الجزائر تواجه إضرابات غير مسبوقة احتجاجاً على شظف العيش
آخر تحديث GMT07:19:34
 العرب اليوم -

الجزائر تواجه إضرابات غير مسبوقة احتجاجاً على "شظف العيش"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجزائر تواجه إضرابات غير مسبوقة احتجاجاً على "شظف العيش"

الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون
الجزائر - العرب اليوم

ينفذ تكتل نقابي جزائري يضم 14 نقابة مع بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، قراراً بالإضراب، اتخذه منذ 10 أيام، للتعبير عن تذمر فئات واسعة من العمال من تردي الأوضاع المعيشية، ومن عزم الحكومة تحرير أسعار أغلب السلع والخدمات مع بداية العام المقبل. وفي غضون ذلك، اتهم حزب يساري السلطات بـ«إعلان حرب على الجزائريين»، بسبب سياساتها الموصوفة بـ«اللاشعبية».
وبدا على الاتحادات المهنية، التي تشكل «كنفيدرالية النقابات الجزائرية»، عزم كبير على التشدد مع الحكومة لحملها على التراجع عن قرار رفع الدعم عن 14 منتوجاً غذائياً وخدماتياً، أبرزها الخبز والحليب والسميد والزيت والماء والوقود والكهرباء. وتبلغ قيمة الدعم، أو ما تسميه الحكومة «التحويلات الاجتماعية»، نحو 15 مليار دولار كل سنة. وبذلك سيضطر ملايين الجزائريين إلى دفع الأسعار الحقيقية لهذه المنتجات والخدمات، لكن غالبيتهم يعجزون عن الوفاء بالأعباء الجديدة بالنظر لتدني الأجور.
ومن أكثر ما يؤرق أصحاب الدخل الضعيف، الزيادة الكبيرة لسعر البطاطس، التي تعد الغذاء الرئيسي لأغلب العائلات الجزائرية. كما أن الأسواق تشهد ندرة حادة في الحليب والزيت، وفي أصناف عديدة من الأدوية، بعد أن أوقفت الحكومة تقليص وارداتها من المواد الصيدلانية.
وتسمي النقابات نفسها بـ«المستقلة» كنقيض لأكبر نقابة في البلاد، وهي «الاتحاد العام للعمال الجزائريين»، التي تضم 3 ملايين عامل وموظف، والتي تؤيد سياسات الحكومة الاقتصادية والاجتماعية، وظلت على مدى 22 عاماً تتحمل ضغط العمال رافضة التجاوب مع مطلب الإضراب. ويعد أمينها العام سليم لباطشة من أبرز المؤيدين للرئيس عبد المجيد تبون وحكومته، بقيادة الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن.
ومن أهم القطاعات التي ستخوض الإضراب، التعليم والبريد والصحة والبيطرة والصيدلة والتضامن والشؤون الدينية. ومن أشد النقابات تحمساً له «المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس»، الذي تجمعه قبضة حديدية مع الحكومة منذ سنوات، والذي سيبدأ الإضراب في الثاني من نوفمبر المقبل، وذلك بمعدل يومين في الأسبوع لطرح عدة مطالب؛ أهمها رفع الأجور وتحسين ظروف التدريس، ورفع ميزانية المدارس.
وفي نظر خبراء الاقتصاد، فإن سبب الارتفاع الجنوني للأسعار منذ أشهر يعود إلى إجراءات اتخذت في السنوات الأخيرة لحكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تسببت في تضخم غير مسبوق، نتج، حسبهم، عن التمويل غير التقليدي للخزينة عن طريق طبع أوراق نقدية بلغت قيمتها 50 مليار دولار بين 2017 و2019، وذلك لمواجهة عجز الميزانية، غير أن العجز المالي تعمق في العامين الأخيرين مع استمرار تراجع إيرادات النفط، وتآكل مخزون العملة الصعبة، مع تهاوٍ مستمر لقيمة الدينار. ونتيجة لذلك، تزايدت أصوات المعارضة المطالبة بخفض ميزانية الجيش، التي تصل إلى 12 مليار دولار.
وقالت الأمينة العامة لـ«حزب العمال» لويزة حنون، خلال اجتماع لكوادره، الجمعة، إن الحكومة «تشن حرباً اجتماعية واقتصادية على الأغلبية الساحقة، وعلى الملكية الجماعية»، واتهمتها بـ«انتهاك الحقوق والحريات النقابية، وممارسة الترهيب لمنع كل تعبئة شعبية، أو عمالية أو شبابية، والهدف من ذلك فرض سياسات ستتسبب في مزيد من الفقر، وتعرض النسيج الاجتماعي للأمة للتفكك». وبحسب حنون، فإن مشروع الموازنة لعام 2022 يتضمن «تدابير ستحدث قطيعة مع الأهداف الاجتماعية والاقتصادية للثورة التحريرية، التي أسست الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية الموروثة عن الاستقلال الوطني، وهو يكرّس استمرار الشغل الهش والبطالة، وتدمير القدرة الشرائية بالزيادة في الرسوم، واستغلال الموظفين والعمال في القطاع العمومي».
وتعهدت الحكومة في مقابل تحرير أسعار السلع والخدمات بـ«مساعدات مباشرة للعائلات المعوزة». لكن بعض المراقبين شكّكوا في قدرتها على إيصال الإعانات المالية المفترضة إلى مستحقيها. كما أعلنت أنها لن تتخلى عن «الطابع الاجتماعي للدولة»، الذي يرمز خاصة إلى مجانية التعليم والعلاج.

قد يهمك أيضا

شقيق عبد العزيز بوتفليقة يواجه متاعب جديدة مع القضاء الجزائري

 

تواصل محاكمة حاشية عبد العزيز بوتفليقة بمواجهات بين رجال أعمال الجزائر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر تواجه إضرابات غير مسبوقة احتجاجاً على شظف العيش الجزائر تواجه إضرابات غير مسبوقة احتجاجاً على شظف العيش



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab