أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، السبت، على أن الانتخابات التي شهدتها بلاده وجّهت "رسالة واضحة للمتطرفين"، في إشارة إلى حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (تواصل) المعارض، الذي يمثل فرع جماعة "الإخوان المسلمين" في موريتانيا.
وخاطب ولد عبدالعزيز، الصحافيين، بعد أن أدلى بصوته في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية، التي نظمت السبت في 129 دائرة انتخابية، لم يتم حسمها في الدورة الأولى التي نظمت أول سبتمبر/ أيلول الحالي، وقال إن "الشعب الموريتاني بعث رسالة واضحة للمتطرفين، مفادها أنه لا مكان لمخططاتهم الرامية إلى تدمير هذا البلد"، متهما جماعة "الإخوان المسلمين" بأنها "دمرت دولا عربية، وأساءت إلى الإسلام بصورته السمحة الناصعة، وألحقت الأذى في جميع أنحاء العالم".
وأوضح ولد عبدالعزيز أن نتائج الدورة الأولى من الانتخابات "حملت رسالة واضحة إلى المتطرفين"، مشيرا إلى أن الشعب الموريتاني قال كلمته بأن "هؤلاء لا مكان لهم في هذا البلد".
ويقصد الرئيس الموريتاني الحزب السياسي المعارض، الذي يمثل جماعة "الإخوان المسلمين" في موريتانيا، التي تحالفت مع حزب معارض آخر، أسسه قياديون سابقون في حركة انفصالية تدعى "أفلام"، تطالب بانفصال الجنوب الموريتاني لإقامة دولة خاصة بالزنوج.
وارتفعت في موريتانيا، خلال الأسابيع الأخيرة، مطالب عديدة بحل حزب "تواصل" ذي المرجعية الإسلامية، ومن ضمن المطالبين بهذا القرار مسؤولون في الحكومة، وقياديون في حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم.
ويعتقد أصحاب هذه المطالب بأن الحزب "متطرف وإرهابي"، على غرار بقية فروع جماعة "الإخوان المسلمين"، وهي وجهة النظر نفسها التي أعلن عنها الرئيس الموريتاني نهاية أغسطس/ آب الماضي حين قال إنه "لا فرق بين الإسلام السياسي والإرهاب، ولا حدود فاصلة بينهما".
ورفضت قيادات في الحزب الإسلامي هذه التهم، وقالت إن جميع الموريتانيين يعرفون أنهم "حزب وسطي معتدل في الطرح"، وهو موقف ساندتهم فيه أحزاب المعارضة الديمقراطية التي اتهمت النظام الحاكم بمحاولة تصفية خصومه السياسيين بحجة "الإرهاب".
واكتسح حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم نتائج الدورة الأولى من الانتخابات، وحقق 67 مقعدا برلمانيا و4 مجالس جهوية، وما زال ينافس في الدورة الثانية على 22 مقعداً برلمانياً، و9 مجالس جهوية أخرى.
واستطاعت أحزاب المعارضة أن تحقق قرابة ثلاثين مقعدا برلمانيا، ولا تزال تنافس في العديد من المجالس الجهوية وبعض الدوائر النيابية. لكنها تسعى بقوة للفوز برئاسة المجلس الجهوي للعاصمة نواكشوط، الذي يتمتع برمزية سياسية وسيادية مهمة.
وقال الرئيس الموريتاني في حديثه أمام الصحافيين، إنه يشكر الشعب الموريتاني "على الجو الذي دارت فيه هذه الاستحقاقات، وما اكتنفها من هدوء واستقرار، ينم عن تعلق هذا الشعب بقيم الديمقراطية وتشبثه بموريتانيا آمنة، مزدهرة ومستقرة"، واصفا النتائج التي حققها الحزب الحاكم بأنها "باهرة، وتعكس الاهتمام بالمشاريع التي أنجزت، وتلك التي لا تزال قيد الإنجاز".
وأضاف ولد عبدالعزيز موضحا أن "قراءة بسيطة لهذه النتائج تترجم توجه الشعب الموريتاني نحو التنمية، وتمسكه بما تحقق لصالحه ولمصلحة حاضر ومستقبل البلاد، كما تعكس تشبث الشعب الموريتاني بالديمقراطية، السبيل الوحيدة لتقدم الشعوب وتنميتها واستقرارها".
وخلص في تصريحاته إلى القول إنه "يتمنى أن يستمر هذا المسار بما يحقق الأهداف المرجوة في الشوط الثاني"، علما بأن الهدف الأول للرئيس والحزب في الشوط الثاني من الانتخابات هو الحصول على أغلبية برلمانية من خلال الفوز باثني عشر مقعداً برلمانياً، بالإضافة إلى النصر في مدينتي نواكشوط وأزويرات، حيث يحتدم التنافس بشدة مع ائتلاف أحزاب المعارضة.
يذكر أن الدورة الثانية من الانتخابات التي أقيمت السبت، شهدت انخفاضا في مستوى الإقبال، وذلك بسبب تراجع مستوى التنافس بالمقارنة مع الدورة الأولى، التي شارك فيها ما يزيد على ستة آلاف مرشح وقرابة مائة حزب سياسي.
وتشير التوقعات الأولية الصادرة عن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات إلى أن نسبة المشاركة في الدورة الثانية ستنخفض بشكل كبير، وذلك بالمقارنة مع الدورة الأولى التي وصلت فيها إلى 73 في المائة.
أرسل تعليقك