بغداد ـ نجلاء الطائي
رحبت حكومة إقليم كردستان بتقرير بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" بشأن الانتهاكات التي حصلت في منطقة طوزخورماتو، وهي من المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم، أو ما تسمى بـ (المتنازع عليها)، بعد أحداث 16 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فيما اعتبرت لجنة الرد على التقارير الدولية في حكومة الإقليم أن التقرير بحاجة إلى المزيد من الدقة وينقصه الكثير من المعلومات .
وكانت المناطق الكردستانية خارج إدارة إقليم كردستان قد شهدت بعد أحداث 16 تشرين الأول الماضي انتهاكات وجرائم كثيرة ارتكبتها ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، والقوات العراقية الأخرى، وتعرض المواطنون الكرد في هذه المناطق إلى القتل والاختطاف والتهجير، إلى جانب هدم وحرق البيوت والمحلات التجارية، وغيرها من الجرائم والانتهاكات.
وبهذا الصدد أرسلت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" لجنة لها لتقصي الحقائق في طوزخورماتو، وأصدرت يوم 23 كانون الأول/ديسمبر الماضي تقريرها بشأن الموضوع، وأصدرت لجنة الرد على التقارير الدولية في حكومة إقليم كردستان اليوم الثلاثاء، رحبت فيه بتقرير "يونامي"، لكنها اعتبرت أن ما تم نشره في التقرير من أرقام "أقل بكثير جدًا من العدد الواقعي ولا يمكن اعتبار ما تم نشره تجسيدًا حقيقيا للواقع الموجود".
وأوضحت اللجنة، أن مدينة طوزخرماتو تعرضت للكثير من الضرر، حيث تم تهجير أكثر من 31000 عائلة يشكلون 100000 شخص، بالإضافة إلى تخريب أكثر من 150 بيت ومنزل ووحدة سكنية وحرق أكثر من 12 مقر حزبي ومقار للمؤسسات الإعلامية، إضافة لقتل صحفي وسرقة ونهب 19 معمل ومطعم للمواطنين ومئات المولات والمحال التجارية، وقدرت اللجنة الضرر الذي أصاب هذه المدينة بـ "ملايين الدولارات".
وأشارت لجنة الرد على التقارير الدولية في حكومة الإقليم إلى أن تقرير "يونامي"،"لم يتطرق إلى المعلومات الحقيقية كما ينبغي"، وأوضحت أن المواطنين الكرد "كانوا من المستهدفين بالدرجة الأولى" على خلاف ما ذكرت "يونامي" بأن ما حصل هو "بسبب الصراعات والتشنجات بين التركمان الشيعة والكرد"، وأن تخريب الأزقة والمناطق الكردية "جاء بشكل عشوائي من قبل سكنتها".
كما نشرت لجنة الرد على التقارير الدولية إحصائياتها حول ضحايا أحداث ما بعد 16 تشرين الأول الماضي، وأكدت أنه "تم تهجير أكثرمن (168721) شخصًا من خانقين وزمار وربيعة وتركوا بيوتهم ومناطقهم وتوجهوا نحو إقليم كردستان، حيث توجه 80111 منهم إلى أربيل و28721 إلى السليمانية و6111 إلى دهوك وزاخو بسبب تهديدات الحشد الشعبي"، مشيرة إلى أن هؤلاء بحاجة إلى إغاثة فورية وسريعة.
وأضافت اللجنة، أن المواطنين الكرد قد تعرضوا لأشكال كثيرةمن الاضطهاد في هذه المناطق من قبل ميليشيات الحشد الشعبي "كالترهيب والعنف والتهديد المباشر وغير المباشر ضد المدنيين الكرد بهدف ترك مناطقهم وبيوتهم بالاضافة إلى تحديد حركة وعمل وأنشطة المواطنين الكرد في مدينة خورماتو والتصرف بشكل غير قانوني ضد المؤوسسات الحكومية وافتعال المشاكل في العمل الإداري ومنح السلطة المطلقة لأنفسهم والعمل على أجنداتهم الخاصة"، كما أشارت إلى أن ميليشيات الحشد تستخدم الأسلحة الفتاكة وبمختلف أنواعها، حيث "يتخوف الجميع من جريمة قتل جماعي في هذه المناطق والتي من الممكن أن يتولد عنها الكثير من الضحايا عن طريق عمليات عسكرية تقوم بها هذه الميليشيات".
ونوهت لجنة الرد على التقارير الدولية إلى أن الأقلية التركمانية والشيعية في طوزخورماتو يحاولون عن طريق القوة وخلق الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، إجبار السكان الكرد على ترك مناطقهم وعدم السماح للنازحين بالعودة مرة ثانية إلى أماكن سكناهم بالترهيب و العنف.
وناشد البيان في ختامه المجتمع الدولي وضع حد لهذه الانتهاكات والعمل على تطبيع الأوضاع هناك وخلق جو ملائم لعودة سكان المنطقة إلى أماكنهم التي نزحوا منها خوفًا من تهديدات الميليشات المسلحة، كما طالبت باتخاذ الإجراءات القانونية لمعاقبة الأشخاص والأطراف التي ارتكبت جرائم بحق أهالي طوز خورماتو.
أرسل تعليقك