الخرطوم ـ جمال إمام
برزت نذر مواجهات قبلية جديدة داخل مواقع متمردي "الحركة الشعبية – الشمال" في منطقة النيل الأزرق المتاخمة للحدود الإثيوبية عقب اتهام أبناء قبيلة البرون، رئيس الحركة مالك عقار ومجموعته بتصفية قائد عسكري بارز، بينما قالت سلطات جنوب السودان أن انقسام اللاجئين السودانيين بين تيارين للمتمردين، أدى إلى مقتل 60 منهم في اشتباكات.
وأكدت معلومات أمس اثلاثاء، هروب أبرز القادة المقربين لعقار وهم مساعده أحمد العمدة وصديق المنسي و هاشم أورطا إلى ولاية أعالي النيل في دولة جنوب السودان، عقب اتهامهم بتصفية القائد العسكري علي بندر السيسي في المنطقة الواقعة بين خور تمباك وجابر ديدا، وذلك بعدما كان معتقلاً من جانب عقار بسبب خلافات بينهما. واتهم أقارب للسيسي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أحمد العمدة ابن اخت عقار بإصدار أوامر بتصفيته وأكدوا أن بندر قُتل بوحشية وتم التمثيل بجثته.
وفي سياق متصل، تحدث محافظ مقاطعة جنوب غرب المابان في جنوب السودان، سعد لوك، عن تدخل مسؤولي مقاطعات المابان لاحتواء الأزمة التي نشبت أخيراً بين لاجئي ولاية النيل الأزرق السودانية، مبيناً أن الصراع السياسي داخل الحركة الشعبية هو السبب الرئيسي وراء الأزمة والتي تسببت في مقتل وإصابة عشرات اللاجئين. وقال المحافظ أمس إن الواجب الحكومي يتطلب التدخل لحسم الصراع الذي نشب في مخيمات لاجئي النيل الأزرق باعتبارهم دولة مضيفة للاجئين، مؤكداً أن اللاجئين استخدموا أسلحة في الاشتباكات التي وقعت بين تيارين مؤكداً أنه لا يُسمح للاجئين بدخول المخيمات بالأسلحة. وأوضح المحافظ أنهم استطلعوا قيادات قبلية لمعرفة أسباب المواجهات وتوصلوا إلى أن السبب الرئيسي هو أن بعض اللاجئين أيّدوا القرارات الأخيرة التي أصدرها مجلس تحرير جبال النوبة التابع للحركة الشعبية بإقالة الأمين العام ياسر عرمان، ما دعا إلى اعتقالهم بواسطة الطرف الرافض لقرارات مجلس جبال النوبة. إلى جانب اتهامهم قيادة الشعبية بتكوين لجنة خاصة بالمخيمات غالبيتها من قبيلة الـ "إنقسنا" التي يتحدر منها عقار، لاقت رفضاً واسعاً من القبائل الأخرى.
على صعيد آخر، انتدب السودان كوادر للعمل ضمن المكوّن المدني في قوات شرق أفريقيا للتدخل السريع وعمليات حفظ السلام "إيساف"، ويختص المرشحون بمعالجة قضايا الإرهاب والعنف والنزاعات. وجدد السودان استعداده للتعاون مع الاتحاد الأفريقي ودول المنطقة في محاربة الإرهاب والتعصب الذي تعاني منه دول عدة على المستوى الإقليمي والعالمي.
وقال مسؤول الشؤون الأفريقية في الخارجية السودانية السفير محمد عيسى، لدى مخاطبته الجلسة التدريبية للخبراء السودانيين المرشحين للانضمام لقوات "إيساف"، إن السودان على استعداد لتقاسم خبراته في مجال مكافحة الإرهاب ومعالجته من جذوره مع الدول الأفريقية.
في شأن آخر، وجهت نيابة أمن الدولة في الخرطوم رسمياً 6 تهم، تصل عقوبة بعضها إلى الإعدام، ضد الناشط الحقوقي مضوي إبراهيم، وشددت هيئة الدفاع على ضعف الاتهامات مطالبةً بالإسراع في إحالة الملف على المحكمة. واعتقل جهاز الأمن والاستخبارات في كانون الأول/ديسمبر الماضي مضوي (59 سنة) أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة الخرطوم، الحائز على جائزة منظمة "فرونت لاين ديفندرز" بإرلندا في العام 2005، وهي مؤسسة دولية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان.
وقال وكيل نيابة أمن الدولة بابكر عبد اللطيف في بيان إن مضوي ابراهيم آدم سيُقدم للمحاكمة، موضحاً انه متهم مع آخرين بالعمل في تنظيم إجرامي، وإدارة أنشطة تجسسية واستخباراتية لمصلحة سفارات أجنبية بمقابل مادي، بالإضافة إلى ادعاءات كاذبة عن استخدام أسلحة كيماوية بواسطة القوات الحكومية، وتشويه صورة البلاد.
أرسل تعليقك