كشف رئيس الحكومة حيدر العبادي تفهمه لحجم الغضب لدى الأهالي الذين هاجموه بالحجارة والقناني عقب اطلاعه على موقع التفجير الانتحاري الذي ضرب العاصمة بغداد، معلنًا الحداد العام في العراق لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا التفجير المتطرف.
وأضاف العبادي، في بيان له، "أؤكد لأبناء شعبنا العزيز أن من واجبي الوطني والأخلاقي، ومن موقعي كقائد عام للقوات المسلحة ورئيس للوزراء، تفقد أحوال المواطنين في جميع الظروف وبالأخص زيارة مواقع التفجيرات المتطرفة التي تستهدف المواطنين والتواجد في الخطوط الأمامية وميدان المعركة مع المقاتلين المضحين الأبطال". وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن من "الخطأ الفادح عدم تواجد المسؤولين في مثل هذه المواقف والأحداث التي لا ينبغي أن يتنصل فيها المسؤول عن مسؤوليته وواجبه مهما كانت النتائج"، وتابع "لم اتردد لحظة في الحضور الميداني وفي مواقع الاعتداءات الإرهابية إسوة بالعراقيين الذين يدافعون عن وطنهم ويضحون بحياتهم، ولست إلا أحدهم وأقدم حياتي فداءً للعراق وشعبه".
وتابع العبادي، "اتفهم مشاعر الانفعال والتصرف الذي صدر في لحظة حزن وغضب من بعض أبنائي الأعزاء التي رافقت زيارتي لمنطقة الكرادة، الأحد، من أجل الوقوف ميدانيًا على الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها ومواساة أبنائها ومشاطرتهم أحزانهم في هذه الفاجعة الأليمة التي جاءت لتسلب فرحة العراقيين بانتصارات أبنائهم بهزيمة داعش المنكرة في الفلوجة".
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام عديدة، نقلت مشاعر "الغضب والسخط" التي قوبل بها موكب العبادي، خلال زيارته موقع التفجير في منطقة الكرادة، ما أدى إلى سرعة مغادرته المكان، كما أظهرت اللقطات المصورة. وفي غضون ذلك ،ذكر بيان لمكتبه "ببالغ الحزن والألم والمواساة ننعى شهداء فاجعة التفجير الآثم والغادر والجبان في الكرادة الشرقية ببغداد، حيث قضى عشرات من أبناء شعبنا العزيز نحبهم صابرين ومحتسبين، وبهذا المصاب الجلل نعلن الحداد العام في عموم البلاد لثلاثة أيام اعتبارًا من هذا اليوم". وكانت سيارة ملغومة يقودها انتحاري انفجرت في ساعة متأخرة من ليلة السبت في منطقة الكرادة وسط بغداد أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين فضلًا عن احتراق عدد من المحال التجارية والسيارات القريبة من الحادث.
وتبنى تنظيم "داعش" المتطرف مسؤوليته عن التفجير الانتحاري. وذكر مصدر أمني لـ"العرب اليوم" أن 83 قتيلًا و157 جريحًا حصيلة ضحايا تفجير الكرادة". وتعد الكرادة مركزًا تجاريًا حيويًا وسط بغداد وتبقى فيه حركة المواطنين كثيفة حتى ساعات الفجر من كل يوم.
وشنّ رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، الأحد، هجومًا لاذعًا ضد وزير الداخلية محمد الغبان، قائلًا إن "وزير الداخلية محمد سالم الغبان، عمل على إضعاف أمن العاصمة بغداد من خلال إضعاف استخبارات الوزارة"، متهمًا اياه "بنقل وإحالة الاكفاء من عناصر الاستخبارات والشؤون، وجلب بدلاء غير مهنيين على أساس الولاءات".
واضاف الزاملي، أن "الغبان انشغل بالصراعات الجانبية وبخلافاته مع قائد عمليات بغداد ومع لجنة الأن والدفاع النيابية، ومحافظة بغداد وترك أمن المواطن المسكين"، عادا أن " هكذا وزراء أمنيين فاشلين لا يمكن لهم حفظ أمن الناس". واستغرب الزاملي، عدم "اتخاذ وزير الداخلية أي ردة فعل مقابل ما حدث في الكرادة من تفجير، متهمًا الغبان بسرقة انتصارات القوات الأمنية من خلال الإسراع لالتقاط الصور وتجييره لنفسه.
وأوضح رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن تفجير الكرادة حدث في قاطع الشرطة الاتحادية وهو مسؤولية الداخلية، متسائلًا بالقول "ما هو دور الوزير وإجراءاته، وهل هو وزير سياحة أم وزير ثقافة". واتهم الزاملي، وزير الداخلية "بعدم نصب عجلات كشف المتفجرات التي كلفت الدولة ملايين الدولارات والتي تم دفع كل مبالغها إلى أميركا، مؤكدًا أن العجلات ما تزال في مخازن الوزارة. وتابع الزاملي، أن "البرلمان حزم أمره باستجواب وإقالة الوزراء والقيادات الأمنية الفاشلة التي تسببت بإراقة دماء العراقيين، والتي انشغلت بأمنها وأمن أحزابها وتركت الأبرياء والفقراء عرضة للقتل".
وأدان البيت الأبيض، الأحد، تفجير منطقة الكرادة وسط بغداد وراح ضحيته العشرات من الشهداء والجرحى. وأكد في بيان له أن "الهجوم يزيد عزم واشنطن في مواجهة تنظيم داعش". وأشار البيت الأبيض "ما زلنا متحدين مع الشعب العراقي والحكومة العراقية في جهودنا المشتركة لتدمير التنظيم".
وكشفت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني في بيان لها، أن الهجوم استهدف مواطنين عراقيين أبرياء بعد يوم من الصيام في شهر رمضان الكريم" مؤكدة "وقوف الاتحاد الأوروبي مع الحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم داعش الذي تبنى هذا الهجوم. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي سيدعم الحكومة العراقية في جهودها لنشر الأمن والاستقرار في المناطق العراقية المحررة من تنظيم "داعش".
وأعربت عن تعازي الاتحاد الأوروبي لأسر الضحايا متمنية الشفاء العاجل لجرحى هذا الهجوم. وأدانت إسبانيا بأشد العبارات، الأحد، التفجير الإرهابي الذي استهدف حي الكرادة وسط العاصمة بغداد ما أسفر عن سقوط العشرات بين شهداء وجرحى. وشددت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان على تضامن إسبانيا مع الشعب العراقي ودعمها الكامل لسلطات العراق في مكافحة آفة الإرهاب فيما نقلت تعازيها العميقة لذوي الضحايا وأسرهم وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى. وأدانت مصر والأردن والكويت والعديد من الدول العربية والأجنبية والإسلامية الحادث الإجرامي الذي أوقع المئات من القتلى والجرحى.
أرسل تعليقك