دمشق ـ العرب اليوم
استيقظ الطبيب السوري، مدحت فرواتي، خريج جامعة حلب على نبأ حصوله على المرتبة الأولى في الفحص الأول للمعادلة الأميركية "USMLE1" وذلك بتحقيقه العلامة الكاملة 100%، علمًا أن هذا الامتحان يتنافس فيه الأطباء من كل أنحاء العالم للحصول على مقعد اختصاص في أحد مشافي الولايات المتحدة.
ومدحت فرواتي هو خريج مدرسة المتفوقين لعام 2009 وحاصل على المرتبة الأولى على القطر في الثانوية العامة بمعدل 290/290 ثم درست الطب في جامعة حلب وحصلت أيضا على المرتبة الأولى على مستوى سورية في دفعتي بمعدل 92.8%، وأكّد فرواتي أنّ "توفيق رب العالمين ثم دعم أهلي كان أهم ما واجهت به التحديات، فالظروف الأمنية في حلب سيئة جدا والماء والكهرباء كانت تنقطع أحيانا لأسابيع مما يضطرني للدراسة على ضوء الشموع وضوء الموبايل" .
وأوضح فرواتي أنه "حسب رأيي المتواضع منهاجنا السوري لا يفتقر إلى المعلومات و لكن المشكلة الأساسية هي انعدام الترابط فيما بينها بما يجعلها أقرب إلى جزر متناثرة من معلومات هنا و هناك لا تفضي دراستها إلى هيكل علمي متكامل و هادف، في الامتحان جميع المناهج مترابطة سواء في العلوم الأساسية أو السريرية بحيث من يدرسك علم الأمراض مثلا يعرف مسبقا ما درسته في الفيزيولوجيا ويبني على هذه المعرفة لتعليمك، لا منهاج من غير معلم، الحل يبدأ في إعداد طبقة جديدة من الأساتذة و الكوادر لتكون على إطلاع واسع بأحدث أساليب التدريس و منهاجياته و هذا بالضرورة يؤدي إلى منهاج تدريسي أفضل و بالتالي نصل إلى النتيجة النهائية ألا وهي طالب أفضل و طبيب أكمل، في ظرفنا الحالي للأسف و لعدم توفّر ما سبق جملة و تفصيلا يبقى سلاحنا الوحيد هو الجهد الفردي الأعزل القادر على إيصالك إلى هدفك و لكن بأطول الطرق و أوعرها مسلكًا، ما يزال أمامي امتحانان اثنان للحصول على الإقامة في إحدى جامعات أميركا وطموحي أن أتخصّص بالجراحة وأتعلم العمليات النوعية لأعود وأنفع بها أبناء بلدي من الأطباء والمرضى، فكرة الامتحان هي وبكل تأكيد السعي لأكون طبيب أفضل الاختصاص في أميركا هو من بين الأفضل في العالم و لأتمكن من ذلك علي تجاوز 3 امتحانات".
وأشار الدكتور فرواتي إلى الصعوبات والضغوطات التي واجهها بسبب جنسيته السورية، مشيرًا إلى أنّ "الضغوطات عليّ كسوري هي صعوبة الحصول على الفيزا رغم علامتي المتميزة و السيرة الذاتية الجيدة و لكن جنسيتي وحدها كانت كفيلة في أن تنهي مقابلتي الأولى في السفارة في أقل من دقيقة رفضا بالطبع، ولكن تيسر الموضوع في محاولتي الثانية، الخطوات على المدى المنظور إكمال الامتحانين الباقيين للالتحاق بأحد المشافي بغرض الاختصاص، وأتمنى و بلا مواربة أن أعود إلى حبيبتي سورية أعود إليها طبيبا أفضل بخبرات نوعية تعود بالخير على بلدي و أهلي".
وختم فرواتي أنّ "نصيحتي للراغبين بمتابعة التحصيل الأكاديمي هي التخطيط الجيد منذ البداية و الذي يجعل لجهدك مغزى و لتعبك ثمرة، كل جهد من غير هدف واضح لن يكون ألا عبثا معدوم النتيجة، الأمل كل الأمل معقود علينا كشباب متعلم لإصلاح ما يمكن إصلاحه و إدراك ما فاتنا مستقبلا".
أرسل تعليقك