الخرطوم ـ عادل سلامه
تبرأت الحكومة السودانية امس الأربعاء، من دعوة الى التطبيع مع اسرائيل أطلقها نائب رئيس الوزراء وزير الاستثمار مبارك الفاضل المهدي. وأفتت هيئة علماء السودان ببطلان دعوة الفاضل التي احتفت بها وسائل اعلام وشخصيات اسرائيلية. أتى ذلك بعد قول الوزير في حديث الى قناة "سودانية 24" إنه "ليس هناك مانع من تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الأمر يمكن أن يفيد المصالح السودانية.
واضاف: الفلسطينيون طبعوا العلاقات مع إسرائيل، حتى حركة "حماس" تتحدث مع إسرائيل، ويحصل الفلسطينيون على أموال الضرائب من إسرائيل والكهرباء من إسرائيل، ويجلسون مع الإسرائيليين ويتحدثون معهم. ومضى يقول: "صحيح أن هناك نزاعًا بينهم، لكنهم يجلسون مع بعض، ورأى أن القضية الفلسطينية أخّرت العالم العربي، وهناك أنظمة استغلتها ذريعة وتاجرت بها. واتهم الوزير الفلسطينيين بـ "الكيد للسودانيين".
في المقابل، دعا وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، الوزير السوداني إلى زيارة إسرائيل، وقال في تغريدة على "تويتر": "تسرني استضافته في إسرائيل لدفع عملية سياسية قدماً في منطقتنا". ووصفت صحيفة "هآرتس" تصريحات الفاضل بأنها غير عادية، فيما تساءل التلفزيون الإسرائيلي عما اذا كانت تلك بداية لبناء علاقات وثيقة أو سعي نحو إقرار سلام إسرائيلي سوداني أم أنها مجرد تصريحات من مسؤول رفيع تعبر عن زلة لسان؟.
لكن وزير الإعلام السوداني أحمد بلال، سارع إلى التأكيد أن موقف الوزير رأي شخصي يخصه وحده ولا يعبر عن الموقف الرسمي للحكومة أو البلاد.
كما حملت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بشدة على وزير الاستثمار السوداني وعبرت في بيان أمس عن أسفها واستهجانها لما صدر عن الفاضل من تصريحات وصفتها بالتحريضية والعنصرية، والموجهة ضد الشعب الفلسطيني وحماس والمقاومة.
على صعيد آخر، قالت السفيرة الاميركية في جنوب السودان كاترين مولي فيي، إن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين لم تعد بمستوى المتانة الذي كانت عليه في السابق. ورأت في تصريحات في العاصمة جوبا أمس، لمناسبة انتهاء فترة عملها في البلاد، أن العلاقات شهدت تراجعاً ملحوظاً بسبب استمرار القتال بين الحكومة والمعارضة المسلحة، الى جانب الفساد وسوء معاملة موظفي الإغاثة الدوليين.
وأشارت فيي إلى أنها ناقشت مع الرئيس سلفاكير ميارديت «سبل تحسين العلاقات الديبلوماسية بين البلدين من خلال العمل على تحقيق السلام والاستقرار إلى جانب مكافحة الفساد ووقف الاعتداءات المتكررة على العاملين في منظمات الغوث الدولية»، من دون توضيح رده. وأضافت أنها أبلغت سلفاكير أن بلادها ترغب في تحقيق السلام في البلاد حتى تستطيع أن تنهض اقتصادياً وتعتمد على نفسها كلياً.
أرسل تعليقك