إسلام أباد- العرب اليوم
لا يساور الحكومة الباكستانية التفاؤل بخصوص استئناف المحادثات مع جماعة «تحريك طالبان باكستان». وحتى حال استئناف المحادثات، فإن الحكومة ليست متفائلة حيال إمكانية أن تؤدي إلى أي نتائج إيجابية. في الوقت الحالي، تحاول حركة «طالبان» الأفغانية مرة أخرى إعادة الحكومة الباكستانية وحركة «طالبان باكستان» إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات. إلا أن مسؤولاً حكومياً رفيع المستوى أوضح أنه: «رغم ذلك لسنا متأكدين من أن هذه المحادثات ستثمر أي نتائج إيجابية».
وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى: «المسؤولون الحكوميون الباكستانيون ليسوا متأكدين حتى من نيات (طالبان) الأفغانية، نظراً لأن (طالبان) الأفغانية وحركة (طالبان باكستان) حلفاء منذ فترة طويلة. لقد قامتا بتنفيذ هجمات مشتركة على الناتو والقوات الأميركية في أفغانستان ولديهما تعاون طويل الأمد. لسنا متأكدين إلى أي مدى تتصرف (طالبان) الأفغانية بإخلاص في جلب (حركة طالبان باكستان) إلى طاولة المفاوضات». جدير بالذكر أن حركة «طالبان باكستان» لا تتمتع بصلات فعالة مع «طالبان» الأفغانية فحسب، بل لها ارتباط وثيق وقوي بـ«داعش»، الأمر الذي يوضح نياتها بشأن أي اتفاق سلام محتمل مع الحكومة الباكستانية. من ناحيتها، أبلغت حركة «طالبان» الأفغانية الحكومة الباكستانية بخططها لإقناع حركة «طالبان باكستان» بتجديد وقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام. كما طلبت حركة «طالبان» الأفغانية من الحكومة الباكستانية منح السلام فرصة أخرى.
كانت الحكومة الباكستانية قد أجرت منذ بضعة أشهر محادثات مع قيادة حركة «طالبان باكستان» في البلدات الحدودية في أفغانستان، حيث تختبئ قيادة الحركة. وفي ذلك الوقت، أعلنت حركة «طالبان باكستان» وقف إطلاق النار.إلا أن أعضاء الحركة ألغوا وقف إطلاق النار، واستأنفوا الهجمات على الحكومة الباكستانية والمنشآت العسكرية. وتشهد المناطق الحدودية الباكستانية هجمات يومية ضد منشآت حكومية وعسكرية نفّذتها حركة «طالبان باكستان» وأعضاؤها.وقال مسؤول حكومي كبير: «تلقينا طلباً من حركة (طالبان) الأفغانية لاستئناف محادثات السلام ونحن بصدد مراجعة هذا الطلب». من ناحيته، كان رئيس الوزراء عمران خان يؤمن بشدة بضرورة إجراء محادثات مع «حركة طالبان الباكستانية» لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق القبلية، لكنه أُصيب بخيبة أمل كبيرة عندما استأنفت حركة «طالبان باكستان» هجماتها ضد قوات الأمن الباكستانية.وقال مسؤولون باكستانيون في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن هناك فرصة ضئيلة لأن تُجري الحكومة الباكستانية محادثات مباشرة مع حركة «طالبان باكستان». وأكد أحدهم أنه «كان هناك بعض الجلسات من المحادثات غير المباشرة التي لعبت فيها حركة (طالبان) الأفغانية دور الوساطة، وهذا يمكن أن يحدث مرة أخرى».
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك