بيروت - العرب اليوم
مضى تكتل «الجمهورية القوية» الممثل لحزب «القوات اللبنانية» في البرلمان اللبناني، بخطوات قانونية ودبلوماسية، لإعادة تفعيل الملف القضائي المتصل بانفجار مرفأ بيروت، عشية الذكرى السنوية الثانية لتفجير المرفأ، في حين يترقب اللبنانيون سقوطاً إضافياً لأجزاء من الأهراءات المتصدعة نتيجة الانفجار.
وفي إطار توجهه بعريضة رسمية إلى مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، بهدف تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية تعمل على مساعدة التحقيق اللبناني في جريمة انفجار المرفأ، سلّم وفد من تكتل الجمهورية القوية، السفيرة الفرنسية في بيروت، آن غرييو، نسخة عن مذكرة التكتل التي تحمل تواقيع نوابه في المجلس، وطلب دعم الدولة الفرنسية لمضمون العريضة، على أن يتابع الوفد جولته على عدد من السفارات الأخرى في الأيام المقبلة.
يأتي ذلك في ظل ترقب لانهيار أجزاء أخرى من منشأة أهراءات القمح في مرفأ بيروت المتصدعة نتيجة الانفجار. وتجدد اشتعال النيران في الأهراءات، وظهر بعض التشققات في الجزء المهدّد بالسّقوط، وسط تخوف من انهيار آخر في الصوامع، فيما أعلن الدفاع المدني وفوج الإطفاء عن أنهما في جاهزيّة تامّة، وقد اتخذ الجيش إجراءات في محيط الأهراءات.
وقال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين: «مساء الاثنين، سجلت حركة متسارعة لانحناء صوامع القمح، وهناك تنسيق دائم بين لجنة إدارة الكوارث». وذكّر «بالإرشادات التي يجب اتخاذها لحظة سقوط الأهراءات، وأهمها ارتداء الكمامات لساعات».
من جهته، أوضح رئيس تجمع مستثمري المستودعات اللوجستية في مرفأ بيروت، نبيل فايق الخوري، أن «الغبار لا يؤثر على المستوعبات الحديدية، كونها محكمة الإغلاق، أما الحرارة المرتفعة والرطوبة فتخلقان نوعاً من الرطوبة، يمكن أن تؤدي إلى انتشار فطريات».
وسقطت يوم الأحد أجزاء من الأهراءات، جراء الرطوبة والحرارة الناتجة عن تخمر الحبوب في داخلها، ما أدى إلى حرائق متلاحقة. وتعرضت الأهراءات في المرفأ لأضرار بالغة جراء الانفجار في 4 أغسطس (آب) عام 2020، عندما امتصت عصف الانفجار الضخم، ما تسبب بدمارها. وفشلت جميع المحاولات لسحب الحبوب المخزنة في بعض جيوبها، بسبب التصدع الذي طال المنشأة.
وتشتعل الحرائق في الحبوب التي يصعب الوصول إليها في الجزء الشمالي من الأهراءات، ما هدّد بسقوط أجزاء من الخرسانة نتيجة الحرارة المرتفعة للحرائق التي تشتعل منذ شهر، وسط صعوبة التعامل معها بسبب تصدع المنشأة الخرسانية التي تمثل شاهداً على انفجار المرفأ.
وتقول الحكومة اللبنانية إن «الحبوب الموجودة عند الجهة الشرقية من الأهراءات، التي لم تعالج لخطورة الوصول إليها، تقدّر بـ3000 طن، منها 800 طن بدأت بالاحتراق الذاتي أخيراً نتيجة العوامل المناخية، إذ تصل حرارة الحبوب إلى أكثر من 95 درجة مئوية نتيجة التخمر، علماً بأن الانبعاثات الناتجة عن هذا التخمّر لا تشكل أي خطر على الصحة العامة». ويقدر الخبراء أن النيران ستخمد فور انتهاء الكمية، ويحذرون من استعمال المياه لإخمادها، ما يفاقم الوضع، ويزيد من عمليات التخمر والاحتراق.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك