حزب العدالة والتنمية المغربي يقاطع مناظرة حول وضع الحسيمة
آخر تحديث GMT15:22:26
 العرب اليوم -

حزب "العدالة والتنمية" المغربي يقاطع مناظرة حول وضع الحسيمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حزب "العدالة والتنمية" المغربي يقاطع مناظرة حول وضع الحسيمة

أحداث الحسيمة في المغرب
الرباط ـ عادل سلامه

قاطع حزب "العدالة والتنمية" في جهة طنجة تطوان الحسيمة بالمغرب، أعمال المناظرة الوطنية حول الوضع في الحسيمة، التي عقدت أمس الجمعة في مدينة طنجة. وقال الحزب إنه غير معني بهذه المناظرة لأنها معزولة عن سياقها، وغير واضحة الخلفيات والأهداف.  أوضح في بيان له، أن تنظيم هذه المبادرة، التي دعا إليها إلياس العماري، الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" المعارض، ورئيس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، "يعد هروباً من مأزق سياسي لمنظمها، وتهرباً من تحمل المسؤولية السياسية، وتغطية على الارتباك في التعامل مع الوضع بإقليم الحسيمة"، مشيراً إلى أن هذه المناظرة محاولة للتغطية على الفشل في تدبير شؤون الجهة وباقي الجماعات الترابية بإقليم الحسيمة، علماً بأن الحزب المهيمن على تدبير البلديات والجماعات القروية في إقليم الحسيمة هو "الأصالة والمعاصرة".

وقال الحزب إن ما "تشهده الحسيمة من احتجاجات واحتقان اجتماعي يتجاوز تنظيم مناظرة غير واضحة الخلفيات والأهداف"، مضيفاً أن "الوضعية المتأزمة بالحسيمة بلغت درجة من التعقد أصبحت فيها المنطقة في حاجة ماسة إلى مبادرات سياسية حقيقية، ومقاربات اجتماعية وتنموية ناجعة وفعالة". ومنذ الإعلان عن تنظيم المناظرة لم يتوقف الجدل بشأنها، حيث قرر مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف لحقوق الإنسان، بدوره مقاطعة المناظرة، رداً على الانتقادات التي وجهها العماري للحكومة ورئيسها الحالي والسابق، المنتميين للحزب ذاته، وتحميل الجميع مسؤولية الاحتجاجات التي اندلعت في المنطقة قبل 8 أشهر.

كما أعلن "الائتلاف المغربي لحقوق الإنسان"، الذي يضم 22 جمعية حقوقية، مقاطعته المبادرة، فيما لم ترغب عائلات عدد من المعتقلين في تلبية دعوة الحضور للمناظرة التي يسعى أصحابها إلى الخروج بحلول للأزمة التي تعرفها المنطقة، مع تواصل الاحتجاجات المطالبة بالعدالة الاجتماعية وإطلاق سراح المعتقلين.
وفي غضون ذلك، قال محمد السريفي، منسق المبادرة الوطنية حول الوضع في الحسيمة، إن إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي تعرفها منطقة الريف ستكون أبرز توصية ستخرج بها المناظرة الذي يفترض أن تختتم أشغالها ليلة أمس.وأوضح السريفي لـ"الشرق الأوسط" أن عدداً من الوزراء أكدوا حضورهم المناظرة، بينهم محمد أوجار وزير العدل، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، ومحمد ساجد وزير السياحة، ونور الدين بوطيب الوزير المنتدب في وزارة الداخلية، كما وجهت الدعوة إلى سعد الدين العثماني رئيس الحكومة.

وقال السريفي إن جل توصيات المناظرة ستصب في تنفيذ مطالب سكان الريف في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومجال حفظ الذاكرة نظراً لخصوصية المنطقة، والدعوة إلى تنفيذ الجهوية الموسعة، مشدداً على أن إطلاق سراح المعتقلين يعد مدخلاً أساسياً لحل المشكل، وعده صرخة وطن عبرت عنها مسيرة التضامن الذي نظمت الأحد الماضي في الرباط، وزاد قائلاً: "لا نريد عودة سنوات الرصاص من جديد... نريدها أن تظل وراءنا".

وتعليقاً على مقاطعة حزب "العدالة والتنمية" المناظرة، وكذا عائلات المعتقلين، قال السريفي إن هدف المناظرة هو الاستماع والإنصات للجميع، وتقديم اقتراحات لإيجاد الحلول، وهي غير موجهة ضد أي حزب، ورأى أن المقاطعة غير مبررة لأنها رفض للحوار الهادئ والعقلاني الذي سعت إليه المبادرة.أما بشأن مقاطعة عائلات المعتقلين، فقال إن بعضها سيحضر المناظرة، فيما عزا رفض آخرين الحضور إلى الوضع الأمني بالمنطقة، وتخوفهم من تبعات تنقلهم من الحسيمة إلى طنجة في ظل ما تشهده المدينة من احتجاجات.

وكانت المحكمة الابتدائية في الحسيمة قد قضت، الأربعاء، بالسجن النافذ مدة 18 شهراً في حق 25 معتقلاً، بينما أصدرت أحكاماً بالسجن غير النافذ، تتراوح مددها ما بين شهرين وستة أشهر، إضافة إلى أداء غرامة مالية بالنسبة لسبعة أشخاص. وتخصّ أحكام السجن النافذ من كانوا يتابعون في حالة اعتقال، في ما تخصّ أحكام السجن الموقوف التنفيذ من كانوا يتابعون في حالة سراح، ووُجهت للمتابعين تهم متعددة، منها العصيان ورشق القوات العمومية بالحجارة.

وكان هؤلاء المدانون قد أوقفوا قبل أكثر من أسبوعين، خلال صدامات دارت بين محتجين وقوات الأمن أثناء محاولتها اعتقال زعيم هذه التحركات الاحتجاجية ناصر الزفزافي الذي اعتقل في 29 مايو/أيار. وأشار تقرير ميداني أعدته جمعيات حقوقية إلى أن المعطيات التي توفرت عن الاحتجاجات لا تؤشر على وجود تيار انفصالي ضمن الحركة الاحتجاجية في الحسيمة، بيد أنه شدد على أنه لا مجال لاستبعاد بشكل مطلقٍ وجود مخططات خارجية محتملة لأطراف قد تهدف إلى الرغبة في إزاغة قطار الحركة الاحتجاجية المطلبية بالريف عن سكته خدمةً لأجندات ومصالح غير معلنة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب العدالة والتنمية المغربي يقاطع مناظرة حول وضع الحسيمة حزب العدالة والتنمية المغربي يقاطع مناظرة حول وضع الحسيمة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"

GMT 16:01 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تخوض تجربة جديدة وتعلن سبب غيابها سينمائياً

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين من التوجه إلى الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab