مخاوف في باكستان من نجاح الجماعات المتطرفة في استخدام وسائل التواصل
آخر تحديث GMT17:12:14
 العرب اليوم -

مخاوف في باكستان من نجاح الجماعات المتطرفة في استخدام وسائل التواصل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مخاوف في باكستان من نجاح الجماعات المتطرفة في استخدام وسائل التواصل

نجاح الجماعات المتطرفة في استخدام وسائل التواصل
إسلام آباد ـ مازن الأسدي

أثار نجاح الجماعات المتطرفة، مثل «تحريك لبيك» الباكستانية وغيرها من التنظيمات المسلحة، في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكفاءة عالية، مخاوف دوائر صناعة القرار في البلاد من أن تتمكن تلك التنظيمات من إفساد الحياة المدنية في المستقبل.

ازداد الخوف وسط دوائر صناعة القرار في باكستان من أن يحرك نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الحركات الاحتجاجية على نطاق واسع لأسباب واهية.

ولتلك المخاوف دوافعها المحلية أيضا، نظرا لأن جميع مثيري الشغب في المشهد السياسي الباكستاني دائما ما يحاولون استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لأبعد مدى. فمنذ شهر واحد مضي، حاولت جماعة «تحريك لبيك» حشد الرأي العام الباكستاني عندما برأت المحكمة العليا في باكستان سيدة مسيحية تدعى آسيا بيبي من تهمة الإساءة إلى الإسلام، وألغت حكم الإعدام الصادر ضدها. لكن الإعلام الحكومي الباكستاني؛ بما في ذلك التلفزيون الرسمي والصحف، قام بالتعتيم على مسيرات جماعة «تحريك لبيك» الاحتجاجية التي طافت كثيراً من المدن الباكستانية عقب حكم المحكمة العليا. ويرجع القلق من تلك الحركات إلى احتمال تسبب ما تقوم به جماعة «تحريك لبيك» في إحداث ما يطلق عليه «تأثير كرة الثلج» في الشارع، ولذلك طالبت الحكومة وسائل الإعلام بعدم تغطية تلك المسيرات الاحتجاجية.

لم تمنع محاولات التعتيم الإعلامي جماعة «تحريك لبيك» من مواصلة السير في الاتجاه التحريضي ذاته، حيث انتشر بصورة كبيرة وخلال فترة وجيزة مقطع مصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي يظهر قادة تلك الجماعة يطلقون فتاوى تبيح قتل قضاة المحكمة العليا ويدعون الجيش إلى الانقلاب على قادته. ونتيجة لذلك، أصبحت الدولة الباكستانية في مواجهة ما يشبه حالة شغب في كثير من المدن التي خرج فيها العمال الموالون لحركة «تحريك لبيك» عن السيطرة عقب مشاهدة المقطع المصور والتصريحات والخطب الصادرة عن قادة الجماعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولمواجهة ذلك، حاولت الحكومة لبعض الوقت السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي بقطع الإنترنت في بعض المناطق، لكن تنفيذ ذلك كان مستحيلا بسبب انتشار التكنولوجيا في باكستان.

ولا يمكن وصف احتجاجات جماعة «تحريك لبيك» بأنها ثورة شعبية، لكنها مجرد مثال على نجاح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة غضب وحنق المجتمع، وهو ما يمكن أن يتسبب في إفساد الحياة العامة في المجتمع. لكن يمكن أن تلقى رسالة جماعة «تحريك لبيك» قبولا وتحقق انتشارا واسعا حال فتح أمامها المجال عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فانتشار التكنولوجيا في هذه المرحلة يشكل خطرا كبيرا على المجتمع، نظرا لأن الجميع تقريبا في المناطق الحضرية (حيث يزداد خطر اندلاع تلك الحركات الاحتجاجية) يحملون هواتف ذكية ويملكون أجهزة كومبيوتر محمولة، والعدد في ازدياد.

وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» حول مخاوف صناع القرار في باكستان من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وإمكانية أن تتسبب في قيام ثورات، استبعد خبير إعلامي إمكانية حدوث ذلك في الوقت الحالي. وأشار إلى أن الدولة يمكنها تنظيم مجالات التواصل الاجتماعي من خلال سن القوانين والقواعد المنظمة، مؤكدا أهمية عدم قطع الإنترنت أو فرض الرقابة عليها، ذلك لأن «تلك المواقع كانت سببا في حالة الانفتاح في المجتمع وباتت مؤشرا على الديمقراطية».

وناهيك بجماعة «تحريك لبيك»، هناك كثير من الجماعات المسلحة التي تستخدم هي الأخرى مواقع التواصل الاجتماعي لغرض الحشد الاجتماعي والسياسي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف في باكستان من نجاح الجماعات المتطرفة في استخدام وسائل التواصل مخاوف في باكستان من نجاح الجماعات المتطرفة في استخدام وسائل التواصل



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab