دمشق ـ نور خوام
اقترع أكراد سورية، وسط إجراءات أمنية مشددة وعلى رغم الأخطار السياسية، في المرحلة الأولى من انتخابات تنظمها الإدارة الذاتية الكردية للمرة الأولى منذ إعلان النظام الفيديرالي في مناطق سيطرتها في شمال سورية، وتحدث مسؤولون في الإدارة الذاتية عن نسبة مشاركة عالية في الانتخابات التي قاطعها “المجلس الوطني الكردي”، أحد مكونات “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، والذي طلب من سكان المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية عدم المشاركة، وتشير الانتخابات إلى طموحات الأكراد في تأسيس فيديرالية في سورية التي باتوا يسيطرون على نحو 25 في المئة من مساحتها، وجاءت الانتخابات على وقع تقدم عسكري لـ “قوات سورية الديموقراطية” في دير الزور، في موازاة ذلك، استهدف قصف جوي إسرائيلي مستودع أسلحة لـ “حزب الله” اللبناني قرب مطار دمشق الدولي
وأدلى سوريون بأصواتهم في الانتخابات التي نظمتها السلطات الكردية في بداية عملية سياسية على ثلاث مراحل، لتأسيس هيئات حاكمة جديدة تهدف إلى تعزيز حكم ذاتي كردي في المنطقة، واختار الناخبون في الانتخابات رؤساء 3700 لجنة محلية للأحياء، أو ما يطلق عليها “الكومينات”، في ثلاثة أقاليم بالشمال حيث أقام الأكراد حكمًا ذاتيًا منذ عام 2011 بعد اندلاع الاضطرابات في سورية.
وستجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل الجولة الثانية من التصويت لانتخاب المجالس البلدية، وتتوّج العملية في 19 كانون الثاني (يناير) 2018 بانتخاب جمعية ستكون بمثابة برلمان لنظام اتحادي في شمال سورية، وقالت ريناس أحمد (25 سنة) وهي تقترع مع عشرات آخرين لانتخاب ممثلين محليين: “هذا يوم تاريخي لنا، الناس يختارون طريقتهم في الحياة والسياسة والاقتصاد”، وعلى رغم تأكيد أكراد سورية أنهم لا يطمحون إلى الاستقلال، إلا أن الانتخابات قوبلت بالاستنفار من أهم القوى الإقليمية المحيطة بسورية وعلى رأسها إيران وتركيا، كما دانتها الحكومة السورية وقوى كردية سورية ترفض النظام الفيديرالي، لكن مع الأخطار، يعتبر السياسيون الأكراد الانتخابات فرصة تاريخية بالنسبة إلى طموحاتهم في حكم ذاتي في سورية في إطار الدولة المركزية.
وفتحت مراكز الاقتراع في مدن شمال سورية وبلداتها عند الساعة الثامنة صباحًا، وأغلقت عند الساعة الثامنة مساء، وتحدث شهود في مدينة الحسكة عن تعزيزات أمنية لقوى الأمن الداخلي الكردية ومنع تجول السيارات في أحياء المدينة، وقال الرئيس المشترك لمكتب الإعلام في الإدارة الذاتية دلخواز خليل: “هناك مشاركة عالية جدًا”، من دون أن يحدد النسبة حتى الآن، ولم تُجرَ الانتخابات في كل المناطق التي تسيطر عليها “قوات سورية الديموقراطية”، فالنظام السياسي الجديد لا يشمل منبج والطبقة القريبة من الرقة، وهما مدينتان تسكنهما غالبية عربية على رغم أنهما قد يتاح لهما خيار الانضمام إليه.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن “قوات سورية الديموقراطية” تمكّنت من حصار حقل غاز كونيكو ومعمله وحقل العزبة النفطي الواقعة إلى الشرق من طريق دير الزور– الصور– الحسكة، لتطوّق هذين الحقلين الإستراتيجيين، وأفاد “المرصد” بأن “سورية الديموقراطية” تمكّنت من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على محطة وحقول نفطية واقعة في غرب نهر الفرات، في شمال غربي مدينة دير الزور، حيث تتواصل العمليات العسكرية المكثّفة، في موازاة ذلك، ذكر “الإعلام الحربي المركزي”، المقرّب من النظام السوري، أن القوات النظامية سيطرت على بلدة خشام التي تعتبر أقرب نقطة نحو حقل كونيكو الإستراتيجي.
واستهدف قصف جوي إسرائيلي مستودع أسلحة تابعًا لـ “حزب الله” اللبناني قرب مطار دمشق الدولي، ويقع المطار على بعد 25 كيلومترًا جنوب شرقي العاصمة السورية، وأكدت مصادر متقاطعة لـ “المرصد السوري” أن القصف أُجري بواسطة صواريخ من طائرات حربية كانت تحلّق خارج الأجواء السورية، وتسبّب في تدمير وأضرار في مكان سقوط الصواريخ.
أرسل تعليقك