واشنطن ـ يوسف مكي
ازدادت التكهنات بشأن «الطموحات الرئاسية» لنيكي هايلي، سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، بعد دفاعها عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، متحدية معارضي سياسة بلادها، واستخدمت هايلي "45 عامًا" العضو في الحزب الجمهوري الفيتو ضد معارضي قرار ترامب في مجلس الأمن الدولي، وهددت بالرد على الدول التي ستصوت ضده في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتولت الحاكمة السابقة لولاية كارولاينا الجنوبية منصبها لدى الأمم المتحدة العام الماضي، واعدة بـ«عهد جديد» في ظل سياسة «أميركا أولًا» لإدارة ترامب. وتوعدت بـ«تدوين أسماء» الدول التي لا تلتزم هذه السياسة، وكانت هايلي بين أوائل المسؤولين في الإدارة الأميركية الذين يتخذون موقفًا متشددًا إزاء روسيا عندما أعلنت أن العقوبات بشأن القرم ستظل سارية حتى تعيد موسكو شبه الجزيرة إلى أوكرانيا.
ويقول سفير أوكرانيا فلاديمير يلتشنكو، الذي أنهى تفويضًا لعامين في مجلس الأمن الدولي: إن هايلي «تقوم بعمل ممتاز». ويضيف: «قد تكون أقل دبلوماسية مما هو متوقع في بعض الأحيان لك، هذا ميزة وليس عيبًا"، وبعد هذه المواجهات، قال سفراء لدى الأمم المتحدة: «إن هايلي سياسية وليست دبلوماسية، ومواقفها أمام الأمم المتحدة موجهة إلى الرأي العام في بلادها».
وخلال العام الماضي، دفعت هايلي من أجل فرض ثلاث مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية، وحصلت على دعم روسيا والصين لما تعتبره إدارة ترامب التهديد الأمني الأول، وحصلت العقوبات الجديدة على الإجماع لدى مجلس الأمن، حيث يشكل التوصل إلى أرضية مشتركة مع هايلي اختبارًا للمهارات الدبلوماسية.
وبعد عام على توليها منصبها لم تعد صورة هايلي هي نفسها. فهذه النجمة الصاعدة في السياسة الأميركية تواصل أداءها اللافت و«تألقها» في الأمم المتحدة، لكن يبدو أنها تتطلع إلى منصب رفيع في بلادها. وصرح دبلوماسي في مجلس الأمن، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، بأن هايلي «لا تسعى إلى كسب التأييد في الجمعية العامة، بل إلى كسب أصوات للانتخابات في 2020 أو 2023». وأضاف: «من الواضح أنها تستغل هذا المنصب للترشح لمنصب ما».
وبعدما كان نظراؤها يعتبرون أنها لا تتمتع بالخبرة على صعيد السياسة الخارجية، تغيرت نظرتهم إليها بسبب روابطها الوثيقة مع ترمب. وتلتزم هايلي التي هاجر والداها من الهند، موقفًا متشددًا إزاء إيران، ومؤيداً إلى حد كبير لإسرائيل. كما أنها تدعو إلى الحد من الإنفاق في الولايات المتحدة. يدرك غالبية الدبلوماسيين أن هذه المسائل الثلاث تلقى ترحيبًا من القاعدة الانتخابية الجمهورية. وأكد دبلوماسي آخر، رفض الكشف عن هويته في مجلس الأمن الدولي، لوكالة الصحافة الفرنسية: أن «المهم قبل كل شيء هو رد الفعل في الداخل في الولايات المتحدة».
وعلى مدى أشهر، سرت شائعات بأن هايلي ستحل محل وزير الخارجية ريكس تيلرسون بعد تفوقها عليه في ظهورها الإعلامي ومواقفها السباقة. لكنها استبعدت ذلك في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قائلة لصحافيين إنها ليست مهتمة بالمنصب، وأوضحت هايلي على متن رحلة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية: «لن أتولى مثل هذا المنصب، أيد منصبًا أكون فيها أكثر فاعلية
في المقابل، أبرز مايكل وولف، مؤلف كتاب «نار وغضب داخل البيت الأبيض في عهد ترمب»: إن هايلي تضع نُصب عينيها الرئاسة نفسها، وجاء في الكتاب أنها بدأت تمهد لتولي الرئاسة خلفًا لترامب بعد أن قالت في أكتوبر إنه رئيس لولاية واحدة.
ونقل وولف عن مسؤول كبير في البيت الأبيض أن هايلي «طموحة إلى أقصى جد»، بينما قال آخر: إنها «أذكى بكثير» من ترامب. إلا أن هايلي استبعدت أي أسئلة عن طموحاتها السياسية. واكتفت بالقول إنها تركز على عملها الحالي، حيث تظل محط الأنظار في مجلس الأمن الدولي.
أرسل تعليقك