أنباء عن تفاهمات في سوتشي لإنقاذ محور آستانة
آخر تحديث GMT07:59:44
 العرب اليوم -

أنباء عن "تفاهمات" في سوتشي لإنقاذ "محور آستانة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أنباء عن "تفاهمات" في سوتشي لإنقاذ "محور آستانة"

المؤتمر الصحافي المشترك للرؤساء الثلاثة " قمة سوتشي "
موسكو ـ ريتا مهنا

تباين المواقف بين روسيا وإيران وتركيا حال دون التوصل في قمة سوتشي إلى اتفاقات لإنهاء الوضع الحالي في إدلب، وحسم مسألة تطلعات تركيا لإقامة منطقة عازلة على الشريط الحدودي.
وحافظت الأطراف في التصريحات العلنية التي برزت خلال المؤتمر الصحافي المشترك للرؤساء الثلاثة على مواقفها السابقة، ما أسفر عن تراجع موسكو عن اللهجة القوية التي طغت خلال الأسابيع الأخيرة، حول ضرورة القيام بعمل عسكري حاسم لتقويض «الوجود الإرهابي» في محافظة إدلب.

وبدا أن موسكو وطهران وافقتا على إرجاء الحسم العسكري بهدف عدم السماح بزعزعة تماسك «محور آستانة» فيما سارت أنقرة في المقابل خطوة للاقتراب من موقفي روسيا وإيران عبر تصريحات أكدت على «أهمية بسط سيطرة الدولة السورية على كل أراضيها». كما أظهرت مرونة في التعامل مع اقتراح روسيا بالعودة إلى اتفاق أضنة الموقع بين دمشق وأنقرة في العام 1998، تاركة المجال مفتوحا لـ«مناقشة هذا الموضوع لاحقا».

أقرأ يضًا

- روسيا تعيد من العراق 27 طفلاً من أبناء الجهاديات الروسيات المحتجزات

أظهرت نتائج قمة سوتشي، هشاشة محور آستانة ووضعت أسئلة جديدة حول تضارب الأولويات عند أركانه بشكل بدا ملحوظا أكثر من أي وقت مضى، برغم أن الأطراف الثلاثة تعمدت التركيز على الأهمية الكبرى للمحافظة على مسار آستانة، حتى إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذهب أبعد من ذلك، عندما أشار إلى استعداد لتوسيع الحضور الإقليمي والدولي فيه من خلال «ضم أطراف أبدت اهتماما بالمشاركة في اجتماعاته بصفة مراقبة».

الاختلاف الكبير في الأولويات والمداخل، برز ليس على صعيد إدلب أو المنطقة العازلة وحسب، وفي حين كان تركيز الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على ضرورة «ملء الفراغ الذي سوف يحدثه الانسحاب الأميركي من مناطق الشمال وعدم السماح بتحول المنطقة إلى ممرات عبور للإرهابيين، ذهب التركيز الروسي والإيراني إلى حتمية بسط السلطات السورية سيطرتها الكاملة على كل المناطق.

كان إردوغان مهتما بدعوة إيران وروسيا لحمل النظام على احترام وقف النار وعدم السماح بتفجير الموقف في إدلب، بينما انصرف الرئيس حسن روحاني إلى الشكوى من أن المجتمع الدولي لم يدن كما يجب الضربات الإسرائيلية على سورية ، وهو أمر لم يعلق عليه أبدا الطرفان الروسي والتركي. وأفرد روحاني مساحة خاصة لمواجهة تداعيات اجتماع وارسو، وهاجم بشدة واشنطن، بينما دافع بوتين عن الرئيس دونالد ترمب وقال إنه يفي بوعوده الانتخابية وحمل خصومه الداخليين مسؤولية تعثر خطواته.

حال من التباين الواسع حول الأحداث الدائرة في محيط محور آستانة برزت، وسط غياب الرؤية المشتركة «لملامح التسوية النهائية» التي وعدت موسكو بأنها ستكون بين قضايا البحث في القمة. لم تفلح النقاشات التمهيدية الثنائية التي سبقت القمة الثلاثية والتي طالت أكثر من ضعفي المدة المقررة لها، في الخروج برؤية موحدة للقضايا المطروحة على الطاولة.

