أنقرة ـ جلال فواز
استهل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عهده الثاني كرئيس لـ"حزب العدالة والتنمية" الحاكم الذي عاد الى قيادته بعد غياب حوالي 3 سنوات، بتوجيه عدد من الرسائل للداخل والخارج، في مقدمتها التأكيد على الاستمرار في جهود مكافحة "حركة غولن" واستمرار حالة الطوارئ المعلنة عقب محاولة الانقلاب التي وقعت في منتصف يوليو/ تموز 2016 ومطالبة الاتحاد الأوروبي بعدم النفاق تجاه تركيا.
واستعرض في خطاب دام أكثر من ساعتين في المؤتمر العام الاستثنائي الثالث لحزب "العدالة والتنمية"، مسيرة الحزب الذي يقود تركيا منذ 15 عاماً والإنجازات التي تحققت في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والخدمات والمرافق المختلفة للدولة. وقال إردوغان، الذي صوت لصالح رئاسته للحزب 1414 من مندوبي الحزب، خلال المؤتمر الذي أقيم في استاد رياضي بالعاصمة أنقرة وسط إجراءات أمنية مشددة بحضور نحو 60 ألفاً من أعضاء الحزب في جميع محافظات تركيا: "ها نحن معاً من جديد بعد 998 يوماً (ثلاثة أعوام تقريباً)، حيث نبدأ بداية جديدة لعمل دؤوب أكثر من أجل أهداف أكبر"، واصفاً الحزب بأنه ضمانة الديمقراطية والتغيير، وعنوان الإصلاح في تركيا.
وأكد إردوغان الاستمرار في مكافحة ما سماها "منظمة غولن الإرهابية"، في إشارة إلى الداعية التركي المقيم في أميركا منذ عام 1999 الذي يتهمه بتدبير محاولة الانقلاب وعدم التسامح مع عناصرها مهما تكن درجة القرابة والصلة. ورداً على انتقادات الجهات الداخلية والخارجية التي تطالب بإلغاء حالة الطوارئ المعلنة في البلاد على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة، قال إردوغان: "في فرنسا أعلنوا حالة الطوارئ لمدة عام بسبب مقتل 15 شخصاً، ونحن قدمنا 249 شهيداً، فضلاً عن إصابة ألفين و193 من مواطنينا في محاولة الانقلاب الفاشلة، بأي وجه تطالبون بإلغاء حالة الطوارئ؟ ستستمر هذه الحالة حتى عودة الأمور إلى طبيعتها"
وحول علاقات أنقرة بالاتحاد الأوروبي والتوترات الأخيرة التي شابت تلك العلاقات، أكد إردوغان أن "أنقرة ليست مرغمة على تحمل نفاق الاتحاد الأوروبي، بعد أن وصل الأمر بهم للضرب بكرامة تركيا وشعبها عرض الحائط (...) إما أن يوفي الاتحاد الأوروبي بوعوده حول إعفاء مواطنينا من تأشيرة الدخول، ويرسل المساعدات التي تعهد بها للاجئين، ويزيل العراقيل أمام مفاوضات العضوية، أو يمضي كل في طريقه». وأشار إردوغان إلى أن بلاده تفضل إكمال الطريق مع الاتحاد الأوروبي، رغم كل التوترات التي تشوب علاقات الطرفين، لافتاً إلى أن القرار في هذا الخصوص عائد إلى الاتحاد نفسه
وكان مندوبو حزب "العدالة والتنمية" قد قدموا إردوغان أمس مرشحاً وحيداً لرئاسة الحزب، وقال رئيس ديوان المؤتمر، حياتي يازجي، إن إردوغان ترشح لمنصب رئاسة الحزب بعد أن حصل على تأييد ألف و370 مندوباً، صوت 1414 منهم لصالحه. وبذلك أصبح إردوغان رئيساً للحزب اعتباراً من يوم أمس ليعيد إلى تركيا صيغة "الرئيس الحزبي" التي انتهت مع دستور عام 1982، وليدشن النظام الرئاسي الذي يعطي جميع الصلاحيات التنفيذية لرئيس الجمهورية ويلغي منصب رئيس الوزراء.
أرسل تعليقك