أصبح فوز المرشح المستقل في الانتخابات الفرنسية، إيمانويل ماكرون، في الجولة الأولى، ومن ثم الثانية التي ستوصله إلى قصر الإليزيه، قاب قوسين أو أدنى، كما أظهرت آخر استطلاعات الرأي، إذ جاء تقدمه بعد تراجع شعبية مرشح اليمين، فرنسوا فيون، بسبب فضيحة الفساد، وتقدمه على مرشحة اليمين المتطرف زعيمة الجبهة الوطنية، مارين لوبان، في الجولة الأولى.
وقبل أربعة أسابيع للجولة الأولى للانتخابات الرئاسة الفرنسية، توقع أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بي في إيه"، تقدُم ماكرون الذي ينتمي لتيار الوسط على لوبان، ولم يقدم توقعًا لجولة الإعادة، لكن معظم الاستطلاعات التي تطرقت لهذا الأمر في الأشهر الأخير تظهر أن ماكرون سيتغلب بسهولة على لوبان، في جولة الإعادة التي ستجري بين المرشحين الاثنين الأوفر حظًا يوم 7 مايو/أيار.
وتوقع الاستطلاع، أن يحصل ماكرون على 26 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى، بزيادة نقطة مئوية عن التوقعات قبل أسبوع، بينما تراجعت لوبان نقطة مئوية لتسجل 25 في المائة، وتراجع المرشح فرنسوا فيون بواقع 2.5 نقطة مئوية مسجلًا 17 في المائة، الأمر الذي يضعه في المركز الثالث، وكان قد أجري الاستطلاع خلال الفترة من الأربعاء إلى الجمعة من الأسبوع الماضي.
وفجر وزير الدفاع، جان إيف لو دريان، أكثر وزراء الحكومة شعبية، الذي قضى نحو 40 عامًا في العمل السياسي، مفاجأة يوم الخميس، عندما قال إنه سيدعم ماكرون بدلًا من المرشح الاشتراكي هامون، وتشير نسب التأييد المنخفضة لهامون في استطلاعات الرأي إلى أن استبعاده في الجولة الأولى شبه مؤكد.
ويتنافس في الجولة الأولى من الانتخابات 11 مرشحًا، سيفوز فيها، وفق استطلاعات الرأي، المرشح ماكرون، 39 عامًا، الذي عمل لفترة وزيرًا للاقتصاد في حكومة هولاند، قبل أن يستقيل العام الماضي وينشئ حركة سياسية، واستمرت الملاسنة بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المنتمي للحزب الاشتراكي، والمحافظ فيون، بشأن حملة الفساد، إذ ردَّ هولاند على اتهامات فيون بأنه يدبر مؤامرة لتقويض مسعاه للوصول للسلطة، مضيفًا أنه ينتهك حرمة المنصب الذي يسعى للوصول إليه.
وأبلغ هولاند، وهو أول رئيس فرنسي في 60 عامًا، لا يسعى لإعادة انتخابه، راديو محطة إذاعة "فرانس إنفو" العامة: "هناك درجة من النزاهة والمسؤولية يجب أن تحترم، وأعتقد أن السيد فيون تجاوز الحدود"، ووجه فيون الاتهام إلى هولاند في مقابلة تلفزيونية، الخميس الماضي بالضلوع بشكل مباشر فيما وصفه بـ"مخطط حكومي لنشر تسريبات إعلامية" لتدمير فرص انتخابه.
فيما زارت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، التي من المتوقع أن تنجح في تخطي الجولة الأولى لتصل إلى جولة الإعادة أمام ماكرون في السابع من مايو، موسكو، الخميس، وقال مساعدوها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمنى لها التوفيق في الانتخابات في اجتماع عقد بينهما في الكرملين.
وكان فيون "63 عامًا"، وهو رئيس وزراء سابق، يتصدر السباق لكن نسبة المؤيدين له في استطلاعات الرأي تراجعت منذ ظهرت تقارير إعلامية في يناير /كانون الثاني، بأنه دفع لزوجته وأبنائه مئات الآلاف من اليورو من الأموال العامة مقابل عمل ربما لم يقوموا به، ويحل حاليًا في المرتبة الثالثة، ومن ثم من المتوقع أن يخرج من السباق في الجولة الأولى للانتخابات.
وفي أحدث تطور قانوني، قال مصدر مطلع، إن مارك جولو، الذي شغل مقعد فيون في البرلمان عندما أصبح رئيسًا للوزراء في 2007، خضع لتحقيق رسمي الجمعة، وجولو هو الذين عين زوجة فيون في الفترة من 2002 إلى 2007 مساعِدةً برلمانية، فيما ألقى فيون باللوم على هولاند عندما ذكر إنها مؤامرة للحكومة الاشتراكية للقضاء على فرصه في الفوز بتسريب معلومات مسيئة له إلى وسائل الإعلام.
وكشف فيون في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي: "من الذي يعطيهم "وسائل الإعلام" تلك الوثائق؟ أجهزة الدولة"، وعندما سئل إن كان يقصد أن ساسة وراء التقارير، أجاب قائلًا: "سأذهب إلى ما هو أبعد من ذلك. أنا أحمل رئيس الجمهورية المسؤولية".
ورفض المرشح الاشتراكي بنوا هامون، الذي شغل منصب وزير في حكومة هولاند لكنه من المنتقدين لرئيسه السابق، تلك الاتهامات، مؤكدًا لمحطة "بي إف إم" التلفزيونية: "يمكننا أن نوجه اللوم لفرنسوا هولاند في كثير من الأشياء، وأنا فعلت ذلك بشأن بعض خياراته في السياسة الاقتصادية، لكن إن كان هناك أمرًا واحدًا أعتقد أنه غير قادر عليه، لأنه لا يتسق مع طريقته في العمل فهو تشكيل مجلس وزراء، ينفذ خدعًا قذرة".
أرسل تعليقك