ما زالت موسكو برغم إرجاء الحديث عن عملية عسكرية في إدلب تفضل الحسم العسكري، و«الإرهابيون لن يفروا من العقاب» كما توعد بوتين، بينما تفضل أنقرة التريث في حسم موضوع إدلب لأنها ورقة رابحة لاستكمال ترتيباتها في الشمال، وفقا لتحليل خبير روسي رأى أنه في الوقت ذاته تفضل تركيا عدم التسرع في الاستجابة لطلب موسكو بفتح قنوات اتصال مع النظام بهدف تحقيق أوسع مكاسب سياسية لاحقا من هذه الخطوة، ولمنع تسريع طرح مسألة وجودها العسكري على الأراضي السورية من جهة أخرى.

لكن، وسط هذا المشهد من التباين، برزت معطيات أمس، إلى أن خلف قرار إرجاء الحسم في إدلب، وتأجيل النقاش حول المنطقة الآمنة في الشمال، تفاهمات معينة لم تشأ الأطراف الثلاثة أن تعلن عنها في المرحلة الراهنة. ورأى مصدر روسي أن تراجع موسكو عن لهجتها القوية حيال الحسم العسكري في إدلب ترافق مع تركيز بوتين على «خطوات محددة» ستقوم بها الأطراف، بهدف مواجهة الإرهاب ودفع التسوية. مشيرا إلى أن هذه العبارة تخفي وجود تفاهمات دفعت موسكو إلى تخفيف لهجتها، ومنحت الرئيس التركي في الوقت ذاته الفرصة ليظهر وكأنه «أنقذ إدلب مرة أخرى من عملية عسكرية كارثية لجهة عواقبها الإنسانية والسياسية».

وتحدث خبراء عن «مقاربة أخرى» لمعالجة الوضع في إدلب، تم وضع ملامحها الأساسية، وهو ما عبرت عنه بوضوح كلمات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بعد القمة مباشرة عندما أشار إلى أن «المحادثات حول إدلب كانت بناءة ومفيدة جدا».

ورغم أن موسكو تجنبت أمس، توضيح هذه التصريحات، لكن تعليقات خبراء أشارت إلى «النهج الذي تسير عليه الأطراف الثلاثة يحتاج ضبطا دقيقا. روسيا وتركيا وإيران ما زالت تعتمد على بعضها البعض في هذا الصدد».

وربط خبير قريب من الخارجية بين مساعي تسوية الوضع في إدلب، مع رزمة من القضايا الأخرى العالقة و«حل الوضع في إدلب يرتبط إلى درجة بعيدة بمشكلة الشمال الشرقي؛ حيث توجد القوات الكردية والتقدم في منطقة ما مستحيل دون إحراز تقدم في منطقة أخرى».

وفي حال صحت المعطيات عن توصل الأطراف إلى تفاهمات غير معلنة في سوتشي، فإن ذلك «لا يلغي أن التناقضات في الأولويات ما زالت هي الطابع المسيطر على هذا المحور»، لكنها تؤكد مجددا أن مسار آستانة ما زال يوفر منصة مريحة للبلدان الثلاثة، لذلك ثمة حرص على التمسك به، وعدم السماح بنقل الخلافات إلى العلن، فضلا عن التسرع بالإعلان عن تفاهمات قبل وضعها على طريق التنفيذ.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- "هيئة تحرير الشام" تعتقل أكثر من 15 شخصاً على أحد معابر محافظة إدلب

- عدة انفجارات تهزُّ مناطق الريف الغربي لمحافظة إدلب ناجمة عن غارات جوية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنباء عن تفاهمات في سوتشي لإنقاذ محور آستانة أنباء عن تفاهمات في سوتشي لإنقاذ محور آستانة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"

GMT 17:13 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

4 ثنائيات تجتمع مجددًا بعد غياب في موسم دراما رمضان 2025

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 22:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع ديكور يمكنك إضافتها لمنزل أكثر دفئا في الشتاء

GMT 07:45 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab