تونس - حياة الغانمي
قرَّرت نقابة موظفي الإدارة العامّة لوحدات التدخّل التونسية، تنفيذ وقفة احتجاجية في ساحة الحكومة بالقصبة لعدم التعجيل بإحالة مشروع قانون زجر الاعتداءات على الامنيين بعد سحبه من مجلس نواب الشعب لإجراء تعديلات عليه وعدم عرض المشروع الجديد على النقابات الامنية وذلك يوم 8 يوليو/تموز المقبل 2017 .
وتأتي الوقفة الاحتجاجية على إثر وفاة الشهيد مجدي الحجلاوي التابع لمنطقة الأمن الوطني في سيدي بوزيد متأثرا بالاعتداء الوحشي بالحرق، وكذلك لتنديد بموقف الحكومة بالالتزام بعدم تتبع ومحاسبة الضالعين في الاعتداءات على الأمنيين ومقراتهم خلال عدد من الاحتجاجات التي عرفتها تونس، خصوصا في قرقنة وتطاوين بما يمثله ذلك من استهانة بكرامة الامنيين واهدار لحقوقهم وضربا لمبدأ علوية القانون حسب بيان النقابة.
كما طالبت النقابة سلطة الإشراف بفتح تحقيق إداري جدي بخصوص ملابسات وفاة الشهيد مجدي الحجلاوي والوقوف على الأسباب المباشرة وغير المباشرة المتسببة في تحول مسار خلاف ذي صبغة عشائرية ناتج عن وفاة مواطن في جريمة قتل الى استهداف للوحدات الأمنية في بئر الحفي.
يذكر انه شيّع صباح اول امس الأحد أهالي وأصدقاء وعائلة الملازم أوّل بسلك الأمن الوطني مجدي الحجلاوي إلى مثواه الاخير بمقبرة "قطرانة" من معتمدية سيدي بوزيد الشرقية وذلك بحضور وزير الداخلية الهادي مجدوب ومراد محجوبي والي سيدي بوزيد وممثلين عن مختلف الاسلاك الأمنية. وانطلق موكب الجنازة من منزل الشهيد الأمني مجدي الحجلاوي في مدينة سيدي بوزيد وصولا الى منطقة قطرانة.
وعبّر أهالي الشهيد وممثلون عن نقابات الامن عن استيائهم من التعاطي الإعلامي تجاه الحادثة ورفضوا حضور ممثّلي وسائل الاعلام والإدلاء بتصريحات صحفيّة حول الحادثة.
وكان الحجلاوي الذي يبلغ من العمر 49 سنة وأب لطفل ويعمل في منطقة الأمن الوطني في سيدي بوزيد قد تعرّض إلى حروق من الدّرجة الثّالثة استوجبت وضعه تحت العناية المركزة بعد نقله إلى مركز الإصابات والحروق البليغة في بن عروس منذ ليلة الجمعة الماضي بعد تعرّضه بصحبة أربعة أعوان آخرين، أثناء مباشرتهم لمهامهم، لحروق في أماكن مختلفة بأجسادهم، جرّاء رمي القوارير الحارقة "مولوتوف" على السيارات الأمنية خلال أعمال عنف استهدفت أمنيين، في معتمدية بئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد، وذلك على إثر الخلاف الذي نشب بين عدد من سكان المنطقة بالسوق الأسبوعية، ونتج عنه وفاة شاب بعد طعنه بسكين على مستوى الظهر من قبل شاب آخر.
وقد تم لقاء القبض على 4 متورطين في حرق الملازم أول مجدي الحجلاوي والى جانب إعترافاتهم بإلقاء قارورة المولوتوف من أعلى المبنى، فقد أكد عبدالقادر فرحات رئيس الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني أن اصغر المتهمين الأربعة هو من نفذ الجريمة ويبلغ من السن 19 عاما وحسب مصادر خاصة للعرب اليوم فقد إعترف الموقوف بأن مرافقه وهو من ذوي السوابق العدلية هو من مكنه من قارورة المولوتوف قائلا له حرفيا"احرقهم كيما تحرقنا في صاحبنا وما خلاوناش نوصلولو" وقد إعترف بقية الموقوفين بالمشاركة في الجريمة التي اثارت الراي العام في تونس.وقد اتّخذ وزير الدّاخليّة جملة من الاجراءات لفائدة الشّهيد وعائلته من بينها إسناد الشّهيد رتبتين شرفتين (من رتبة ملازم إلى رتبة نقيب)، كما أذن بالإحاطة الاجتماعيّة لعائلته ومتابعة أوضاعها الماديّة والمعنويّة.
أرسل تعليقك