جوبا - سليم كرم
دعت الترويكا الغربية أطراف النزاع في جنوب السودان، إلى إنهاء الأعمال القتالية لتأكيد التزامها بمنتدى إحياء اتفاق السلام الذي تنظمه الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في دول شرق أفريقيا (إيقاد)، والمتوقع عقده خلال منتصف الشهر الحالي في أديس أبابا.
وقالت دول الترويكا التي تضم الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة البريطانية، والنرويج، في بيان مشترك، إنها تشعر بالقلق البالغ بسبب الأزمات الاقتصادية والأمنية والإنسانية في جنوب السودان. وشددت على أن الأزمة سببها القادة السياسيون ونزاعهم حول السلطة. وقال البيان في أعقاب زيارة قام بها أعضاء من دول الترويكا إلى أوغندا، وإثيوبيا، وكينيا وجنوب السودان أخيراً لدعم جهود عملية السلام التي تقودها منظمة "إيقاد"، إن منتدى إعادة إحياء عملية السلام فرصة حاسمة لإحراز تقدم سريع. وحمل البيان جميع أصحاب المصلحة مسؤولية المشاركة في العملية على أن يكونوا منفتحين على حل توفيقي حقيقي.
وأضاف: "يجب على جميع الأطراف أن تضع حداً للأعمال العدائية كدليل على الالتزام بالمنتدى الذي ستنظمه دول إيقاد في منتصف ديسمبر /كانون الأول الحالي". وشددت على حكومة جنوب السودان أن تتوقف عن السعي لتحقيق نصر عسكري والوفاء بوعدها في إنهاء كل العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية، ودعت في الوقت ذاته المعارضة المسلحة إلى إنهاء جميع الأنشطة العسكرية ورفع القيود التي تمنع وصول المساعدات للمتضررين من الحرب.
ودعا بيان الترويكا جميع الأطراف إلى التفاوض بحسن نية والعمل على تعديل أجزاء في اتفاقية السلام الموقعة في أغسطس /آب 2015، وخصوصاً الأجزاء التي لم تعد تعكس الواقع الراهن في جنوب السودان، وعلى وجه الخصوص المجالات المتصلة بتقاسم السلطة، والجداول الزمنية المتعلقة بالاتفاقية والترتيبات الأمنية الانتقالية.
ومن جهة ثانية، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس، أن جنوب السودان سينضم إلى هذه الاتفاقية، ليبقى هناك في العالم 3 دول لم توقع عليها. وقال المسؤول الكبير في وزارة خارجية جنوب السودان موزيس اكول أغاوين، أمام الاجتماع السنوي للمنظمة في لاهاي، إن بلاده "ليس لديها أي سبب لتبقى جانباً". وأضاف أن جوبا أنجزت عملياً الإجراءات التي تتيح لها أن تصبح عضواً في هذه المنظمة، بحسب بيان صادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وبذلك تبقى مصر وإسرائيل وكوريا الشمالية الدول الوحيدة التي لم توقع بعد على الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ عامي 1997.
وأضاف أغاوين أن "صور ضحايا الأسلحة الكيميائية تجعلنا جميعاً نقدر بشكل إضافي أهداف وغايات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية". وتابع: "لذلك نحن في جنوب السودان نرغب في أن نكون دون تحفظ طرفاً مشاركاً في الأهداف النبيلة لهذه المنظمة العظيمة". ورحب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومغو بهذه الخطوة، قائلاً: "اليوم نحن نقترب أكثر من عضوية عالمية". ودعا كل الدول الأخرى، التي لم تنضم بعد إلى الاتفاقية - مصر وإسرائيل وكوريا الشمالية، "إلى أن تتوحد مع بقية العالم من أجل القضاء على كل الأسلحة الكيميائية بشكل نهائي". ووقعت 192 دولة على الاتفاقية وتم تدمير أكثر من 96 في المائة من مخزون الأسلحة الكيميائية في العالم تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
أرسل تعليقك