أحال الرئيس السوداني عمر البشير عددًا من كبار الضباط إلى التقاعد، ورفع عددًا آخر من القادة إلى رتبة الفريق أول، وأجرى تغييرًا محدودًا في هيئة أركان الجيش، وذلك بعد أيام قلائل من حل الحكومة وإعفاء رئيس الوزراء وتعيين رئيس وزراء ووزراء جدد.
وذكر بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش العميد أحمد خليفة الشامي أمس الثلاثاء، فإن الرئيس بصفته "القائد الأعلى للقوات المسلحة" أصدر عددًا من القرارات، أجرى بموجبها "تغييرًا محدودًا" في رئاسة أركان الجيش، تضمن إحالة الفريق أول علي محمد سالم "وزير الدولة للدفاع"، والفريق أول ركن السر حسين بشير "المفتش العام"، ووزيرة الدولة بوزارة الصحة اللواء سعاد يوسف عبد الله الكارب إلى رتبة الفريق وإحالتها للتقاعد.
ورفع البشير كلًا من الفريق الركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر إلى رتبة الفريق أول، وعينه مفتشًا عامًا للقوات المسلحة، والفريق الركن محمد عثمان الحسين رئيساً لهيئة العمليات المشتركة، واللواء الركن مجدي إبراهيم عثمان إلى رتبة الفريق نائبًا لرئيس أركان القوات البرية للإمداد، واللواء الركن مصطفي محمد مصطفي إلى رتبة الفريق رئيساً لهيئة الاستخبارات العسكرية.
ترتيب الأوضاع في "دارفور" إثر الانزلاق الجبلي
وطلبت الحكومة السودانية من جهة ثانية، من بعثة حفظ السلام بدارفور "يوناميد" وصول منطقة "تربا" في ولاية جنوب دارفور ويسيطر عليها التمرد، بعد أن شهدت انزلاقًا جبليًا أدى إل ممقتل إصابة واختفاء العشرات.
وشهد القصر الرئاسي أول أمس الاثنين، اجتماعًا بين نائب الرئيس عثمان محمد يوسف كبر، ووالي جنوب دارفور آدم الفكي، لبحث الأوضاع التي ترتبت على الانزلاق الجبلي في منطقة "تربا" الواقعة ضمن سلسلة جبل مرة بولاية جنوب دارفور.
ضحايا الانزلاق الجبلي
وذكرت وكالة السودان للأنباء "سونا" أن الانزلاق الجبلي أدى إلى مقتل 18 شخصًا وفقدان شخصين، لكن تقارير صحافية متطابقة ذكرت أن 21 قُتلوا وأصيب 29 آخرون، وصفت إصابة بعضهم بـ "الخطيرة"، فيما لم يتم تحديد أعداد المفقودين بعد، إثر انهيار جزئي لجبل في منطقة "سمبلي" غرب بلدة "دربات" التي تقع فيها رئاسة محلية شرق جبل مرة، في ولاية جنوب دارفور الجمعة قبل الماضية.
وقال الوالي آدم الفكي عقب اللقاء الذي جمعه مع نائب الرئيس عثمان كبر، لإطلاعه بتطور الأوضاع، إن المنطقة التي شهدت الانزلاق الجبلي تسيطر عليها قوات التمرد، بيد أن حكومته حاولت الوصول للمنطقة لإغاثة المواطنين.
وأوضح الفكي أن حكومته أبلغت بعثة حفظ السلام المشتركة "يوناميد" بالأحداث، وطلبت منها الوصول للمنطقة لتوصيل المساعدات الإنسانية، ووجه نداء إلى المنظمات الوطنية والدولية، لتقديم الدعم العاجل للمواطنين الذين تأثروا بالانزلاق الجبلي.
وأعلنت الحكومة السودانية منذ العام الماضي، انتهاء الحرب في إقليم دارفور، ما عدا "جيوبا صغيرة" من الحركات المسلحة تتحصن في جبل مرة.
انزلاقات ومياه ملوثة
ولا تعد انزلاقات "تربا" هي الأولى، فقد شهدت سلسلة جبل مرة وارتفاعها 3 آلاف متر فوق سطح البحر، وهي عبارة عن صخور بركانية تتخللها شلالات، شهدت عام 2002 سقوط أجزاء من الجبال، لكنه لم يسبب أضرارًا بشرية وقتها.
بيد أن حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، التي تسيطر على المنطقة، أضافت في بيان أول من أمس، أن ينابيع "مياه ملوثة" تدفقت من الصخور عقب الانهيارات والتصدعات الأرضية عند قرية "تربا" المنكوبة، وتسببت في حالات شلل وانهيار عصبي لأكثر من شخص استخدمها.
ولم تؤكد مصادر مستقلة المعلومات حول "ينابيع المياه الملوثة"، بيد أن البيان ناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وخبراء الجيولوجيا والمياه بالتوجه للمنطقة بأسرع ما يمكن لمساعدة الأهالي في تجاوز آثار "الكارثة الطبيعية".
أرسل تعليقك