الجزائر ـ ربيعة خريس
علق الحقوقي الجزائري، بوجمعة غشير، على الأحداث التي عرفتها محافظة بجاية شرق الجزائر العاصمة، وبعض المحافظات المجاورة، أن الإضراب السلمي الذي شنه التجار الجزائريين في بادئ الأمر هناك دوافع رئيسية وراءه، وتتمثل في غلاء الأسعار والضرائب الجديدة، التي جاء بها قانون الموازنة الجزائري لعام 2017، وهو الأمر الذي أثقل كاهل التجار الجزائريين.
وبخصوص أعمال الشغب التي عرفتها محافظات من الجزائر، لم يخف غشير، في تصريحات صحافية خاصة إلى "العرب اليوم"، إمكانية وقوف أيادي داخلية أو خارجية وراء أعمال التخريب التي اندلعت بالأخص في محافظة بجاية، مشيرًا إلى أن كل ما جرى بهذه المحافظة يتناقض في الأصل مع الهدف الرئيسي لإضراب التجار، فهناك أشخاص قد زج بهم في الإضراب لأغراض سياسية مشبوهة.
وفي تعليق له على الوضع السائد في الجزائر، قال الحقوقي الجزائري إن الوضع مقلق للغاية، والحكومة الجزائرية مطالبة باتخاذ إجراءات سريعة، لتهدئة الرأي العام وطمأنته، ولا يكفي تقديم تصريحات عبر وسائل الإعلام فالمطلوب في الظرف الراهن ولوضع حد للاحتقان القائم تقديم إجراءات ملموسة، مشيرًا إلى أن الجزائر تعاني من انسداد تام بسبب غياب السلطات العمومية، مستدلًا بالفوضى التي تشهدها الأسواق الجزائرية جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، دون أي مبرر، في وقت غاب فيه أعوان مكافحة قمع الغش عن الأنظار.
واستبعد الحقوقي الجزائري، إمكانية إسقاط الوضع القائم في بعض الدول المجاورة على الجزائر، قائلًا إن شعب الجزائر واعِ بدليل آلاف الدعوات التي تصدرت شبكات التواصل الاجتماعي من مختلف أنحاء الجزائر ومن الجالية الجزائرية في الخارج، والتي تدعو إلى الكف عن العنف والتخريب والنهب والسطو على الأملاك العمومية.
وأبدى المتحدث ثقته في الشعب الجزائري، قائلًا بلغة صريحة وواضحة، إنه قادر على إبطال كامل المخططات التي بإمكانها استهداف الجزائر سواء من الداخل أو من الخارج، رغم أن الجزائر ليست جزيرة معزولة فهي تتأثر بكل الأحداث التي تشهدها المنطقة كما أنها تعيش في سياق دولي خطير ومتوحش. وذكر المتحدث أن الحكومة الجزائرية مطالبة ببناء الديمقراطية قبل أن تفرض عليها عنوة.
وأكد المتحدث أنه سبق له وأن راسل رفقة شخصيات سياسية وثورية وحقوقية أخرى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أبلغوه في الرسالة عن قلقهم من الضلوع السياسي الخطير الذي تعيشه البلاد، وكشف عن أهم رسالة قائلًا "وجدنا أنفسنا مجبرين ومرغمين على الإعلان عن مسعانا، إن لجوؤنا للإعلام لتبليغكم بطلب ملاقاتكم تمليه خشيتنا المشروعة بأن لا يصلكم أبدا عبر القنوات المؤسساتية الرسمية ".
وأوشح بوجمعة غشير أن الرسالة حققت نتائج جد إيجابية على الساحة السياسية، وفتحت نقاشًا سياسيًا واسعًا وأسالت الكثير من الحبر على وسائل الإعلام".
أرسل تعليقك