بيروت ـ فادي سماحه
يلفّ الغموض مصير التحالفات الانتخابية للقوى السياسية والأحزاب اللبنانية المنضوية داخل الحكومة، فيما تبدو الصورة أكثر وضوحًا لدى الأحزاب التي تقف في جبهة المعارضة مع شخصيات مستقلّة، بفعل ابتعادها عن إحراجات أهل السلطة.
وقبل أن يتضح المشهد الانتخابي على صعيد التحالفات والترشيحات، عند مكوّنات الحكومة، كان لافتًا مسارعة حزب "الكتائب اللبنانية" إلى افتتاح معركته الانتخابية، بخطاب ناري أطلقه رئيسه النائب سامي الجميّل حمل فيه بشدّة على السلطة، ودعا اللبنانيين إلى التصويت بكثافة لمشروع سياسي يحررهم من الصفقات والمحاصصة والسلاح غير الشرعي، وبدا فيه كمن يقطع جسور التحالف مع قوى السلطة.
لكنّ عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر أوضح أن النائب الجميّل "لم يهاجم الطبقة السياسية، ولم يقطع خطوط التواصل معها، إنما كشف عيوب سلطة الفساد والمحاصصة"، لافتًا إلى أن "السلطة القائمة اليوم صُنِعت من خلال تقاطع مصالح إقليمية وداخلية تخدم (حزب الله) والجو الإيراني، وهي باتت بشكل أو بآخر تغطّي تفلت سلاح "حزب الله وقتاله في العالم العربي"، وأشار إلى أن خطاب سامي الجميّل "ليس مجرّد كلام انتخابي لاستنهاض الجمهور أو القواعد الشعبية، إنما طرح حالة تصحيحية، وخلق فرصة أمام اللبنانيين لإنقاذ البلد من حالة الجمود والتراجع الذي يعيشه".
وفي نفس الإطار فإن السقف العالي لخطاب الجميّل، لا يعني إقفال باب التحالفات الانتخابية مع القوى السياسية الأخرى، حتى ممن شملهم هذا الهجوم، برأي الخبير في الشؤون الانتخابية ربيع الهبر، الذي أن "حزب الكتائب قادر على نسج شبكة تحالفات جيدة في كثير من الدوائر الانتخابية". وقال: "في دائرة المتن الشمالي لا يحتاج (الكتائب) إلى تحالفات مع أحد، إذ لديه قوة مرجحة وقوة تجييرية، بمعنى أن الآخرين بحاجة إليه في المتن وليس العكس". فيما لم يستبعد أي تفاهم بين "الكتائب" والنائب السابق فريد هيكل الخازن ورجل الأعمال نعمت أفرام في كسروان، لافتًا إلى أن "تحالف الكتائب مع بطرس حرب في البترون قد يحدث فرقًا في الأصوات بمقابل لائحة التيار الوطني الحرّ"، وهذا ينسحب على انتخابات زحلة (البقاع) في حال تحالف مع رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف.
وكان "حزب الكتائب" رفض الدخول في الحكومة الحالية، بعدما عرضت على تمثيله بوزير دولة فقط، ما جعله على خصومة سياسية حتى مع حلفائه في قوى "14 آذار" مثل تيار "المستقبل"، وعلى تباين مع "القوات اللبنانية"، فيما حافظ على علاقته الوثيقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي.
ولم يخف النائب فادي الهبر، وجود مشروع تحالف بين (الكتائب) وبعض الأحزاب الممثلة في الحكومة، متوقعًا "إعلان تحالفه مع الحزب التقدمي الاشتراكي في جبل لبنان، انطلاقًا من مصالحة الجبل التي رعاها البطريرك (الماروني نصر الله) صفير في عام 2000، ثم وثيقة المختارة (مقر زعامة النائب وليد جنبلاط) في جبل لبنان، من أجل الحفاظ على خصوصية الجبل"، مشيرًا إلى أن إمكانية التحالف مع القوات اللبنانية في الشمال (الكورة والبترون)". وقال: "نحن طلبنا من (القوات) الخروج من السلطة لكنهم قرروا البقاء ليربحوا على كل الجبهات"، مؤكدًا أن "التحالفات ستكون على القطعة"، أي في مناطق مع هذا الفريق ومناطق أخرى مع فريق آخر. وإذ لفت الهبر إلى هامش ضيّق جدًا للتحالف مع تيار "المستقبل"، أكد أن "هناك تفاهمًا مع اللواء أشرف ريفي (وير العدل السابق) في طرابلس ومناطق أخرى (البقاع الأوسط)، لأننا نتفق معه على المستوى السيادي وتحرير البلد من هيمنة سلاح (حزب الله)، ونحن نقدر نضاله السياسي".
أرسل تعليقك