الخرطوم ـ جمال إمام
كشفت مصادر سودانية أن دولًا غربية طلبت من قوى المعارضة، توحيد صفوفها ، والتنسيق لخوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في العام 2020، لمنافسة حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، من أجل احداث توازن سياسي، في وقت هدّد البشير بتطبيق الحدود الشرعية ضد الذين يمتلكون أسلحة غير مُرخصة ويستخدمونها في القتل والنهب.
وقال معارضون، إنّ مسؤولون في الاتحاد الأوروبي وديبلوماسيين في سفارات غربية في الخرطوم عقدوا لقاءات منفصلة مع رموز معارضة خلال الفترة الماضية، وناقشوا معهم مواقفهم في شأن الانتخابات المقبلة، وقال قيادي معارض إنّ الديبلوماسيين الغربيين أعربوا أمام المعارضين عن "الأمل في أن نراكم مشاركين في الانتخابات المقبلة من أجل تحقيق توازن سياسي"، موضحاً أن مسؤولون غربيون أبلغوا الرسالة ذاتها إلى قيادات في تحالف "قوى نداء السودان" في الخارج، بزعامة زعيم حزب الأمة رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح.
وكشف المصدر عن أن المعارضة شكّكت في إمكان إجراء انتخابات حرة ونزيهة لجهة سيطرة الحزب الحكم على الإعلام واستئثاره بالسلطة واستخدامها في محاصرة منافسيه، وأفاد بأن المعارضة أبلغت مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أنها "ممنوعة من التواصل مع أنصارها ولا تسطيع إقامة أي نشاط سياسي حتى في مقارها".
وأضاف المعراض السوداني، أنّ المهدي حدد خمس مطالب رهن بها مشاركة الأحزاب المعارضة في الانتخابات تشمل، كفالة الحريات العامة، والمشاركة في صوغ قانون انتخابات، واختيار مفوضية مستقلة للانتخابات، وإيجاد فاصل مابين السلطة الحاكمة واستغلال مال الدولة في رعاية الانتخابات.
إلى ذلك، أكد القيادي في حزب البعث السوداني المعارض محمد وداعة صحة المعلومات التي تحدثت عن رغبة دول غربية في رؤية المعارضة تشارك في الانتخابات، وقال إن الاجواء السياسية غير مهيأة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة إلى جانب أن ظروف السودان لا تسمح إذ تحتاج العملية نحو 500 مليون دولار لا تتوفر لدى الحكومة التي تجابه أزمة خانقة، ولن يتحمس المجتمع الدولي لتوفيرها في ظل سيطرة الحزب الحاكم على الإعلام والسلطة.
البشير يتحفّظ
في هذه الأجواء، نأى الرئيس عمر البشير عن الخوض في الجدل المثار حول إعادة ترشيحه لفترة رئاسية جديدة في 2020، وشكر قادة حزبه على الثقة التي أحاطوها به.
وقال البشير، لدى مخاطبته الجلسة الختامية لمجلس شورى الحزب الحاكم: "لابد أن أشكر حزب المؤتمر الوطني قيادة وقاعدة على الثقة في شخصي الضعيف، وهذه الثقة أمانة كبيرة ومسؤولية، أتمنى أن أكون بقدر هذه الثقة"، مؤكدًا أنّ حزبه ليس علمانيًا وإنّما يستند على مبادىء إسلامية. وتابعن "نحن حركة إسلامية كاملة الدسم ولا يتحرج في ذلك".
تطبيق الحدود
وهدّد البشير بتطبيق الحدود الشرعية، بما في ذلك قطع الأيدي والأرجل، ضد المتفلتين من المدنيين الذين يمتلكون أسلحة غير مُرخصة ويستخدمونها في القتل والنهب، وأمر القضاة بتطبيق القانون والقطع من خلاف وقطع الرقاب في ميدان عام وفي الأسواق لكل من يرفض تسليم سلاحه غير المشروع ، وزاد "من يسلم سلاحه بالحسنى أهلًا وسهلًا ومن يرفض سنطبّق عليه القانون"، لافتًا إلى أنه في آخر نزاع قبلي لقى 80 شخصًا مصرعهم، بسبب نزاع على 150 رأسًا من الماشية.
أرسل تعليقك