قَتَلَ مقاتلو طالبان حاكما محليا في شمال أفغانستان وواصلوا الضغط للسيطرة على بعض أنحاء إقليم فارياب، متجاهلين بذلك وقفا مؤقتا لإطلاق النار أعلنته الحكومة وبدأ سريانه الثلاثاء.
وقال مسؤولان إن 8 من مسؤولي الأمن الأفغان على الأقل قتلوا في الاشتباكات الدائرة، وأكد المتحدث باسم إقليم فارياب مقتل حاكم منطقة كوهيستانات وأن وسط المنطقة سقط في أيدي طالبان.
وقال: "نعلم أنه جرى إعلان وقف إطلاق النار لكننا نملك حق الدفاع عن أنفسنا"، وأضاف أنهم طلبوا تعزيزات فورية.
وضع المقاتلون سيارة هامفي ملغومة بالقرب من منزل حاكم منطقة في إقليم غزنة الواقع في جنوب البلاد، وقال محمد عارف نوري المتحدث باسم حاكم الإقليم، إن مقاتلي طالبان فجروا نقطة التفتيش الأولى عند المجمع الذي يضم منزل حاكم المنطقة، وهو ما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد الأمن الأفغاني وإصابة 26 آخرين منهم الحاكم.
وأعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني، في الأسبوع الماضي لأول مرة وقفا غير مشروط لإطلاق النار مع طالبان تزامنا مع اقتراب نهاية شهر رمضان.
في غضون ذلك، قال مسؤولون إن ما لا يقل عن 27 شخصا قتلوا في هجمات منفصلة في أنحاء أفغانستان، وذلك في أول يوم من وقف إطلاق النار الأحادي الذي أعلنته الحكومة مع حركة طالبان.
وردا على ذلك أعلنت طالبان وقفا مفاجئا لإطلاق النار لمدة 3 أيام خلال عطلة عيد الفطر التي تبدأ في منتصف يونيو/ حزيران الجاري، ولم توقف طالبان هجماتها.
وقتل متشددون عبدالرحمن بنا حاكم منطقة كوهيستانات في إقليم فارياب، كما استمر القتال في إقليم ساريبول في شمال البلاد، إذ سيطر المقاتلون على نقطتي تفتيش، وأضاف أن الهجوم أسفر عن مقتل قائمقام "كوهيستان"، عبدالرحمن باناه، و8 من رجال الأمن، بينما قال محمد قاهر رحماني، رئيس مجلس شورى الولاية، إنّ 13 من رجال الأمن قتلوا في الهجوم، وأصيب 16 آخرون.
وأضاف رحماني أن 200 رجل أمن محاصرون من قبل عناصر من حركة طالبان في "كوهيستان" دون تفاصيل إضافية.
وقال العضو في مجلس الإقليم نور أجا نوري إن ما لا يقل عن 25 شخصا أصيبوا في الهجوم، وتحدث العضو عن أربعة جنود مصابين، قامت حركة طالبان باحتجازهم رهائن.
وقال مسؤولون في إقليم غزني بشرق البلاد، إن انتحاريا فجّر مركبة مفخخة عن بوابة مركز منطقة موجور، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة من أفراد الأمن. وقال المتحدث باسم حاكم الإقليم عريف نوري لوكالة الأنباء الألمانية إن الانتحاري نفذ الهجوم في الساعات الأولى من صباح الإثنين، ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم.
وأعلنت طالبان السبت وقفا للهجمات على قوات الحكومة، لمدة ثلاثة أيام، خلال عيد الفطر، وحسب "أسوشيتد برس" فإن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها الحركة وقفها لهجماتها، منذ الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001.
وقتل حاكم منطقة خوزستان في ولاية فرياب مع 8 آخرين في كمين ليلا، حسب ما أكد المتحدث باسم الحاكم جواد بيدار لوكالة الصحافة الفرنسية متهما طالبان بشن الهجوم. وقال إن المسلحين سيطروا على المنطقة، وهو ما أكده قائد شرطة الولاية نبي جان ملا خيل.
وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن هجوم فرياب وهجوم آخر في منطقة سياد بولاية ساري بول المجاورة، حيث قال المتحدث باسم الحاكم ذبيح الله أماني إن المعارك مستمرة، وقال أماني لوكالة الصحافة الفرنسية: "الليلة الماضية هاجمت أعداد كبيرة من طالبان قرى عدة الاشتباكات مستمرة ووقعت إصابات في الطرفين"، مؤكدا "طلب مزيد من التعزيزات".
تأتي الهجمات في وقت وجه زعيم طالبان هيبة الله أخوندزاده رسالة لمناسبة عيد الفطر، وكرر مطالبة الحركة بإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، وسبق أن رفضت واشنطن تلك الدعوات، كما حذر أخوندزاده كبار رجال الدين في أفغانستان، والذين أصدروا مؤخرا فتوى تحرم الهجمات الانتحارية، من أن الولايات المتحدة وحلفاءها يستخدمونهم "لمصلحتهم".
وتتزامن الرسالة مع زيارة يجريها قائد القوات المسلحة الباكستانية الجنرال قمر جواد باجوا إلى كابل.
أرسل تعليقك