قال سكان ومقاتلون من المعارضة إن الهدوء ساد يوم الأحد في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة الفصائل المعارضة بعد يوم من هدنة تم التوصل إليها بوساطة تركية وأنهت اشتباكات دامية بين فصائل متناحرة، كانت تهدد باندلاع حرب داخلية أوسع بين معارضي حكم بشار الأسد.
وأرغمت الجماعة الرئيسية للمقاتلين المتطرفين، "هيئة تحرير الشام"، التي أدرجتها الولايات المتحدة وتركيا وغيرهما ضمن التنظيمات الإرهابية، فصائل من "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من تركيا على قبول اتفاق سلام يوم السبت وسّع قبضتها في آخر معقل رئيسي لقوات المعارضة.
وبموجب الاتفاق المبدئي، سحبت "هيئة تحرير الشام" قواتها من مدينة عفرين شمال محافظة حلب والتي دخلت إليها يوم الخميس الماضي مقابل تعهد خصومها بالعمل نحو إنشاء إدارة مدنية موحدة تحقق الاستقرار وتنهي الفوضى.
وقال مفاوضون إن الفصيلين الرئيسيين في مقاتلي المعارضة، وهما "الجبهة الشامية" و"جيش الإسلام" اللذان يعملان تحت مظلة "الفيلق الثالث" في "الجيش الوطني"، اتفقا على العودة إلى جبهاتهما وتفكيك الوجود العسكري في المراكز الحضرية.
وقالت مصادر في المعارضة وخبراء في شؤون الجماعات المتطرفة إن الاتفاق يشير إلى تحقيق مكاسب جديدة للجماعة المتطرفة التي تسعى منذ فترة طويلة إلى القيام بدور اقتصادي وأمني أوسع في مناطق في شمال سوريا خارج معقلها في مدينة إدلب المكتظة بالسكان.
وقال وائل علوان المسؤول السابق في المعارضة السورية والباحث في مركز جسور للدراسات ومقره إسطنبول: "في المعارك الأخيرة بعد سيطرتها على عفرين، أصبح الآن لهيئة تحرير الشام دور أمني كبير مقارنةً بما كانت عليه. وهي تطمح أيضاً للتوسع بشكل أكبر".
كما قالت مصادر في المعارضة المسلحة إن الاتفاق يقرب محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" من هدفه المتمثل في توسيع إدارة مدنية تدير الآن الخدمات العامة في منطقة إدلب إلى مناطق أخرى في محاولة للتخلص من الصورة المتطرفة للفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة.
وتعد تركيا الداعم الرئيسي للفصائل الرئيسية لمقاتلي المعارضة. ومنع وجودها العسكري القوي في شمال غرب سوريا روسيا ودمشق من السيطرة على ما تبقى من مناطق المعارضة.
وقال قائد كبير في المعارضة المسلحة طلب عدم ذكر اسمه في حديث لوكالة "رويترز" إن تركيا كثفت تدخلها لإنهاء القتال الذي أسفر عن مقتل العشرات.
وتخشى تركيا من أن تؤدي سيطرة "هيئة تحرير الشام" على جزء كبير من جيب المتمردين إلى منح موسكو الحرية في تجديد القصف المستمر للمنطقة، التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نازح سوري فروا من حكم الأسد، بحجة محاربة المتطرفين.
وقال اثنان من قادة مقاتلي المعارضة إن طائرات روسية مقاتلة قصفت يوم الأحد قرية كفر جنا التي كانت مسرحاً لبعض أعنف المعارك بين مقاتلي المعارضة، في رسالة من موسكو بأنها ستهاجم دون رادع مناطق تقع الآن تحت النفوذ الأوسع لهيئة تحرير الشام.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مسلحو "هيئة تحرير الشام" يسيطرون على جنوب وغرب عفرين ويشتبكون مع مسلحين موالين لتركيا
الجيش السوري يصفي قياديين في "هيئة تحرير الشام"
أرسل تعليقك