الخرطوم - العرب اليوم
أكدت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة، أمس، أن المحكمة ستستمر في مطالبة الحكومة الانتقالية في السودان بتسليمها كل المتهمين الذين صدرت بحقهم أوامر قبض في الجرائم التي ارتكبت في إقليم دارفور، ليمثلوا أمامها، أسوة بالمتهم علي كوشيب، أحد قادة ميليشيا «الجنجويد»، الذي بدأت محاكمته، داعية كل الجهات ذات الصلة إلى تقديم العون للمحكمة لإنجاز مهمتها في دارفور.
وبدأت بنسودة، أمس، زيارة لإقليم دارفور، غرب السودان، الذي شهد وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، يُتهم فيها الرئيس السوداني المعزول عمر البشير وعدد من كبار المسؤولين في النظام المعزول.
وتأمل المدعية العامة للجنائية الدولية قبل انتهاء فترتها في منتصف يونيو (حزيران) المقبل، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السودانية على آليات مثول المتهمين في جرائم دارفور. واستهلت زيارتها بولاية شمال دارفور حيث عقدت اجتماعاً مع حاكم الولاية محمد عربي وعدد من أعضاء حكومته، بحث التعاون بين الجانبين لتقديم مرتكبي الجرائم كافة إلى العدالة الدولية.
وقالت بنسودة في تصريحات صحافية إن وجودها في دارفور «حلم تحقق بعد 16 عاماً من إحالة مجلس الأمن الدولي قضية دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية». وأقرت بالصعوبات التي واجهت المحكمة في سعيها لتحقيق العدالة لأسر الضحايا، ووصلت في بعض الأحيان إلى التوصية بترك الأمر برمته، وأن ذلك الموقف انعكس في عدم حصول المحكمة على الدعم اللازم لمتابعة قضية العدالة في دارفور. وأكدت أنه «لولا دعم وثقة ذوي الضحايا للمحكمة لما وصلت القضية إلى هذه المراحل». وأشادت بالتعاون مع الحكومة الانتقالية في سبيل تقديم الجناة إلى العدالة.
وأكد حاكم ولاية شمال دارفور التزام الحكومة بما تم الاتفاق عليه مع الحركات المسلحة في محادثات السلام بشأن مثول كل المتهمين المطلوبين أمام العدالة، متعهداً وضع إمكانات الولاية كافة لتحقيق هذا الهدف. وقال إن المحكمة الجنائية الدولية تمثل واحدة من آليات تحقيق العدالة الدولية والوطنية والمحلية، مشيراً إلى الإصلاحات الهيكلية التي تقوم بها الحكومة الانتقالية في المجالين القضائي والعدلي لاستدامة تحقيق العدالة. ووصف عربي زيارة المدعية العامة بأنها «يوم تاريخي لضحايا حروب الإبادة الجماعية في دارفور».
وتستغرق زيارة بنسودة لإقليم دارفور يومين، وتشمل ولايتي وسط وغرب دارفور أيضاً، وتلتقي خلالها بالمسؤولين في حكومتي الولايتين، كما تسجل زيارة لمعسكرات النازحين، تعود بعدها إلى الخرطوم للقاء المسؤولين في الحكومة الانتقالية.
ودعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي لدى لقائه المدعية الجنائية بالخرطوم، أول من أمس، السلطات إلى الإسراع بالتعاون مع المحكمة الجنائية وتسليمها كل المجرمين المتهمين بالجرائم ضد الإنسانية، وعلى رأسهم البشير، ووزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين وأحمد هارون للمحكمة للحاق بالمتهم علي كوشيب.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية وجّهت 31 تهمة ضد كوشيب بارتكاب «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية ضد المدنيين» في مناطق بشمال إقليم دارفور عامي 2003 و2004. وتعد زيارة بنسودة الثانية للسودان خلال أشهر، لإجراء محادثات مع المسؤولين في الحكومة السودانية، بشأن آليات مثول المطلوبين الذين تحتجزهم السلطات بسجن كوبر في الخرطوم على ذمة قضايا جنائية، أمام المحكمة الدولية.
قد يهمك ايضا:
الشرطة السودانية تفرق إفطاراً جماعياً لعناصر محسوبة على النظام السابق وتقبض على 12 منهم
رئيس وزراء السودان يعفي وزراء الحكومة الانتقالية من مهامهم
أرسل تعليقك