذي انطلق فيه بشاحنته باتجاه مقهى شهير في المدينة. وإلى جانب القتيلين، سقط 20 جريحاً. وانتحر المهاجم بسلاح ناري بعد ذلك ،وأمضت الشرطة بعد ذلك ساعات للتأكد من أمن الشاحنة التي كان يظهر فيها أسلاك معدنية، خوفًا من وجود عبوة ناسفة. لكنها لم تعثر سوى على سلاح السائق و10 قطع كبيرة جداً من الألعاب النارية التي يمكن استخدام البارود الموجود فيها لصنع متفجرات.
وقالت الشرطة إن المحققين عثروا في شقته على رشاش كلاشنيكوف غير صالح. وذكرت وسائل الإعلام أن الرجل يعاني من اضطرابات نفسية، وأكدت الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية أنها "واجهت من قبل بعض الحوادث" معه.
وتابعت وسائل الإعلام أن الرجل ارتكب جنحًا صغيرة، وأعمال عنف في الماضي، وكان يواجه صعوبات مهنية. وقد حاول "قبل فترة قصيرة" الانتحار وتحدث أخيراً عن إمكانية القيام بمحاولة جديدة، لكن بطريقة استعراضية هذه المرة. لكن شبكة "زي دي إف" قالت إنه على علاقة وثيقة بأوساط اليمين القومي. ووقع الحادث في ساعة ازدحام في الحي القديم في المدينة.
وروى نادل في المقهى لشبكة "إن - تي في": "سمعنا ضجيجًا وصراخًا ثم وصلت الشرطة". وأضاف"كان هناك كثير من الناس يصرخون. أنا غاضب. من الجبن القيام بعمل كهذا". وأثار اندفاع الشاحنة حالة من الذعر بين المارة. وظهرت في لقطات وضعت على مواقع التواصل الاجتماعي كرأس مقلوبة ومحطمة.
يأتي ذلك في أجواء من التوتر في ألمانيا، حيث ما زالت السلطات في حالة تأهب منذ عام ونصف العام بسبب اعتداءات إرهابية وقعت أو قد تقع في هذا البلد.
أرسل تعليقك