طهران ـ مهدي موسوي
تراجع الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني عن عدد من مواقفه قبل موعد الانتخابات. ودفع في أول مؤتمر صحافي بعد الانتخابات باتجاه التهدئة مع "الحرس الثوري" بدفاعه عن برنامج الصواريخ الباليستية ودور قواته الاستشارية في سورية والعراق، لكن في الوقت ذاته شدد على أن الإيرانيين منعوا تدخل "الحرس الثوري" و"الباسيج" في الانتخابات، متوعدا بمواجهة أجهزة غير حكومية في الاقتصاد عبر الشفافية، كما انتقد سياسات واشنطن في المنطقة، وقال إنه "لا يمكن لأي دولة أنه لا يمكن ثبات الأمن في المنطقة من دون إيران".
وتحدث روحاني أمس الاثنين بنبرة معتدلة عن "الحرس الثوري" مقارنة بالأيام القليلة التي سبقت الانتخابات، بقوله إن الشعب الإيراني رفض تنزيل مكانة المرشد والحرس الثوري والباسيج لأنها ملك جميع الإيرانيين، مضيفا أن الشعب يحب القوات المسلحة لكنه يرفض أن يتحول جهاز وطني إلى جهاز حزبي. أوضح روحاني من دون أن يذكر اسم الجهاز العسكري أنه وأجهزة أخرى مثل القضاء وهيئة الإذاعة والتلفزيون تخوض حربا بالوكالة ضده بالنيابة عن المحافظين، وقال مخاطبا الحرس الثوري: "أتريدون الأجهزة الثقافية ووكالات الأنباء؟ أتريدون امتلاك شركات اقتصادية؟ نحن لا نعارض لكن لا تضايقوا الشعب.
وحاول روحاني مسك العصا من الوسط عندما تراجع عن موقفه المنزعج من البرنامج الصاروخي ومخاوفه تطرق لها خلال حملته الانتخابية من تأثير المناورات الصاروخية على مسار الاتفاق النووي. وقال روحاني مخاطبا المسؤولين الأميركيين إن إيران ستجري تجارب صاروخية عندما تشعر بحاجة إلى ذلك ولن تنتظرهم. نحن وافقنا على الاتفاق النووي والقرار 2231 حتى لا نخسر قوتنا الدفاعية. وزعم روحاني أن صواريخ إيران من أجل السلام مضيفا: "لو لم تصنع الصواريخ يرتكب البعض أخطاء في الحسابات مثلما السابق واثأروا الفوضى في المنطقة".
وردا على سؤال حول حلوله لمواجهة تدخلات أجهزة غير حكومية في التدخل بالاقتصاد قال إن يتطلع إلى مشاركة الشعب في الاقتصاد والثقافة والقضايا الاجتماعية فضلا عن تأكيده على الشفافية وتقديم تقارير شفافة إلى الشعب. في نفس الصدد، انتقد روحاني ضمنيا مناقشة وثيقة اليونيسكو 2030 التعليمية في الانتخابات من دون أن يشير إلى اسم المرشد الإيراني علي خامنئي، معتبرا أن النقاش حول الوثيقة محاولة لضرب علاقته بالإيرانيين، وذكر: حاولوا أن يقولوا إن وثيقة 2030 ضد الدين، لا لم نوقع أي وثيقة، ولفت روحاني إلى أن حكومة اعتبرت أن الوثيقة تعارض الدين والأخلاق والثقافة وأنها مرفوضة.».
وتهكم روحاني من تحالف منافسه المحافظ إبراهيم رئيسي ومغني الراب أمير مقصود لو المعروف بـ"تتلو". وردا على سؤال حول مستقبل الموسيقى في ظل وعوده بتخفيف القيود عن الحريات الاجتماعية قال: "واحدة من حسنات الانتخابات هذا العام تصالح الجميع في الموسيقى لكننا لا نقبل موسيقى بمستوى ركيك البعض يعتقد أنها جيدة".
وأعرب روحاني عن استعداد بلاده لإقامة علاقات وثيقة مع الدول العربية والإسلامية قائلا إن "إيران ليست بلداً يستفز بجملة واحدة". كما انتقد قمة الرياض بين أميركا وأكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، واعتبرها استعراضية وفاقدة للقيمة السياسية. وزعم أن مستشاري ودبلوماسيي بلاده وقفوا إلى جانب سورية والعراق في مواجهة الإرهاب، مشدداً على أن إيران ستواصل دورها بقوة، وأنها مستعدة لتقديم الدعم لدول أخرى في المنطقة، على غرار سورية والعراق. وأضاف أنه لا يمكن لأي طرف أن يدعي ثبات الأمن في المنطقة من دون إيران.
وفي تعليقه على مواقف إدارة ترامب من إيران أشار روحاني بأصابع الاتهام إلى قادة في المنطقة وقال إنهم "يقدمون استشارة خاطئة لأميركا التي لا تعرف شيئا عن المنطقة" على حد تعبيره. وحول برامج إدارته لرفع العقوبات غير النووية التي وعد بها خلال الحملات الانتخابية، رهن روحاني ذلك بالتماسك والوحدة الداخلية ودعم المرشد الإيراني علي خامنئي، وقال إن "ممكن وإذا توجد عزيمة سنتخذ خطوات إلى الأمام". وقال إن سياسة حكومة التواصل مع العالم وإنه لا طريق للتقدم غير السلام والاستقرار، مضيفا أن أميركا هي من بدأ العداء مع إيران بعد ثورة 1979.
أرسل تعليقك