طرابلس ـ العرب اليوم
أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا مدد بموجبه تفويض بعثة الأمم المتحدة في ليبيا 3 أشهر فقط، في حل وسط تقدمت به بريطانيا لوضع حد لخلاف روسي أمريكي استمر بضعة أيام.وبإجماع أعضائه الـ15 اعتمد مجلس الأمن النص المقتضب جدا، والذي يوصي بمواصلة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عملها حتى الـ30 من أبريل المقبل.من جهتها، أكدت آنا إيفستينييفا مساعدة المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة العالمية، أن "روسيا تدعو الأطراف الليبية إلى الاستفادة من تمديد بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في البلاد".
وقالت: "روسيا صوتت لصالح مشروع قرار مجلس الأمن بتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى 30 أبريل من هذا العام، بناء على قناعتنا في المقام الأول بعدم وجود بديل عن تسوية سلمية شاملة للأزمة الليبية".وأضافت: "ندعو جميع اللاعبين الليبيين للاستفادة من الدعم الجماعي لمجلس الأمن من أجل التغلب بمساعدة بعثة الامم المتحدة على الخلافات المتراكمة وتحديد المواعيد وعقدها لفتح صفحة جديدة في التاريخ بجهود مشتركة".
وتابعت: "نذكر الأمين العام للأمم المتحدة بالتزامه، بأن تعيين رئيس البعثة سيساهم في الإسراع بإعادة التشغيل الكامل للبعثة وفقا للتفويض المنوط بها".وتم التوصل إلى هذا الحل الوسط بمبادرة من بريطانيا بعدما حال الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة حول هذه المسألة دون الاتفاق على نص يمدد لفترة أطول عمل هذه البعثة.وتمحور الخلاف بين البلدين، وفقا لمصادر دبلوماسية، على اشتراط موسكو أن يعين المجلس سريعا مبعوثا أمميا جديدا إلى هذا البلد، بينما تمسكت واشنطن ببقاء الأمريكية ستيفاني وليامز على رأس هذه البعثة بالإنابة.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن روسيا هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأساسي الذي كان مقترحا، وبطرح مشروع قرار مضاد كان على الأرجح سيواجه بدوره بـ"فيتو" أمريكي.وتسلمت وليامز مهام المنصب، عقب الاستقالة المفاجئة لرئيس البعثة السابق السلوفاكي يان كوبيش، في خطوة عزتها مصادر دبلوماسية إلى خلافات بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن العملية الانتخابية في ليبيا.
وقامت وليامز التي شغلت سابقا منصب مساعدة لرئيس البعثة، بمهمات أحرزت تطورات مهمة في الملف الليبي، لا سيما وقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية المتحاربة بعد سنوات عدة من الاشتباكات.ومنذ سقوط نظام معمر القذافي ومقتله في 2011 إثر انتفاضة شعبية، غرقت ليبيا في حرب أهلية وفوضى أمنية وانقسام سياسي ولا سيما بين شرق البلاد وغربها، في نزاعات شاركت فيها ميليشيات محلية ومقاتلون أجانب وجماعات مسلحة دعمتها قوى خارجية إقليمية ودولية.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك