طهران ـ مهدي موسوي
أعلن "الحرس الثوري" الإيراني في بيان، الثلاثاء، عن مقتل 4 من قواته في مواجهات مع عناصر مسلحة وصفها بـ"الإرهابية والشريرة" في محافظة بلوشستان جنوب شرقي البلاد.وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، في تقرير منفصل إن 7 من قوات "الحرس الثوري" سقطوا بين جرحى وقتلى لدى تعرض مخفر حدودي لهجوم من مسلحين مجهولين. وأكد التقرير مقتل اثنين من المهاجمين.
ونقلت وكالات أنباء حكومية عن مساعد قائد حرس الحدود الإيراني أبو الحسن ضيايي، أن المواجهات وقعت في الساعة الواحدة ليلاً بتوقيت إيران على الحدود الإيرانية الباكستانية قرب مدينة ميرجاوه.
وأكد ضيايي مقتل 4 من قوات حرس الحدود، اثنان منهم من قوات الباسيج التابعة لـ"الحرس الثوري" بعد ساعتين من تبادل إطلاق النار مع المهاجمين.وقال مركز العلاقات العامة في قاعدة "القدس" التابعة لبرية "الحرس الثوري" المكلفة بتأمين الحدود في محافظة بلوشستان، إن قواتها "أحبطت هجوم الإرهابيين على برج مراقبة الحدود"، وفقما نقلت وكالة "تسنيم".
وهاجمت خلية إرهابية برج مراقبة لحرس الحدود الإيراني من داخل الأراضي الباكستانية وحاولت السيطرة على النقطة التابعة للقوات الإيرانية لكنها واجهت مقاومة من قوات حرس الحدود".
وأشار البيان إلى إرسال قوات مساندة من مراكز تابعة لـ"الحرس الثوري"، مما أدى إلى مواجهات عنيفة مع المسلحين، موضحاً أن انفجار لغم أرضي استهدف القوات المساندة أسفر عن مقتل اثنين من قوات "الحرس الثوري" وإصابة اثنين آخرين.ولم يذكر البيان اسم المجموعة المسلحة التي هاجمت المركز التابع للقوات الإيرانية.وجدد "الحرس الثوري" انتقادات للسلطات الباكستانية، وقال إنه من المتوقع ألا تتحول أراضيها إلى محل استقرار عملاء الاستخبار العالمي.وتتهم السلطات الإيرانية الجماعات البلوشية المسلحة بالاتجار بالمخدرات، وفي المقابل ينفي البلوش تلك الاتهامات، ويعتبروها ذريعة لاستهداف سكان الحدود، كما يوجهون أصابع الاتهام إلى قوات الأمن الإيرانية بما فيها "الحرس الثوري" بالمتاجرة في المخدرات.
وتعد حدود محافظة سيستان وبلوشستان مع باكستان وأفغانستان الممر الرئيسي للمخدرات التقليدية إلى إيران.في المقابل أعلنت جماعة "جيش العدل" البلوشية المعارضة، أن قواتها تمكنت من السيطرة على مركز رصد لقوات "مرصاد" تابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، مشيرة إلى "تدمير" مركبة تابعة لتلك القوات.وقالت جماعة "جيش العدل" إن كتيبة "مولوي نعمت الله توحيد" هاجمت المخفر الحدودي في وقت متأخر من ليلة الاثنين، وقتلت 8 من قوات فيلق "مرصاد" التابع لـ"الحرس الثوري". وأضافت أن عناصر الحركة فجّروا الطابق العلوي لمركز الرصد الإيراني وفق ما نقل الموقع الإعلامي الناطق باسم الجماعة "عدالت نيوز".
ويقول "جيش العدل" إنه فصيل يحمل السلاح للدفاع عن حقوق أهالي بلوشستان "السنة" ضد ممارسات النظام الإيراني، بينما تصنفه إيران ضمن 3 مجموعات مسلحة معارضة تتهمها بالقيام بعمليات "إرهابية".وتعد محافظة سيستان وبلوشستان أكثر محافظات الإيرانية معاناة من الحرمان، ويتهم البلوش السلطات الإيرانية بممارسة التمييز العرقي والطائفي ضدهم. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كان أمن الحدود "بيت القصيد" في مفاوضات أجراها رئيس أركان الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا مع المسؤولين الإيرانيين في طهران.
وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت توترًا على أثر اتهامات وجّهتها إيران إلى باكستان بالسماح لجماعات بلوشية معارضة بالقيام بنشاط مسلح على حدود البلدين. وقبل عام تحديدًا استهدفت "جيش العدل" البلوشية رتلاً عسكرياً لقوات حرس الحدود الإيرانية قرب مدينة ميرجاوه في جنوب شرقي إقليم بلوشستان.
وخسرت القوات الإيرانية أكثر من 10 من عناصرها في الهجوم.وفي مايو (أيار) 2017 هدد رئيس الأركان المسلحة الإيراني محمد باقري، بضرب مواقع الجماعات البلوشية المناوئة لبلاده في الأراضي الباكستانية إذا لم توقف إسلام آباد نشاط المسلحين قرب الحدود الشرقية للبلاد.
وهدد الجماعة بمواصلة عملياتها ضد قوات الأمن الإيرانية ردًا على إطلاق الرصاص وزرع ألغام ضد سكان المناطق الحدودية في بلوشستان.
وقال بيان الجماعة "نحذّر القوات من إطلاق الرصاص وزرع ألغام ضد العمال والمدنيين البلوش العزل في أي منطقة من بلوشستان، خلاف ذلك فإن أي من أعمالهم في قتل المواطنين البلوش لن تبقى من دون رد".وقالت حملة نشطاء البلوش في تقرير عن أوضاع حقوق الإنسان صدر قبل نحو أسبوعين إن 39 من أهالي محافظة بلوشستان سقطوا بين قتيل وجريح بنيران قوات الشرطة الإيرانية على مدار العام الماضي "من دون ارتكاب مخالفات"، مشيرة إلى "عدم ملاحقة أي من القوات الأمن الإيرانية قانونيا".
وأفادت مصادر بلوشية بأن ستة بلوش على الأقل قتلوا بنيران قوات الأمن الإيرانية الشهر الماضي، فيما سقط 25 مهاجرًا أفغانيًا دخلوا إيران بطريقة غير شرعية بعدما فتحت قوات الأمن الإيرانية النيران باتجاههم في مدينة سراوان.
أرسل تعليقك