المنامة ـ خالد الشاهين
أكّد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أنّ القمة العربية المقبلة في الرياض ستكون فرصة لرسم استراتيجيات جديدة للعمل العربي المشترك، بعيداً عن الاستراتيجيات القديمة المستهلكة، مؤكّدًا أنّ مصر مصدر الثقل والاتزان في المنطقة العربية، وأن قوتها واستقرارها قوة وسند للعرب، مشيرا إلى أن أمن الخليج من أمن مصر واستقرارها، مؤكداً أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعاد الأمان والاستقرار لمصر، وحقق الكثير من الإنجازات خلال فترة قصيرة.
وكشف الملك حمد بن عيسى، أنّ قطر تغرد خارج السرب منذ زمن طويل، ومع ذلك فإن طردها من مجلس التعاون الخليجي أمر غير وارد، وعليها أن تعود للعروبة وقيم الإسلام والسلام والتكاتف؛ بدلاً من أن تكون مرتبطة بما يأتي لها من أوامر من الخارج، والمطلوب منها أن تغير من سياستها التي ليس لها ارتباط بالخليج والأمة العربية. وطالب قطر بتنفيذ المطالب ال 13 التي قدمتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) وتغيير سياستها، التي ليس لها ارتباط بالخليج والأمة العربية، مشيرًا إلى أن منظور التعاون الخليجي ما زال مثالياً، وأضاف من المستحيل خروج قطر من السرب الخليجي، فمهما اتخذنا من قرارات رادعة، إلا أنها لن تصل إلى هذا المستوى، فالحديث الإعلامي في هذا الشأن أضخم بكثير من الواقع، وقطر عندما تتحدى مصر لا يمكنها الاستمرار في ذلك.
ووصف آل خليفة قطر بأنها لا تزيد عن شارع في مصر، قائلاً إنّ "الشيخ زايد رحمه الله وصفها بأنها بمثابة فندق في مصر، مع ذلك أؤكد أن شعب قطر أهلنا ونعرفهم جيداً، لكن لديهم شخصان أو 3 يستقوون بالخارج"، وقال العاهل البحريني، إن المنطقة العربية تعيش حالة اضطراب شديد، مشيراً إلى أن الأزمة لن تنفرج إلا بتكاتف العرب جميعاً. وأضاف "ما سمي بالربيع العربي كان تخريبياً لتقسيم وتفتيت الدول، فنحن واجهنا هذا المخطط منذ 11 عاماً مضت، وبالمناسبة هناك تشابه كبير في سير هذه الأحداث في مصر والبحرين، وصحيح أن مصر اختل توازنها لفترة، لكنها استعادت قوتها وريادتها بفضل الشعب الذي واجه المؤامرات خلال ثورة 30 يونيو التي استطاعت أن تعيد الاستقرار في مصر"، كما أكد أن "قلة مؤيدة للتخريب والتآمر، فغالبية الدول العربية كانت ضد إدخال القوى التخريبية إلى مجتمعاتنا، وقطر لم تستطع الصبر وكشفت عن نفسها". وتابع "قطر احتضنت إرهابيين ضد مصر، ولم تلتزم بمخرجات حوار اجتماع لمواجهة المخاطر في 2013، وتم عقد الاجتماع التكميلي عام 2014، والذي تضمن 13 بنداً، ولم تلتزم بهم أيضاً بل وصل بهم العناد والصلف والمكابرة إلى أن أحد وزرائهم قال بعد وفاة الملك عبدالله بأن الاتفاقية دُفنت معه، وبدأت تتصرف بأنها لم توقع شيئاً، وساروا في طريقهم المعادي وظنوا أنهم على صواب، وتحلينا بأعلى درجات الصبر، لكن الآن نستطيع القول بأن الفرصة فاتتهم".
وعن التدخل الإيراني في المنطقة، وصف العاهل البحريني إيران بال"فاشلة"، مؤكدا مواجهة بلاده "بحسم أي تدخلات من شأنها الإضرار بأمننا والأمن القومي العربي، فالسياسة والتمدد الإيراني التخريبي أمر واضح والدفاع عن النفس حق مشروع"، وأوضح أنه "عندما وضع قادة الخليج ميثاق شرف لمواجهة إيران، لم يخل به أحد سوى قطر، فهم يجندون أكبر شركات العلاقات العامة في العالم لتنفيذ الأوامر التي يتلقونها من الخارج، وطالب البعض في البحرين بالاستعانة بشركة أو اثنتين للعلاقات العامة الأجنبية، لمواجهة هذه المعلومات المغلوطة، ولم يتجاوب أحد مع هذا المطلب، لأن تكاتف الشعب لدينا يغنينا عن مثل هذه الشركات".
وأجاب العاهل البحريني عن سؤال يتعلق بما يتردد عن أنه يتم التحضير لاجتماع في الولايات المتحدة بين دول الرباعي العربي وقطر برعاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للوساطة، مؤكدا أن "الدعوة مجرد كلام يتم ترويجه عبر وسائل إعلام ولم تصل إليّ أي دعوة، وأراه جس نبض لرؤية ردود الفعل لمعرفة مدى إمكانية أن تكون هناك قمة بهذا الشأن، ولا يمكن بحث قضية في هذا الشأن دون وجود مصر فهي الدولة الكبرى، نحن متفقون مع مصر في كل الاستراتيجيات، وأعتقد أنه عندما تستقر كل الدول العربية ستنضم إلى التحالف الرباعي العربي الذي سيكون بمثابة نواة لكيان عربي أفضل يضم مستقبلا ليبيا وتونس واليمن والسودان".
أرسل تعليقك