رام الله ـ ناصرالأسعد
حذَّرت وزارة الخارجية والمغتربون في حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية من نتائج وتداعيات التهديدات التي تصدر عن قادة الحكومة الإسرائيلية والجيش، مؤخرا، على خلفية البحث عن مخرج لأزماتهم ومآزقهم في أعقاب نتائج الصدامات العسكرية مع قطاع غزة واستقالة وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، واعتبرت التصريحات "الحربجية والعنصرية" مقدمة لارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين
وقالت الوزارة الفلسطينية، في بيان رسمي لها، إن القادة الإسرائيليين يفتشون عن «مخرج لهم من المأزق الذي أوجد الاحتلال نفسه فيه، وبخاصة بعد موافقته على وقف العدوان الأخير على شعبنا في قطاع غزة، بما أعقبه من استقالة وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان من منصبه، ومظاهرات المستوطنين واليمين المتطرف التي عمت شوارع مدن إسرائيلية مختلفة تطالب بأشد العقوبات العسكرية ضد قطاع غزة، ودعوات لتدمير البنية التحتية وسفك دماء الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني، وتدمير المنازل وغيرها، حتى يتولد لدى زمرة المستوطنين الذين يحكمون في إسرائيل الشعور بالنشوة والتفوق عبر رائحة الدم الفلسطيني التي سفكت لتوفير ذلك الشعور الاستعلائي الكولونيالي».
وبيّنت الوزارة الفلسطينية أن «هذه الفاشية والعنصرية الاستعمارية تتحكم في تفكير غالبية هؤلاء المستوطنين الذين يحلمون أن يستيقظوا ذات يوم واختفى الشعب الفلسطيني أو تمت إبادته. تلك الأجواء التي تخيم على الحياة السياسية في إسرائيل هذه الأيام سيدفع ثمنها الشعب الفلسطيني كالعادة من دم وتدمير وتشريد وإبادة».
ووجّهت الوزارة، في بيان لها صدر الجمعة، الاتهام «لجميع القيادات الحزبية في إسرائيل»، التي حسب رأيها «تتسابق في ما بينها على إطلاق المواقف العنصرية الداعية إلى تعميق تلك الرائحة العفنة من العنصرية والسادية بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل المحاصر في قطاع غزة. فقد بدأوا بالتظاهر، وتبعتها الاستقالات، ثم التصريحات التصاعدية الجوفاء التي تدعو للقتل، لتصل للتهديد بالانعتاق من أي مبدأ أو منطق أو قيمة إنسانية، ملوحين بالتخلي عن أي تعليمات سابقة بخصوص إطلاق النار صوب من يتظاهر من الفلسطينيين قرب الحدود أو السياج، كمن يعلن عن قرب ارتكاب مذبحة، وسفك دماء فلسطينية بكميات كبيرة».
وأدانت الوزارة الفلسطينية بأشد العبارات «التحريض الإسرائيلي الرسمي على القتل وارتكاب الجرائم والمجازر بالجملة لإرضاء جمهور المستوطنين واليمين الحاكم في إسرائيل»، وتعبر عن «شديد استغرابها من غياب أي ردود فعل دولية تجاه تطور هذه الأجواء العنصرية وتصاعدها حتى تصل إلى أبشع عمليات قتل واغتيال يرتكبها قناصة الاحتلال في هذا اليوم أو غيره ضد المسيرات السلمية على حدود قطاع غزة، وكأن العالم لا يقرأ أو لا يريد أن يفهم معاني هذا الوضوح في التصريحات الإسرائيلية التي تبحث عن الدم والقتل في قطاع غزة. ورغم معرفتنا بارتباط تلك التصريحات والمواقف العنصرية المشحونة بدعوات للقتل مع أجواء الانتخابات المبكرة في إسرائيل فإننا ندعو المجتمع الدولي بسرعة التحرك، لمنع هذه المجازر أن ترتكب بحق شعبنا الأعزل».
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته حيال تلك الجرائم، وحذرت من نتائج هذا التدهور الخطير في الأوضاع والصمت الدولي تجاهه.
أرسل تعليقك