باكستان تعزز علاقتها مع المعاهد الدينية لمحاربة التطرف
آخر تحديث GMT14:32:49
 العرب اليوم -

باكستان تعزز علاقتها مع المعاهد الدينية لمحاربة التطرف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - باكستان تعزز علاقتها مع المعاهد الدينية لمحاربة التطرف

المعاهد الدينية في باكستان
إسلام آباد - جمال السعدي

قررت الحكومة الباكستانية تعزيز التواصل مع قيادات المعاهد الدينية في البلاد بغرض معالجة مشاكل التطرف والجماعات المسلحة التي تستلهم أفكارها من الدين المغلوط، ولذلك فإن مديري تلك المعاهد كثيرًا ما يلتقون بكبار القيادات السياسية والعسكرية العليا في البلاد لتنسيق آلية إدارتها.

وفي السابق، كان مديرو المعاهد الدينية يجبرون على التعامل مع صغار المسؤولين بوزارة الشؤون الدينية. غير أن اجتماعات باتت تعقد بانتظام مع وزير الداخلية وحتى قائد الجيش، وبسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد، لم تستمر الاجتماعات طويلًا بين كبار مسؤولي الحكومة ومديري تلك المعاهد. عقد آخر تلك الاجتماعات في منتصف عام 2016 وسنحت خلاله الفرصة للالتقاء مباشرة مع رئيس الوزراء حينذاك نواز شريف، وكذلك مع رئيس الأركان في ذلك الوقت الجنرال رحيل شريف، ووزير الداخلية شادوري نصير.

وعقد الاجتماع في إسلام آباد حيث جرى الاتفاق على تعاون مديري المعاهد الدينية مع الحكومة لوضع قاعدة بيانات تلك المعاهد ومنتسبيها لخدمة الجهات الاستخباراتية وقت الحاجة، وعلم  مصدر صحافي أن تلك الفكرة تعود لرئيس هيئة الأركان الباكستاني في ذلك الحين الجنرال رحيل شريف ووزير الداخلية شادوري نصر، اللذين رأيا أن المعاهد الدينية جزء مهم من المجتمع الباكستاني، وعليه «يجب أن تكون جزءً من الحل، لا جزءً من المشكلة».

وخلصت الحكومة الباكستانية في منتصف عام 2016 إلى أن الكثير من الاعتداءات الإرهابية التي نفذت خلال العشرة أعوام الأخيرة تعود جذورها إلى تلك المعاهد الدينية المنتشرة في مختلف أرجاء البلاد، وكذلك إلى أن هناك نحو 33 ألف معهد ديني منتشرة في البلاد تتبع أربعة أحزاب سياسية وطوائف محلية هي الطائفة البريلوية، وجماعة الحديث، و«الجماعة الإسلامية»، الأمر الذي استلزم التعامل والتواصل مع مديري تلك المعاهد، بحسب مسؤولين رفيعين بالحكومة الباكستانية.

وفي أعقاب تفجيرات لندن في يوليو/ تموز 2005، شرعت الحكومة الباكستانية في التقرب إلى مديري المعاهد لحثهم على تبني مقررات دراسية غير دينية، والعام الجاري، تبنت الحكومة مشروعًا إصلاحيًا لتدريس مناهج دراسية غير دينية مثل اللغة الإنجليزية، والحساب، والعلوم، والكومبيوتر، وتاريخ باكستان في جميع المراحل الدراسية وصولًا إلى عام التخرج.

وكانت الحكومة في عهد الرئيس السابق برويز مشرف، قد أطلقت مشروعًا بتمويل مرتفع لإصلاح المناهج الدراسية لكنه انتهى بفشل ذريع، ففي بداية المشروع، كان عدد الطلاب المستهدفين نحو 1.5 مليون طالب، بيد أن المشروع انتهى بعدد 50 ألف طالب فقط بسبب مقاومة القائمين على تلك المعاهد لأي تغيير بدعوى أنها حجة لبداية هيمنة الفكر الغربي على المدارس في باكستان، وبعدها قررت الحكومة إلغاء البرنامج. ولهذا السبب، قررت الحكومة مؤخرًا إعداد قاعدة بيانات تكون تحت تصرف وزارة الداخلية لدواع أمنية لضمان عدم تحول تلك المعاهد إلى أوكار للفكر المتطرف.

تشمل قاعدة البيانات معلومات عن عنوان المعهد، وعدد منتسبيه وأسمائهم وخلفية المعلمين وما إذا كان هناك ضيوف يستضيفهم المعهد. وأفادت مصادر بوزارة الداخلية في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» بأن كل معهد سيزود بجهاز كومبيوتر متصل بقاعدة بيانات مركزية، ويقوم المعهد بأخطار وزارة الداخلية فور حدوث أي تغييرات في أعداد وبيانات الطلاب أو أي حركة انتقالات بين المعاهد.

بيد أن الحكومة تبدو الآن أقل اهتمامًا بإصلاح المناهج الدراسية بتلك المعاهد الدينية رغم مرور أكثر من 200 عام على بداية العمل بها، والسبب هو الفشل المتكرر عند كل محاولة تغيير، بحسب مسؤول رفيع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باكستان تعزز علاقتها مع المعاهد الدينية لمحاربة التطرف باكستان تعزز علاقتها مع المعاهد الدينية لمحاربة التطرف



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab