موسكو ـ ريتا مهنا
حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من محاولات التطرف التكيّف مع المتغيرات والظروف الجديدة، وقال في كلمة خلال مراسم احتفالية الأربعاء، لمناسبة "يوم أجهزة الأمن الروسية"، إن الخطر التطرفي يبقى قائما في البلاد.
وأثنى بوتين على عمل الأمن الروسي، لافتا إلى أن أجهزة الأمن الروسية تمكنت خلال العام الجاري من إحباط أكثر من 60 مخططا متطرفا، وشدد على أهمية تعزيز العمل في مجال مكافحة التطرف، وذلك عبر القضاء على شبكات التمويل الإجرامية، والتصدي لمحاولات المتشددين السيطرة على عقول الشباب ونشر أيديولوجية الكراهية والقومية العدائية.
وقال الرئيس الروسي إن موسكو ستمضي في مشاركتها الحازمة للقضاء على البؤر المتطرفة، مؤكدا الانفتاح على التعاون في هذا الشأن مع كل من يرغب في مواجهة هذا التحدي الدولي، ولديه استعداد للتنسيق وتبادل المعلومات.
وشهدت موسكو الأربعاء عملية إخلاء لمبنى الجامعة الحكومية الشهيرة، إثر تلقي تحذير بأن مبنى المكتبة العلمية التابعة للجامعة "مفخخ"، وقال مصدر من خدمة الطوارئ في موسكو لوكالة "ريا نوفوستي" إن عملية الإخلاء شملت نحو 100 طالب من معهد الصحافة التابع للجامعة، بعد تلقي اتصال من مجهول يحذر فيه من "تفجير"، كما تكرر أمر مماثل في جمهورية قراشاي الشركس في القوقاز الروسي، وتحديدا في العاصمة تشيركسك، حيث اضطر الأمن للتفتيش في كل المدارس والفنادق والمراكز التجارية في المدينة عن متفجرات.
وقال مصدر من وزارة الداخلية في تشيركيسك إن "معلومات وردتنا تحذر من وجود جسم خطير (مفجرات) في واحدة من مدارس المدينة. وبعد 10 دقائق جاء تحذير بوجود جسم خطير في واحد من فنادق المدينة، ومن ثم في واحد من مراكزها التجارية"، موضحا أن التحذيرات لم تحدد أي معلومات دقيقة بشأن مركز تجاري بعينه أو مدرسة وإنما كانت عامة، لذلك اضطر الأمن إلى عمليات تفتيش في جميع مدارس وفنادق المدينة ومراكزها التجارية، وجرت بالطبع عمليات إجلاء للمواطنين من كل تلك المباني، ولم يعثر الأمن بعد التفتيش الدقيق على أي آثار لمواد خطيرة أو متفجرة، وأكد أن "الإنذار كاذب".
وتجتاح روسيا منذ أشهر حملة "إرهاب هاتفي" غير مسبوقة، بدأت منذ 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، وشملت حسب معلومات الأمن الروسي تحذيرات بتفخيخ نحو 3500 مبنى عام وخاص في 180 مدينة روسية، وتم خلال عمليات التحقق من صحة تلك التحذيرات إخلاء أكثر من 2.5 مليون شخص من المباني.
ويقول الأمن الروسي إن الجزء الأكبر من تلك الاتصالات مصدره مناطق تجمع المتطرفين في سورية، وكذلك من الأراضي التركية والأوكرانية والأميركية ومن كندا.
وأعن مجلس الدوما (مجلس النواب من البرلمان الروسي) عن تبنيه خلال جلسته أمس مشروع قانون ينص على تشديد العقوبة عن جريمة "الإرهاب الهاتفي"، بالسجن من 5 إلى 8 أعوام، واللافت أن المجلس نفسه كان تعرض لتهديد "الإرهاب الهاتفي" مطلع الأسبوع، في 19 ديسمبر/ كانون الأول، حيث تلقت سلطات الطوارئ الروسية تحذيرا بتفخيخ مبنى مجلس الدوما في وسط موسكو.
وقال مصدر أمني لوكالة "ريا نوفوستي" إن عملية التحقق من صحة التحذير جرت دون إخلاء المبنى، وأعلن الأمن الروسي بعد تفتيش دقيق في كل المباني التابعة لمجمع مجلس الدوما في قلب العاصمة الروسية، أن التحذير "إنذار كاذب"، ولم يتم العثور على أي مواد متفجّرة.
أرسل تعليقك