تونس على صفيح ساخن بعد مقتل متظاهر في احتجاجات
آخر تحديث GMT21:57:02
 العرب اليوم -

تونس على صفيح ساخن بعد مقتل متظاهر في احتجاجات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تونس على صفيح ساخن بعد مقتل متظاهر في احتجاجات

الرئيس التونسي قيس سعيّد
تونس ـ العرب اليوم

قال شهود، إن محتجين تونسيين، يرفضون قرار السلطات إعادة فتح مكب للنفايات في بلدة عقارب بجنوب البلاد، أضرموا النار أمس في مركز للحرس الوطني، في تصعيد لاحتجاج عنيف اندلع في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس (الاثنين). وجاء هذا التصعيد بعد وفاة شاب يدعى عبد الرزاق لشهب، قال شهود عيان وعائلته، إنه توفي اختناقاً بالغاز، الذي أطلقته الشرطة بالبلدة.
ودارت أمس ومساء أول من أمس مواجهات عنيفة في شوارع البلدة بين الشبان والشرطة، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين حاولوا قطع الطرق ورشق القوات الأمنية بالحجارة.
ويرى مراقبون، أن الاحتجاجات المتنامية في عقارب هي أول اختبار جدي لحكومة نجلاء بودن، التي عيّنها الرئيس قيس سعيّد الشهر الماضي، في كيفية الرد على الغضب والإحباط المتناميين بسبب سوء الخدمات العامة، والظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الصعبة.
وتم إغلاق مكب نفايات بعقارب، الواقعة على بعد 20 كلم من صفاقس، هذا العام بعد أن اشتكى أهالي البلدة من انتشار الأمراض، وقالوا، إنهم يعانون من كارثة بيئية بعد أن بلغ المصب طاقته القصوى.
لكن إغلاقه بقرار قضائي تسبب في تراكم آلاف الأطنان من النفايات المنزلية لمدة شهر تقريباً في الشوارع والأسواق، وحتى أمام مستشفيات صفاقس، ثاني أكبر مدينة تونسية؛ مما دفع الآلاف للاحتجاج في صفاقس. وتحت ضغط الاحتجاجات وتصاعد الغضب هناك، قررت الحكومة إعادة فتح مكب النفايات في عقارب أمس. فخرج المتظاهرون يطالبون السلطات بالتراجع عن قرار إعادة فتح مكب للنفايات في المنطقة، لا سيما بعد الغضب الذي أثارته وفاة الشاب، وأضرموا النار في مركز أمني، وفق ما أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح .
وتم فتح تحقيق قضائي في أسباب وفاة الشاب. في حين نفت وزارة الداخلية خبر وفاته جرّاء إصابته بالغاز، وأوضحت في بيان، أن «المعني بالأمر توفي إثر إصابته بتوعك صحي طارئ بمنزله، الواقع على بعد ستة كيلومترات من مكان الاحتجاجات».
وأعيد أول من أمس فتح مكب «القنّا» بعقارب، بعد أن تم إغلاقه في عقارب أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، وجاء القرار إثر احتجاجات على رمي نفايات كيميائية في الموقع المخصص للنفايات المنزلية، لكن شهدت مدينة صفاقس بعد ذلك تكدساً للنفايات في الشوارع.

 

وحذر المنتدى التونسي للحقوق الثلاثاء من «عودة المعالجات الأمنية للتصدي للمطالب الاجتماعية المشروعة»، والتي «لن تزيد الوضع الاجتماعي والسياسي إلا تعقيداً».
وكان الرئيس قيس سعيّد قد دعا وزير الداخلية توفيق شرف الدين، ورئيسة الحكومة نجلاء بودن، خلال اجتماع معهما أول من أمس، إلى إيجاد حلول عاجلة للوضع البيئي في صفاقس، والذي وصفه «بالكارثي».
ولم يتردد الرئيس سعيّد أثناء لقائه بوزير الداخلية، توفيق شرف الدين، في التلميح إلى «نظرية المؤامرة» لافتعال أزمة اجتماعية، رداً على فرضه التدابير الاستثنائية في البلاد، واحتكاره معظم السلطات. وقال، إن «جانباً من الأزمة مصطنع»، وإن هناك «من يريد ضرب الدولة، وضرب المرافق العمومية». مضيفاً «صفاقس مدينة منكوبة من الناحية البيئية. وهناك من يعد العدة حتى لا ترفع القمامة من مدينة تونس ومدن أخرى».
وطالب الرئيس سعيّد وزير الداخلية بالتدخل الفوري لوضع حد للأوضاع السائدة، خاصة أن صفاقس لها سوابق في الأزمات البيئية، المرتبطة بمخلفات المصانع الكيميائية التي أضرت بشواطئ الولاية.
في غضون ذلك، أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في تونس، أمس، إضراباً عاماً في مدينة عقارب، عقب الاحتجاجات العنيفة ضد التدهور البيئي، والتي تسببت في وفاة الشاب عبد الرزاق لشهب.
وقال الاتحاد في بيان له، إن الإضراب العام سيشمل القطاعين الخاص والعام غداً (اليوم/ الأربعاء) 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، رداً على التدخل الأمني في المدينة خلال الاحتجاجات، التي بدأت ليل الاثنين بسبب قرار السلطات إعادة فتح مصبّ للنفايات في الجهة.
بدورها، أكدت نحو 70 شخصية، تضم سياسيين وحقوقيين ونقابيين وجامعيين ومحامين وإعلاميين، أن أي إصلاح يمس النظام السياسي، أو القانون الانتخابي، أو الوضع الدستوري للقضاء في تونس، «لا يمكن أن يتم إلا من خلال حوار وطني جامع وشامل، يبلور الخيارات ويحدد آليات العودة إلى الشرعية الدستورية».
واعتبروا في بيان أصدروه أمس، أن إنقاذ تونس من أزمتها المالية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة «يمر حتماً عبر حوار وطني، يرسم خطوط ومحاور برنامج الإنقاذ». مؤكدين، أن «انقلاب سعيّد على الدستور لا يعد علاجاً للأزمة السياسية السابقة لـ25 يوليو (تموز)، بل تعميقاً لها، ودفعاً بالبلاد إلى المجهول، في ظل تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية، والعزلة الدولية التي تردت فيها جراء هذا الانقلاب»، على حد تعبيرهم.
واعتبر الموقّعون على هذه المبادرة، أن أزمة النظام السياسي في تونس «بلغت ليلة 25 يوليو الماضي ذروتها، وانتهت إلى حالة من الشلل التام لمؤسسات الدولة، التي عجزت عن أداء وظائفها، فغرق الاقتصاد في أزمته المزمنة، فيما عجزت البلاد عن مواجهة جائحة كورونا، التي حصدت حياة آلاف التونسيين».
من ناحية أخرى، نظمت الجامعة العامة للتعليم الثانوي، التابعة لاتحاد الشغل، أمس، إضراباً عن العمل، بعد تعرض أحد المدرسين لهجوم غير مسبوق بساطور داخل أحد المعاهد الثانوية، ودعت إلى التدخل العاجل، وإيجاد الحلول لتفاقم العنف في المؤسسات التربوية.

قد يهمك ايضاً

انسحاب الأمن وحرق مركز الحرس الوطني في مدينة عقارب التونسية

الجيش التونسي يدخل مدينة عقارب بعد تجدد المواجهات وانسحاب الأمن منها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس على صفيح ساخن بعد مقتل متظاهر في احتجاجات تونس على صفيح ساخن بعد مقتل متظاهر في احتجاجات



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab