موسكو ـ ريتا مهنا
حدَّدت موسكو أولويات تحركها في سورية خلال المرحلة المقبلة، في دفع ملفي تثبيت الهدنة وصياغة الدستور، واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن "مسار جنيف لم يعد فعالاً"، داعياً إلى إطلاق نقاش محدد حول الدستور والمستقبل السياسي في جنيف أو في آستانة.
وأكد شويغو في قراءة شاملة حول الوضع العسكري تلاها أمام أعضاء مجلس الفيديرالية (الشيوخ) الروسي أمس، أن الوضع في سوريــــة تحسن في شكل ملحوظ بفضل التدخل العـسكري الروسي في البلاد. واضاف أن رئيس الأركان فاليري غيراسيموف الذي قام بزيارة خاطـــفة إلى سورية وعاد منها أمس، قدم معطيات دلت على استــــقرار الوضع في دمشق ومناطق حـــولها، وإلى بدء عودة الاستقرار إلى غالـــبية المــــناطق السورية. كما تحدث عن تـــحرير مئات المدن وعودتها إلى الشرعية. ولم تكشف موسكو تفاصيل عن أهداف زيارة غيراسيــــموف، لكن وزارة الدفاع قالت إنه ناقش مع المسؤولين السوريين مستجدات الموقف.
وعقد شويغو مقارنــــة مع أداء التحالف الدولي الذي تقــــوده واشنطن، وقال إن "عدد الغارات التي شنها الطيــــران الروسي ضد مواقع إرهابيين في سورية بلغ أربعة أضعاف الغارات التي شنها التحالف". وقال إن "ما تم تحقيقه حتى الآن في مفاوضات جنيف هو أقصى ما يمكن التوصل إليه"، داعياً إلى البدء بالــــتركيز على ملفي تثبيت الهدنة وصياغة الدستور الجديد. وأضاف أن المطلوب هو العمل على طرح ملف الدستور وآليات إقراره ومناقشة المستقبل السياسي هناك في جنيف أو في آستانة".
وأوضح أن موسكو تأمل أن تناقش جولة المفاوضات المقبلة في أوائل حزيران/ يونيو المقبل في آستانة موضوع الممرات الآمنة التي يجب توسيعها لتصل إلى حدود مناطق تقــــليص التصعيد، إضافة إلى موضوع الدستور الذي بات حيوياً، لمناقشة المستقبل السياسي في البلاد. وذكر بأن عمق الممرات الآمنة يجب أن يبلغ، بحسب المقترحات الروسية، كيلومتراً واحداً، مضيفاً أن موسكو تأمل في أن تنجح مفاوضات آستانة في تنسيق الخرائط بهذا الشأن. كما أوضح أنه يتعين تحديد ماهية القوات التي ستنتشر في الأشرطة الآمنة ونقاط الرقابة على الهدنة، وكذلك آلية الرد على خروقات وقف إطلاق النار.
على صعيد آخر، قال نائب وزير الدفاع يوري بوريسوف إن روسيا استكملت تجارب على كل طرازات الأسلحة الحديثة خلال العمليات الحربية في سورية. وأوضح في مقابلة تلفزيونية بثت أمس، أن التجارب لم تقتصر على الأسلحة والمعدات الحربية التي تستخدم حالياً في وحدات الجيش، بل اتسعت لتشمل كل طرازات الأسلحة المستقبلية التي يتم حالياً تطويرها واختبار قدراتها وسد الثغرات التي برزت فيها.
أرسل تعليقك