كابل ـ أعظم خان
سباق بين الجهود السياسية لحل الصراع في أفغانستان، والعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية لمواجهة تقدم قوات طالبان على أكثر من جبهة. فقد شهدت العاصمة الأفغانية توقيع اتفاق صيني أفغاني باكستاني للعمل معا من أجل ما سمته الوثيقة الموقعة التعاون ضد الإرهاب التي وقعها وزراء خارجية باكستان شاه محمود قرشي، وأفغانستان صلاح الدين رباني والصين وانغ يي، حيث شهد الرئيس الأفغاني أشرف غني مراسم التوقيع.
وتوصلت الدول الثلاث إلى هذا الاتفاق بعد جولات من الحوار بين الدول الثلاث وتشجيع الصين لكل من باكستان وأفغانستان للعمل معا من أجل تهدئة الأوضاع بين البلدين، وزيادة التعاون بينهما. وشدد وزير الخارجية الأفغاني صلاح الدين رباني على الحاجة لاتخاذ جهود مشتركة لمواجهة ما سماه التحدي المشترك المتمثل بالإرهاب، مشيدا بأصول العلاقات بين بلاده وباكستان المتأصلة حسب قوله بالإيمان والثقافة المشتركة، ورغبة أفغانستان في تحسين علاقاتها وتعزيزها مع باكستان، فيما أعرب وزير الخارجي الباكستاني شاه محمود قرشي عن تقدير بلاده لمشروع الصين «طريق واحد ـ حزام واحد» الذي يحاول التقريب بين الدول في آسيا وأن بلاده ممتنة جدا لجهود الصين من أجل حوار ثلاثي صيني أفغاني باكستاني.
وجاء اللقاء الثلاثي في كابل رغم الاتهامات التي توجهها واشنطن وكابل لإسلام آباد باستمرار دعم طالبان عسكريا وعدم بذل الجهد المطلوب من أجل إقناع قيادة الحركة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، لكن إسلام آباد ترفض هذه الاتهامات، وتطلب من واشنطن مقابل مشاركة باكستانية بجهود السلام في أفغانستان أن تراعي عملية السلام المصالح الباكستانية أولا قبل الطلب من باكستان البحث عن المصالح الأميركية وحمايتها في أفغانستان.
وقد يهمك ايضًا
وتزامن الاتفاق الثلاثي بين أفغانستان والصين وباكستان مع إعلان الحكومة الأفغانية، مقتل عشرين شخصا في هجوم جوي في إقليم كونار شرق أفغانستان يوم الجمعة. وقال عضوان في المجلس المحلي للولاية هما ولايت خان وسعد الله إن العشرين قتيلا ينتمون إلى طالبان وبينهم قائد ميداني وخبير متفجرات معروف. وقال سعد الله إن نحو عشرين مدنيا آخر أصيبوا في الهجوم الذي وقع في منطقة شوالاتان مشيرا إلى أن المدنيين الذين أصيبوا ينتمون إلى عوائل المسلحين وأضاف زعيم قبلي في المنطقة طلب عدم الكشف عن هويته لدواع أمنية أن العملية الجوية استهدفت أربعة منازل.
وكانت القوات الأميركية صعدت من هجماتها الجوية في أنحاء أفغانستان منذ بداية العام الحالي، ووفقا لبيانات الجيش الأميركي تم إسقاط ما يقرب من ستة آلاف من القنابل والصواريخ في أفغانستان منذ بداية العام حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، مقابل 4361 قنبلة وصاروخا خلال عام 2017 بأكمله، ويعتقد خبراء أن قوات أميركية وأفغانية بدأت في الآونة الأخيرة استهداف قيادات طالبان الميدانية لما تراه القوات الأميركية من تشكيلهم عقبة أمام جهود السلام التي يبذلها المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد. ونقلت وكالة خاما بريس عن الجيش الأفغاني في شرق أفغانستان قوله إن أحد خبراء المتفجرات في طالبان أصيب وبترت ساقاه في انفجار لغم، كان يعده لزرعه في منطقة سروبي شرق العاصمة كابل أول من أمس».
وفي بيان آخر قالت الشرطة الأفغانية إن أحد قادة طالبان والمسؤول عن عمليات الإعدام فيها قتل في ولاية زابول جنوب أفغانستان في غارة جوية أميركية.
وقالت قيادة الشرطة في ولاية زابول إن هارون أحد قادة طالبان لقي مصرعه مع اثنين من مقاتلي طالبان في منطقة كاجر خيل.
واتهم العقيد محمد مصطفى ماير قائد الشرطة في زابول قائد طالبان القتيل بأنه كان مسؤولا عن قطع رؤوس عدد من قادة القبائل ورجال الأمن الأفغانيين، وأنه كان القائد العسكري في الظل لطالبان في منطقة شاهجوي في ولاية زابول وكان ينسق العمليات الانتحارية لطالبان. من جانبها قالت طالبان إن عشرة على الأقل من الجنود الحكوميين قتلوا على يد قوات طالبان التي تمكنت من السيطرة على مركز أمني في منطقة شاغوندان في ولاية قندهار الجنوبية. وأن قوات طالبان استهدفت بلغم أرضي إحدى الناقلات للقوات الحكومية في منطقة مايواند مما أدى إلى مقتل من كانوا في الحافلة وبينهم أحد الضباط ويدعى أمير حمزة، كما تمكنت قوات طالبان من استهداف قافلة للقوات الحكومية في منطقة باند تيموري في ولاية قندهار. كما شهدت منطقة دؤاب هجمات لقوات طالبان مما أدى إلى مقتل ثلاثة من القوات الحكومية. وأعلنت طالبان كذلك عن مقتل عشرة آخرين من القوات الحكومية وجرح أحد عشر فردا آخرين بعد صد قوات طالبان هجوما مشتركا للقوات الحكومية في مديرية خوكياني في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان. وحسب بيان طالبان فإن ستة من أفراد القوات الخاصة الحكومية قتلوا وجرح أحد عشر آخرون من أفراد القوة بعد تمكنت طالبان من التصدي لها وإجبارها على التقهقر. واستهدف الهجوم حسب بيان طالبان إسناد قوات تنظيم داعش التي حاصرتها قوات طالبان في المنطقة. وشهدت ولاية لغمان شرق أفغانستان اشتباكات بين القوات الحكومية والميليشيا المحلية في الولاية مما أسفر عن مقتل عنصرين من الميليشيا الحكومية بعد استهداف قوات طالبان لمركزهم في مديرية علي شانغ، كما تصدت قوات طالبان حسب قول بيان للحركة لقوة إسناد حكومية مما أوقع المزيد من الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية.
وقد يهمك ايضًا
الأمم المتحدة تطالب بإجراء حوار بين الحكومة الأفغانية وطالبان
"طالبان" تسعى لتبادل الجثث مع الحكومة الأفغانية
أرسل تعليقك