الجزائر ـ سناء سعداوي
أكَّد الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري أنَّ الاستحقاق والجدارة هما المعياران الأساسيان في تثبيت نهج التداول على الوظائف والمناصب، في إشارة ضمنًا إلى إنهاء مهام قائد أهم المناطق العسكرية بالبلاد واستبدال آخر به، وإلى تغييرات منتظرة في مستقبل قريب، في الجيش والمخابرات، تثير جدلًا كبيرًا حاليًا في الأوساط السياسية والإعلامية.
وتحدث صالح أمس الخميس ، في المنطقة العسكرية الأولى بمناسبة تنصيب اللواء علي سيدان في منصب قائد هذه المنطقة، وهي الكبرى ضمن المناطق العسكرية الست، قياسًا بتعداد الضباط والجنود ومن حيث أهمية ونوعية العتاد العسكري والسلاح الحربي.
واختير سيدان خليفة للواء حبيب شنتوف الذي قاد هذا اللواء لزمن طويل، وكانت تنحيته مفاجئة للمراقبين، بالنظر إلى نفوذه في الجيش.
وجاء في كلمة لصالح، بالمناسبة، نشرتها وزارة الدفاع في موقعها الإلكتروني إنّ مقياس الجدارة ومعيار الاستحقاق هما منارة الطريق الأصوب الذي نسلكه دون سواه، نحو تثبيت نهج التداول على الوظائف والمناصب، وجعله تقليدًا عسكريًا راسخًا وسنّة حميدة.
تحفيز القدرات البشرية
واشار صالح إلى وجود فرصة تتيح تحفيز القدرات البشرية، وتثمين خبراتها الغنية والمتراكمة وتشجيعها على مواصلة بذل مزيد من الجهد، على درب خدمة جيشنا الوطني الشعبي.
ويفهم من كلام الضابط العسكري النافذ في الحكم أنَّ التفسيرات التي أعطيت للتغيير الذي وقع رسميًا في المنطقة الأولى، والتغييرات المنتظرة في الجيش والاستخبارات التي يتعاطى معها الإعلام، بعيدة عن الحقيقة التي لا تعدو، بحسب مضمون خطابه أن تكون تداولًا على المناصب.
وهذا الطرح يستغربه قطاع من المراقبين، بخاصة أنَّ صالح نفسه يوجد على رأس قيادة أركان الجيش منذ 13 عامًا، حينما اختاره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لهذا المنصب، خلفا للفريق محمد العماري الذي أقاله بعدما عارض ترشحه ثانية عام 2004.
تعزيز النفوذه في الجيش
وقال مراقبون" إنَّ صالح بصدد تعزيز نفوذه في الجيش، عن طريق منحه المناصب العليا فيه لأشد الموالين"، من خلال قرارات العزل، التي أصدرتها الرئاسة باقتراح منه شخصيًا.
ومما جاء في كلمة صالح، أمام الضباط والجنود، أنَّ الجانب التحسيسي والتوجيهي، جعلناه من أهم مرتكزات نهجنا العملي، وسعينا دومًا دون هوادة إلى إبراز فصيلة العمل المثابر والمخلص والمثمر، ذلك أننا نريد أن يعي الجميع أننا نؤمن يقينا بأن الله سبحانه وتعالى يبارك أعمال العاملين بإخلاص ويزكي مساعيهم ويمنحهم القدرة والقوة على أداء مهامهم على الوجه الأحسن والأصوب، ويفهم من هذا الجزء من خطابه أنَّ المثابرة والإخلاص للجيش، كانا معيارين للتغييرات التي وقعت والتي ستقع لاحقا في أهم مؤسسة بالبلاد إلى جانب رئاسة الجمهورية.
وأضاف صالح " تكريسًا لهذا المبدأ النبيل؛ آلينا على أنفسنا كقيادة عليًا، على أن نمنحه "يقصد مبدأ تدوير المناصب بين الضباط الكبار" العناية الوافية التي يستحقها، لكي نجعل منه سلوكا مهذبا بالغ الأهمية في حياة الأفراد العسكريين بكافة فئاتهم، ونجعل منه نبراسا سلوكيا راسخا في العقول والأذهان، يقتدي به شبابنا في كافة مواقع عملهم، لا سيما هؤلاء الذين يتحملون مسؤولية قيادة الرجال مهما كان مستوى هذه المسؤولية.
أرسل تعليقك