بيروت - العرب اليوم
هاجم مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان «حزب الله» من دون أن يسميه، متحدثاً عن «حملات تدمير أطاحت بكل ما أنجزه اللبنانيون خلال قرن من الزمان بحيث لم يبق قائماً إلا الميليشيا والطبقة السياسية التي ارتكبت هذا التخريب الفظيع للدولة والمجتمع، ولعلاقات لبنان العربية والدولية». ودعا في الوقت عينه اللبنانيين إلى «الاقتراع والتصويت الكثيف في الانتخابات النيابية المقبلة». وانتقد من جهة أخرى ملاحقة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، رافضاً ما وصفه بـ«هذا الدرك من التسييس والتطيف».
وجاء موقف دريان في رسالة وجهها إلى اللبنانيين في مناسبة ذكرى «الإسراء والمعراج»، وقال: «الاحتفالات الدينية هي احتفالات فرح وأمل، لكننا في لبنان ما عدنا نستطيع الفرحة... أين ذهب ذلك كله؟... إنها حملات تدمير تمت في وضح النهار، وشملت احتلال المدينة (بيروت)، واغتيال الناس، ونهب المال العام بمليارات الدولارات، وأسهمت بالمباشر في انهيار المصارف على رؤوس المودعين وأموالهم، ودفعت مئات ألوف اللبنانيين الأكفاء إلى الهجرة وأطبقت على مميزات لبنان». وأضاف: «هكذا لم يبق قائماً إلا الميليشيا، والطبقة السياسية، التي ارتكبت هذا التخريب الفظيع للدولة والمجتمع، ولعلاقات لبنان العربية والدولية».
وأضاف: «عندما نتحدث عما نال علاقات لبنان بأشقائه العرب نعود لتأكيد أصالة عروبتنا، وإصرارنا على أن لبنان عربي الهوية والانتماء، بحسب دستوره الذي صيغ في اتفاق الطائف، بالمملكة العربية السعودية، وهو الأساس الذي وصلنا إليه بالنضال الوطني والإسلامي لعقود عدة. فلا حياة كريمة للبنان إلا بهويته العربية، وانتمائه العربي الكبير، مهما حاول التدميريون فعله».وكذلك ضمن دريان كلمة تهنئة للمملكة العربية السعودية بـ«تجديد الوعي بيوم التأسيس، قبل ثلاثمائة عام، من الجهد الدؤوب والمتواصل، لإعزاز الموقع، والدور القيم والبناء، والنهوض المستقبلي، الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين».
من جهة أخرى، تحدث دريان عن أهمية الانتخابات النيابية المقبلة، قائلاً: «المؤسسات الدستورية في الأصل، هي الحارسة للمرافق العامة، وللمال العام، ولمصالح المواطنين، لكنها ما قامت بشيء من ذلك في السنوات الماضية». وأضاف: «ثم ها هم القائمون عليها، يتصدرون الآن للانتخابات»، متحدثاً عن «الاستمرار في فرض الأمر الواقع، وهو تخريبٌ محض». وقال: «نحن نفارق التردد والحيرة، وندعو الجميع للنزول إلى صناديق الاقتراع. فالتصويت الكثيف، هو رسالة أمل ورجاء، وإيمان بمستقبل الوطن والدولة».
وحذّر من استغلال الأوضاع في لبنان بالقول: «الأجواء على الساحة اللبنانية تشوبها شوائب عديدة، نخشى استغلالها من كل من يريد بلبنان شراً داخلياً وخارجياً»، مؤكداً «أهمية العمل الوطني الجاد المخلص، ضمن إطار الدولة، خصوصاً أننا أمام استحقاقات عديدة، وفي طليعتها الانتخابات النيابية وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية، وبهذا يتحقق الإصلاح المنشود، الذي يطالب به الجميع».وتطرق دريان إلى ملاحقة اللواء عثمان على خلفية قضية توقيف حاكم مصرف لبنان، قائلاً: «في الأيام الماضية، سمعنا وقرأنا عن ملاحقات قضائية تطال قيادة قوى الأمن الداخلي، في وقت كان جهاز فرع المعلومات في الأمن الداخلي، يتصدى لعصابات أرادت استهداف أمن الوطن، وتعريض حياة بنيه لخطر القتل والموت»، مؤكداً: «إننا لا نقبل التعرض للشرفاء والحريصين على سلام لبنان وسلامة مواطنيه، ولا نقبل أن نصل إلى هذا الدرك من التسييس والتطيف».
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك